عادل محمود يوقع روايته الجديدة ’قطعة جحيم لهذه الجنة‘ بمعرض دمشق للكتاب

" مجلة جنى " وقّع الكاتب والشاعر السوري عادل محمود روايته الجديدة ’قطعة جحيم لهذه الجنة‘ بين السادسة والثامنة من مساء السبت 5 أغسطس/آب الجاري، وذلك بجناح دار التكوين ضمن معرض دمشق الدولي للكتاب التاسع والعشرين.

ويقع الكتاب في 196 صفحة من القطع المتوسط، ونقرأ على الغلاف:

"الحقيقة مُرّة بسبب سوء الطهي"

ما تخفيه الحرب هو الانتباه إلى الفرق، في هذه الفكرة:

"الإنسان يتميز عن إبريق الشاي.. بأنه يغلي لمجرد معرفته أنه سيوضع على النار"

هذه الفكرة نبتت أمامي على الورق، في أول محاولتي لكتابة رواية عن الحرب... ليس عن الحرب تماماً، وإنما عن الموت. ليس عن الموت تماماً، وإنما عن إمكانية الحياة بين قنبلتين.

وسأضيف الآن، وقد مضت سنوات على هذه الحرب، قصة العصفور المستلقي على ظهره، رافعاً قدميه إلى الأعلى، عندما سُئِلَ عما دعاه لهذا الوضع غير الطبيعي؟ فأجاب: سمعت أن السماء ستسقط، فقررت أن أسندها....

"مهنة الكاتب تشبه معلم رقص جماعي، في متر مربع، وبلا موسيقى، وفي العتم"

الحرب تعجل بإظهار العيوب:

وفي تعليق خاص لمجلة الثقافة العربية أشار محمود إلى أن الرواية شرحت التشوه الحاصل لدى الجميع بسبب الحرب. وأن ورطة شخصياتها نشأت لا بسبب الحرب فحسب بل بسبب الخلل الموجود في الداخل والخارج.

وأوضح الكاتب كيف أنّ الحرب عجلت بإظهار العيوب. ونبشت المخبأ والمكبوت. حتى أصبح من الصعب السيطرة على دورة العنف وضبطها، مما أدى إلى تدمير السلم الأخلاقي.

ويرى الشاعر أنه وبرغم كل ما يحدث فيمكن العودة إلى العيش والكفاح من أجل القيم التي شكلت أمثولة الرواية، وخاصة الحب والغفران".  لا فتاً إلى أن رسالة الكتاب هي الإدانة والشروع. الإدانة للعنف، والشروع ببناء الحياة من جديد رغم ما يبدو أنه فوات الآوان، واستحالة الغفران.  

لا تخف من الموت بل من الحياة الناقصة:

وفي رده على سؤال لنا عن العلاقة التي تربط الكتاب بروحية مقولة الشاعر والمخرج المسرحي الألماني برتولت بريشت "لا تخف من الموت.. بل من الحياة الناقصة"، أوضح الكاتب أن "الحياة الناقصة تجلب دعاية ’القناعة كنز لا يفنى‘ وهي عبارة شراء ذمم طبقية. لتحييد الفقراء عن مطالبهم الحقة".

وأضاف: "الحياة الناقصة هي التي لا تتوفر فيها شروط العيش الهادئ، اللطيف، الكافي، السعيد. هي الحياة الشقية المعذبة المؤذية، التي بلا أمل سوى بالسموات، واللجوء إلى الأديان.

الحياة الناقصة هي التي تحاول، طوال الوقت وعبثاً أن يتساوى فيها الناس رغم تفاوت المساوة، بأنهم يعيشون في الخير الاجتماعي الواحد بسلام وأمان.

وتابع: " في السلم توجد هذه الحسرة عن الحياة الناقصة، فكيف إذن في الحرب، الحرب التي بدأت عبثاً منذ اللحظات الأولى للطلقات الأخرى معلنةً ما سيتغير، فأدركت ما تدّمر. الحرب التي أرادت وفق الاجندات المعلنة للمعارضة أن تبني النقصان، فأنجزت نقصان البناء. وما كان لدينا أصبح كابوساً وحلماً سخيفاً وكارثة بشرية.