“عادلة بيهم الجزائري ..”أميرة الرائدات العربيات

" مجلة جنى " لطالما كانت المرأة السورية ركناً أساسياً في مجتمعها، وشريكاً مثالياً  للرجل في رسم أحلام الغد وبناء المستقبل، بدءاً من دفء المحبة الذي تبثه في ’الأسرة‘، وصولاً إلى شركتها الفاعلة في رفع المظلة التي يعيش تحت فيئها الجميع ’الوطن‘، والتاريخ السوري يحفل بنساء رائدات، كان لهن دوراً أساسياً في نسج هوية المجتمع السوري وقيادة دفة رحلته، ومن أولئك نذكر الناشطة السورية عادلة بيهم الجزائري.

ولدت عادلة بيهم الجزائري عام 1900 م في دمشق، و تلقب بأميرة الرائدات العربيات في القرن العشرين، ومنذ بلوغها السادسة عشرة من العمر، دخلت ميدان العمل التطوعي لخدمة المنكوبين، لتساهم في تقديم الغذاء والكساء والدواء لهم.

عام 1916 ترأست لجنة تشرف على دار الصناعة، لتشارك في تقديم وجبات مجانية لحوالي 1800 عاملة يعملن في صناعات عدة كالنسيج والغزل والأشغال اليدوية.

مع الرئيس جمال عبد الناصر

انشغالها بالشأن الإنساني والمجتمعي لم يجعلها بعيدة عن ساحات النضال الأخرى، فقد كان لها دور بارز في نشر الوعي القومي بين صفوف النساء من خلال العمل على نشر العلم لدى الفئات المتوسطة والمحدودة الدخل.

عام 1925 انخرطت في النضال ضد وصاية الاستعمار الفرنسي فانضمت إلى الجمعيات السرية التي تنادي بالعروبة والإستقلال وتدعم حركة المقاومة، كما شكلت لجنة خاصة بمساعدة أسر الثوار.

أسست مع زميلاتها جمعية يقظة المرأة الشامية عام 1927 التي هدفت إلى تشجيع عمل النساء في الريف وإحياء وتنظيم الصناعات اليدوية التقليدية، وأسهمت عام 1928 في تأسيس جمعية دوحة الأدب.                                      

تم انتخابها رئيسة للاتحاد النسائي العربي السوري عام 1933، لتأتي الخطوة الأهم وهي مشاركة الاتحاد النسائي السوري عام 1937 في التنمية عن طريق إطلاق مشروع إنعاش القرى ومكافحة الأمية في مركز جديدة عرطوز غربي دمشق.

 عام 1938شاركت بالمؤتمر النسائي الفلسطيني الذي عقد في القاهرة لدراسة الخطر الصهيوني على القضية العربية والوطن العربي.

عام 1975 منحت السيدة عادلة بيهم الجزائري وسام الاستحقاق السوري من الدرجة الممتازة تقديراً لجهودها بمناسبة العام الدولي للمرأة، إلا أن المنية وافتها قبل ذلك، لتستلم عنها الوسام ابنتها وشريكتها في النضال الاجتماعي السيدة أمل الجزائري هواش خلال الحفل التأبيني الكبير، الذي أقامه الاتحاد النسائي لها على مدرج جامعة دمشق بمناسبة مرور أربعين يوماً على وفاتها.

تكريم آخر حظيت به أميرة الرائدات العربيات، حيث أطلق اسمها ’عادلة بيهم الجزائري‘ على ثانوية للبنات في منطقة المرابط في حي المهاجرين تخليداً لذكرى مؤسسة الاتحاد النسائي السوري.

اقرأ أيضا