الوسام الألماني الفخري «غوته» لأمِلي نصرالله فأين الوسام اللبناني؟


لقد احسست بقيمة لبنان هناك إذ يكرم بين الدول الكبرى

" مجلة جنى " منحت جمهورية ألمانيا الاتحادية الأديبة اللبنانية إمِلي نصرالله الوسام الفخري الرسمي الذي يقدّمه المعهد الثقافي الألماني «غوته» سنويًا لشخصيات تميزت في إثراء الحوار الثقافي بين الحضارات.

وقدّم رئيس المعهد كلاوس – ديتر ليمان الوسام لنصرالله في احتفال أقيم في قصر فايمار في 28 آب (أغسطس) 2017، وتلا خطاب منح الأوسمة المفوض الفيديرالي لأرشيف وزارة أمن الدولة ماريان بيرثلر، والصحافية إمِليديشي بيكر، وعالمة الاجتماع كريستافيشتريش.

وتمنح أوسمة غوته لعام 2017 تحت شعار «اللغة مفتاح». ويأتي تكريم الفائزات الثلاث وهما إضافة إلى نصرالله، الناشرة الهندية أورفاتشيبوتاليا والناشطة الروسية في مجال حقوق الإنسان إيرينا شيرباكوفا، «على خلفية المواقف الجريئة والشجاعة التي اتّخذنها إزاء مواضيع محرمة في مجتمعاتهن ومن ضمنها العنف ضد المرأة وإحياء الذاكرة الجماعية»، كما ذكر المعهد في بيان نشره على موقعه الإلكتروني.

وقالت نصرالله إلى موقع «هوا لبنان»: «الحمدالله أنهم اختاروا لبنان، ولقد تأثرت كثيراً أن هذاالبلد الصغير يكرم مع روسيا والهند. لم استطع هناك مقاومة دموعي، فأنا أصلاً مريضة ولا أخرج من البيت، فلقد أعانني الله وذهبت إلى ألمانيا، إنها قوة ربانية التي جعلتني أكمل إلى هناك، وها أنني عدت بالسلامة. أنا فلاحة ولا أحتاج إلى تكريم، لا تعظمون من شأني كثيراً».

وذكرت أنها بقيت طوال القوت في ألمانيا فوق كرسي متحرك «بعدما سهل لي الجميع أموري وذهب أبنائي وحفيدتي معي، لقد كان احتفالاً جميلاً «وما تقول إلا ألمان» (تضحك)… لقد غنّت شابة جميلة أغنية مترجمة لفيروز «أنا لحبيبي وحبيب إلي» وشعرت من خلال التكريم أن للبنان قيمة كبيرة».

إملي نصرالله واحدة من الكتاب المشهورين في العالم العربي وتتولى دار «هاشيت أنطوان/ نوفل» نشر كتبها. فمن خلال أعمالها التي تتوجّه إلى الكبار والصغار، تستخدم نصرالله لغة شاعرية لوصف الحياة اليومية في لبنان خلال فترة الحرب.

ولدت إملي نصرالله عام 1931، في قرية كوكبا في قضاء حاصبيا (جنوب لبنان) وتربّت في قرية أمها الكفير المجاورة. عملت في مجال التعليم، ثم في الصحافة ثم غلب عليها الأدب فانصرفت الى كتابة الرواية والقصة ورواية الفتيان والأطفال والسيرة. أكثر ما شغلها هو موضوع الهجرة فكانت رائدة فيه.

في عام 1962، نشرت روايتها الأولى بعنوان «طيور أيلول» ونالت عنها ثلاث جوائز. وإلى جانب الروايات والمقالات ومجموعات القصص القصيرة للكبار، نشرت إملي نصرالله سبعة كتب للأطفال. وركّزت في شكل أساسي في كتاباتها على الحياة القروية في لبنان، وجهود المرأة التحررية، والمشاكل المرتبطة بالهوية القومية خلال الحرب الأهلية اللبنانية، والهجرة. وفيما كان لبنان يتخبط في الحرب بين عامي 1975 و1990، أصبحت روايات إملي نصرالله وقصصها القصيرة بمثابة نداء استغاثة من المجتمع المتفكك والمتفلت. وفي كتابها المعروف «يوميات هر» (ماذا جرى لزيكو،2001)، وصفت الحياة اليومية خلال فترة الحرب في بيروت المحاصرة من نظرة الهر. وعلى رغم تدمير منزلها ومقتنياتها نتيجة القصف خلال الحرب الأهلية اللبنانية، رفضت إملي نصرالله المنفى. وتشكل روايتها «طيور أيلول» واحدة من الروايات التي تُدرّس في المدارس اللبنانية اليوم. ترجمت أعمال إمِلي نصرالله إلى الألمانية والإنكليزية والدنماركية والفنلندية والتايلندية.