أعلنتُ عليك الحب - غادة السمان

هنا بعض الاقتباسات من كتاب “أعلنتُ عليكَ الحب” للكاتبة والشاعرة غادة السمّان

صباح الحب!
وتنمو بيننا يا طفل الرياح
تلك الألفة الجائعة
وذلك الشعور الكثيف الحاد
الذي لا أجد له اسماً
ومن بعض اسمائه الحب

منذ عرفتك عادت السعادة تقطني
لمجرد اننا نقطن كوكباً واحداً, وتشرق علينا شمساً واحدة,
رائع انني عرفتك,
وأسميتك الفرح. الفرح
وكل صباح, انهض من رمادي
واستيقظ على صوتي وأنا أقول لك:
صباح الحب أيها الفرح

ولم أقع في الحب
لقد مشيتً اليه بخطى واثقة
مفتوحة العينين حتى أقصى مداهما
اني “واقفة” في الحب,
لا “واقعة” في الحب,
أريدك
بكامل وعيي
(أو بما تبقى منه بعد أن عرفتك!)

لأجلك,
تتزيّن النساء,
لأجلك,
اخترعت القبلة !…

حينما يكون قلبك فراشة …
التقينا بعد الأوان
وافترقنا قبل الأوان
حتى موسم الهرب فات أوانه
نحن موسم الحب المجنون
المرفوض من موسم الشرائع …

آه لو تنكسر مرآة الشوق
وتتفتت صورتك فيها …
ليستريح قلبي – الصخرة
من كلابات الذكرى
التي تتسلقه في عتمة الليل,
برشاقة السجناء الهاربين …
آه لو يُغمى على الذاكرة ..
على شوطئ “بحر الظلمات” …

أعلنت عليك الحب
كانت القسوة خطيئتك ..
وكان الكبرياء خطيئتي ..
وحين التحمت الخطيئتان ..
كان الفراق مولودهما الجهنمي ..

فراق أو لا فراق
إني اعلنت عليك الحب ..
إني اعلنت عليك السلام ..
إني اعلنت عليك الشوق ..
إني اعلنت عليك الغفران ..
ولست بنادمة

أيها القريب على مرمى صرخة
البعيد على مرمى عمر
إني اعلنت عليك الحب ..
إني اعلنت عليك السلام ..
إني اعلنت عليك الشوق ..
إني اعلنت عليك الغفران ..
رغم كل ما كان
وما قد يكون !..

طالما قررت: حين نفترق,
سأطلق الرصاص على صوتك ..
وأربط جسد ذكراك
إلى عمود رخامي
وأضرم فيه النار
كما كانوا يحرقون السحرة وشرورهم …
واليوم, وقد افترقنا
أفكر فيك بحنان
وحزن مليء بالصفاء,
كهمس الصحراء للسراب …

كنتُ ممتلئة بكَ, راضية مكتفية بك
ولكن زمننا كان مثقوباً ..
يهرب منه رمل الفرح بسرعة