منى الهاشمي تقود شركة Batelco Bahrain للبقاء في المقدمة


مسؤولو شركة Batelco Bahrain

" مجلة جنى " منى الهاشمي من هواة لعبة الشطرنج التي تعد هواية مفضلة لشخص يحاول دائماً التغلب على منافسيه. وهي صفة متوقعة من الهاشمي بوصفها رئيسة تنفيذية لشركة .Batelco Bahrain ومسؤولة عن العمليات المحلية للشركة الأم Batelco Groupفي وقت يعاد فيه تشكيل صناعة الاتصالات في البحرين بفضل التكنولوجيا الحديثة والمنافسة المحتدمة.

وقد بلغ إجمالي إيرادات المجموعة في العام الماضي 973.7 مليون دولار في 14 دولة، منخفضة بنسبة 1% عن الإيرادات المتحققة في عام 2015 .

كما بلغت الأرباح الصافية المجمعة 99.7 مليون دولار، وأسهمت عمليات الشركة في البحرين، الخاضعة لإشراف الهاشمي، بنسبة 41 % من الإيرادات. تقول: “هذه الشركة تتمتع بالمرونة تجاه متغيرات السوق”.

ونحن نتبع استراتيجية تحول لنبقى في المقدمة دائماً”. والآن، الأحوال في تغير مستمر، حيث تسارع البحرين للحاق بركب عالم الهواتف الذكية والاتصالات الفورية، مستغنية عن غيرها من تقنيات الاتصال. فيما تصنف المملكة إلى جانب الإمارات، ضمن أوائل الدول في العالم من حيث تبني التقنية الرقمية، حيث يتجاوز انتشار الهواتف الذكية نسبة 100 % بكثير، وفقاً لتقرير صادر عن McKinsey وبالتالي، لا يسع الهاشمي تجاهل هذه الفرصة.

وقد سبق أن احتكرت شركة Batelco السوق البحرينية فيما مضى، غير أنها تنافس اليوم في سوق مزدحمة، وتواجه منافسين بارزين، مثل: Zain الكويتية و VIVA المملوكة ل Saudi Telecom Company إلى جانب مجموعة من المشغلين ومزودي خدمة الاتصال بشبكة الإنترنت الأصغر حجماً، يتنافسون جميعهم في سوق تغطي 1.4 مليون نسمة تقريباً.


منى الهاشمي

إنه لوقت عصيب لقيادة شركة اتصالات في البحرين عموماً. هكذا وصفه رئيس مجلس إدارة المجموعة، الشيخ محمد بن خليفة آل خليفة أثناء إعلانه عن نتائج المجموعة لعام 2016 في وقت سابق من العام الجاري بقوله: “تزخر السوق في مملكة البحرين، وفي عدد من الدول التي تزاول فيها المجموعة عملياتها بالتحديات، بسبب الوضع العام للمناخ الاقتصادي العالمي، والطبيعة المتغيرة لصناعة الاتصالات أيضاً، التي تمر بدورها بتحول عميق، في وقت يحاول فيه المنافسون ترسيخ وجودهم في عالم التقنية الرقمية”. وعلى حد هذا الوصف للبيئة المحيطة بأعمال الشركة، فإن تحويلها إلى شركة اتصالات تتبنى التقنية الرقمية، وإبقائها متقدمة على منافسيها، مهمة كبرى تتولاها الهاشمي. تقول: “نحن بصدد تغيير ثقافتنا، وطريقة عملنا، فضلاً عن بنيتنا التحتية”.

ويعني ذلك من ناحية، توجيهها لمهمة تطوير طيف واسع من المنتجات والخدمات الجديدة للمستهلكين وقطاع الشركات.

فيما تصرح شركة Batelco أنها تستطلع المجالات جميعها، من تطبيقات إنترنت الأشياء، إلى إتاحة تسديد المدفوعات المالية عبر الهواتف، وتقديم تشكيلة من خدمات الحوسبة السحابية. أما على صعيد البنية التحتية، ففي وقت سابق من هذا العام عقدت الشركة صفقة مع شركة تقنيات الاتصالات Ericsson لتحديث شبكتها للاتصالات المتنقلة. كما تواصل الاستثمار في توسيع شبكتها المعتمدة على الألياف الضوئية في البلاد، وتستعد لاستقبال تقنية ثورية لم تصل بعد. وبينما تقترب بعض شركات الاتصالات المتنقلة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا من تدشين تقنية اتصالات الجيل الرابع، تستشرف Batelco تقنية الاتصالات المقبلة.

