حلقة "الهيبة" الأخيرة تُشعل حزناً وغضباً فينا

قبل انتهائه بأيّام قليلة، انقلبت التعليقات من إيجابية الى أقصى حدود، الى تعليقات فيها حزن وغضب وتأسّف على مرور الوقت السريع. أيّام قليلة تفصلنا عن انتهاء مسلسل "الهيبة" عبر mtv، وها هي أصداء المطالبة بأجزاء جديدة تعلو أكثر بعد عرض كلّ حلقة.

ما لم يتوقّعه اللبنانيّون هو أن يروا في يوم من الايّام عرضاً لمسلسل على شاشات المطاعم التي عُرفت بعروضها المتواصلة لمباريات كرة القدم العالمية فقط. إنّها المرّة الأولى التي يجتمع فيها لبنانيّون في مطعم لمشاهدة "الهيبة"، كما لو أنّ أحداث هذه القصّة تربطهم بخيوطها، فإن لم يستطيعوا مشاهدته في المنزل أو على موقعنا الالكتروني، شاهَدوه في مختلف المطاعم التي تضجّ بأشخاص لا يجمعهم إلّا تعلّقهم بالمسلسل.

وهناك أيضاً من بدأ يحضّر لسهرات تجمع بعض الأشخاص في أحد المنازل، لمشاهدة الحلقة الأخيرة من المسلسل الأقوى على الإطلاق في الموسم الرمضاني الحالي.

أمّا هنا، في mtv، فأصبح تقليداً يوميّاً أن نتأكّد من أنّ جميعنا شاهد الحلقة السابقة، وإعلان الحلقة المقبلة، حتّى تدور بيننا بين الحين والآخر أحاديث لا تنقطع عن جمال "عليا" (نادين نسيب نجيم) وجاذبيّة "جبل" (تيم حسن) وتفوّق "ناهد" (منى واصف) وجميع الممثلين في العمل.

في mtv وخارجها، الجميع يتكلّم عن المسلسل بحذافيره وأدقّ مشاهده، لكنّهم بدّلوا البارحة شغفهم بالمشاهدة بحزنهم أنّ شيئاً سيتغيّر الأسبوع المقبل... لا "هيبة" عند العاشرة والنصف عالـ mtv، ولا حلقات جديدة تسمّرنا أمام التلفزيون وشاشات الكمبيوتر للبثّ المباشر أو الإعادة... لا "جبل" في صبحيّاتنا، ولا "عليا" في أفكارنا وأحلامنا...

بدأ الجميع يشعر بالاشتياق الى "الهيبة" بينما عرضه لم ينته بعد، لكنّ هذه القصّة التي تستحقّ أن تكون الأفضل على الإطلاق، حكمت علينا بالوقوع في عشقها لأنّها، للأسف، أقرب الى حقيقة مجتمعنا أكثر من أيّة قصة أخرى. سينتهي "الهيبة"، آملين أن تكون له أجزاء جديدة، ومتمنّين أن تكون هذه "القرية التلفزيونيّة" رسالة الى من يعيشون فعلاً خلف قضبان هكذا قرية وهكذا حياة!