وسيستغرق إدخال تقنية اتصالات الجيل الخامس بضع سنين، لكن شركة Deloitte تتوقع تمتع نصف مليون مشترك تقريباً بتقنية اتصالات الجيل الخامس في دول مجلس التعاون الخليجي بحلول عام 2021 ، وانتشارها في المنطقة بأسرها لتغدو أساسية بحلول عام 2025 . وقد ذكرت الهاشمي بأن شركة الاتصالات أجرت في مايو/ أيار الماضي أول تجربة للعمل بتقنية اتصالات الجيل الخامس في البحرين بنجاح، بمساعدة من شركة Ericsson . وأوضحت التجربة التي أجريت في مقرات الشركة الرئيسة، كيفية استخدام التقنية في تطبيقات إنترنت الأشياء.

كذلك تتوقع الهاشمي أن هذه التقنية ستكون جاهزة للاستخدام التجاري في البحرين خلال عام 2019 على أقرب تقدير.

ووفقاً لتقرير إمكانات الأعمال الصادر عن Ericsson ، قد تتيح هذه التقنية فرصة لكسب إيرادات قدرها 600 مليون دولار في البحرين. على نحو مماثل، أعلنت شركة Zain Bahrain مؤخراً، وبعد إعلان Batelco مباشرة، عن توقعها إطلاق تقنية اتصالات الجيل الخامس للاستخدام التجاري بحلول نهاية عام 2018 .

وفي حين تركز شركة الاتصالات، إلى جانب ما ذكر، على خدمات الحوسبة السحابية، توقع معدو تقرير صادر عن شركة McKinsey أن تشهد منطقة الشرق الأوسط وقارة أفريقيا أعلى معدل نمو في تبني تقنية الحوسبة السحابية في العالم ببلوغه %41 في عام 2019 .

فيما كانت Batelco وفقاً للهاشمي، الأولى في البحرين التي تطلق سلسلة من الخدمات المستندة إلى تقنية الحوسبة السحابية المصممة لإضفاء الصفة الرقمية على العمليات المنفذة لصالح عملائها من الشركات. وقد فتحت التقنية أبواب العديد من الفرص أمام شركة الاتصالات، وهي تقدم الآن تشكيلة من خدمات الحوسبة السحابية حسب الطلب للشركات، مثل البرمجيات كخدمة، والبنية التحتية للسحابة، والمساعدة بشأن التجارة الإلكترونية.

تضيف الهاشمي: “هنا تكمن فائدة الحوسبة السحابية”.

وعبر عقد شراكات جديدة بارزة، عززت الشركة خدماتها في مجال الحوسبة السحابية في العام الحالي. فأعلنت في مايو/ أيار الماضي عن التوصل إلى اتفاق مع شركة Amazon Web Services يتيح لشركة الاتصالات توصيل المزيد من منتجات وخدمات الحوسبة السحابية.

كما عقدت، بعد مضي شهر على ذلك، اتفاقية مع Tata Communications للسماح لها بدخول مركز بياناتها العالمي، والاستفادة من حلول الاتصالات والحوسبة السحابية.

إن الاتصال بشبكة الإنترنت مجال عمل آخر قائم بذاته؛ فقد أطلقت الشركة في العام الماضي Bahrain WiFi الذي يتيح الاتصال بشبكة الإنترنت لاسلكياً في مواقع عامة رئيسة على امتداد البلاد، كجزء من توجه أشمل لتطوير مدن ذكية. ويدفع الشركة إلى استكشاف العديد من فرص تقنية إنترنت الأشياء. كما قدمت مثالاً على ذلك في العام الماضي.

فبعد عقد نقاشات مع مدارس رياض أطفال ودور حضانة محلية حول المشكلات التي تواجههم، استطلعت شركة الاتصالات الآراء بشأن طرق ابتكار منتجات وخدمات تستند إلى تقنية إنترنت الأشياء. نتج عن ذلك إطلاق خدمة حلول إنترنت الأشياء للمركبات المتصلة، التي تزود المركبات كحافلات المدارس، بآلات تصوير وأجهزة استشعار، وأجهزة تحديد المواقع العالمية، وغيرها من النظم التي تمكن الإداريين من مراقبة السائقين على نحو أفضل. كذلك انتهت شركة Batelco مؤخراً من عقد اتفاقية مع مسرع أعمال شركات التقنية الصيني Brinc للتركيز على الإبداع في

المملكة، واستحداث المزيد من منتجات تقنية إنترنت الأشياء. لكن، مع ظهور تقنيات جديدة دائماً، تختفي منتجات أخرى. وربما لهذا أعلنت الشركة في فبراير/ شباط الماضي عن وقف خدمة الرسائل النصية القصيرة عبر أجهزة الهاتف الثابتة، نظراً لضعف الطلب عليها. إن الحاجة إلى التعامل مع كل هذه المتغيرات لم يفاجئ الهاشمي؛ فأسلوب عملها يرتكز على إمكانية التأقلم والتكيف مع الظروف المتغيرة. تقول: “أعتقد أن امتلاك عقلية شديدة المرونة أمر في غاية الأهمية”. بينما يصفها أحد زملائها بأنها الأكثر ذكاء أثناء الاجتماعات.

إنها تبدو الهاشمي مبتهجة، لكنها في الوقت نفسه جادة في حديثها إلى فوربس الشرق الأوسط. بما يدل على ناحية من طبيعة الشخصية القيادية لمن شهدت مراحل التحول الكلي لقطاع الاتصالات البحريني، منذ انضمامها إلى الشركة قبل أكثر من عقدين من الزمن.

ولدت منى الهاشمي في البحرين عام 1971 . ونشأت في كنف مجتمع خليجي بسيط. وقد شرعت بعد تخرجها في جامعة البحرين عام 1994 ، بالعمل في مهنة ستتيح لها الاستفادة من دراستها الجامعية للهندسة الإلكترونية.

حينها، بدت شركة الاتصالات مكاناً مناسباً لبدء المسيرة المهنية.

فعملت موظفة فنية في قسم الهندسة في شركة Batelco عام 1995 . وكانت منذ البداية وظيفة لا بد فيها من التأقلم والتعايش مع التقنيات الجديدة باستمرار. تقول: “أذكر أن جل التركيز انصب على التقنية التناظرية حين التحقت بالشركة”.

ولم يكن ذلك الحال ليطول كثيراً، فقد ارتقت المهندسة البارعة سلم شركة الاتصالات، ونالت عدداً من الترقيات على مدى الأعوام اللاحقة.

كما أثبتت مهارتها في كل منصب شغلته، عبر المساعدة على إدخال خدمات وتقنيات اتصالات حديثة. وعموماً، أحدثت الهاشمي بعد ذلك فارقاً كبيراً من خلال المساعدة على تحديث شبكات الاتصالات المتنقلة في البحرين، وقيادة عملية إدخال تقنية اتصالات الجيل الثالث. وقد أشرفت أثناء ذلك على فريق مسؤول عن تطوير الجانبين الفني والتجاري للشبكة في البلاد. وعندما وصلت تقنية اتصالات الجيل الرابع، أدت كذلك

دوراً مهماً في إطلاقها. فكانت Batelco أولى شركات الاتصالات التي تطلق شبكة الجيل الرابع في العالم العربي. في حين عملت لاحقاً في تطوير شبكة الألياف الضوئية. وخلال فترة وجيزة، ألقت كل هذه التقنيات بأثرها الذي غير قطاع الاتصالات في البحرين، حيث لم يكن امتلاك البلاد لواحد من أكثر قطاعات الاتصالات تقدماً على مستوى دول مجلس التعاون الخليجي، نتاج جهد هين وبسيط. ثم أصبحت مديرة عامة بحلول عام 2009 ، وحصلت في عام 2015 على ترقية أخرى لتصبح رئيسة تنفيذية، وأول امرأة تتولى هذا المنصب في شركة الاتصالات. لقد تحقق ذلك كله بعد عمل دؤوب على مدار عقدين كاملين من انضمامها إلى الشركة.

إنها بلا شك، فخورة بكل تلك الإنجازات. لكنها تعترف بأن سقف الرهان بات أعلى الآن، فهي رئيسة تنفيذية. تقول: “لم يعد إطلاق تقنيات اتصالات الجيلين الثالث والرابع إنجازاً كبيراً بعد اليوم”.

وبمعزل عن إدخال تقنية جديدة، فإن تغيير ثقافة شركة Batelco هي مسؤولية عظيمة تلازم قيادة الشركة نحو عصر جديد. ويمثل جزءاً كبيراً من هذه المسؤولية العظيمة، تكوين طاقم قادر على تحمل ظروف صناعة دائمة التغير.

ولهذا استقطبت موظفين يمتلكون مهارات نوعية، وعملت على المستوى الداخلي بتحديد الموظفين ذوي المواهب القيادية عبر الاحتكاك بالطواقم في جميع المستويات الوظيفية في الشركة. مما نتج عن ذلك التخلي عن الموظفين الذين تعارض وجودهم مع خطط الشركة، أو الذين لم يتمكنوا من التأقلم. وهذا الأمر، كما تصفه الهاشمي، أصعب جانب في الوظيفة.

وكل ذلك لا يعدو جزءاً من خطة عمل الهاشمي لإبقاء شركة Batelco متفوقة على منافسيها. فيما تتذكر أنها قرأت عبارة ذات يوم، مفادها: إن الشركات الجيدة هي التي تركز على ما يفعله منافسوها، بينما تركز الشركات الأفضل على احتياجات زبائنها. تقول: “أعتقد بأن هذه المقولة تلخص ببلاغة طريقة تفكيرنا في الشركة. فنحن نركز على احتياجات زبائننا، وليس على ما يفعله منافسونا”. وبالنظر إلى ما سبق، يبدو من الصعب تخمين خطوتها المقبلة (فوربس).