ملحمة "جلجامش" العراقية في فعاليات النسخة الـ17 من ملتقى الشارقة الدولي للراوي

مجلة جنى - يشارك العراق في فعاليات وبرامج النسخة السابعة عشرة من ملتقى الشارقة الدولي للراوي، الذي ينظمه معهد الشارقة للتراث، وينطلق في الخامس والعشرين من سبتمبر(أيلول) الجاري حتى السابع والعشرين منه، تحت شعار "السير والملاحم".

تعتبر مشاركة العراق في نسخة الملتقى هذا العام نوعية ومميزة، حيث تتركز في حضوره الفاعل في المقاهي الثقافية والندوات العلمية، وهي ليست المشاركة الأولى، إذ يحرص العراق دوماً على أن يكون حاضراً في هذه الفعالية التراثية العالمية التي تستضيفها الشارقة أبرزها ملحمة "جلجامش".

وقال الدكتور عبد العزيز المسلم، رئيس معهد الشارقة للتراث، رئيس اللجنة العليا المنظمة للملتقى: "للعراق رصيد غني وكبير في عالم التراث بمختلف مجالاته وجوانبه، ومن بينها رصيده الكبير في السير والملاحم، والحكاية الشعبية، والرواية، فلديه تجربة غنية في عالم الحكاية والسرد، ويمتلك الحكواتي العراقي خبرة عريقة تستند إلى تاريخ حافل وعريق مليء بالقصص والحكايات والسير الشعبية المميزة".

ويستضيف ملتقى الشارقة الدولي للراوي في نسخته السابعة عشر ملحمة جلجامش، وفي هذه المناسبة أشار المسلم إلى دور مدينة الشارقة الرائد في التشجيع على المبادرات الثقافية العربية والعالمية والفنية باعتبارها بينت المثقفين العرب وحاضنة التراث العربي، حيث قال "كعادتها في كل عام، تستقبل الشارقة في سبتمبر الرواة والحكواتيين والباحثين والمختصين في عالم التراث من مختلف بلدان العالم".

فبعد أن كان هذا الملتقى إماراتياً خليجياً، أصبح عربياً ثم دولياً، يستضيف الرواة والحكواتيين من مختلف دول العالم، أما الراوي هنا لم يعد محلياً مغموراً، بل أصبح راوٍ وإخباري دولي يجوب العالم ليحكي حكاياته ويبث رواياته.

وأشار الدكتور المسلم إلى الدعم اللامحدود المقدم من قبل الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة، الذي يسهم مساهمة فعالة وحيوية في إنجاح الملتقى، في ظل رعاية كبيرة ودقيقة يحظى بها الملتقى من قبل سموه.

وتابع المسلم مؤكداً إن دعم حاكم الشارقة، للرواة على الدوام هو دعم كبير وغير متناهي، على مختلف الأصعدة في ظل العمل الدؤوب على تحسين ظروف حياتهم وعملهم، والتأكيد على أهمية وضرورة استشارتهم والأخذ بمقترحاتهم وآرائهم وفقاً لتوجيهاته، نظراً لما يتميزون به من إمكانات وقدرات، تسهم بشكل مهم في دعم العمل في التراث الثقافي عموماً، فهم ركيزة أساسية في مجال التراث.

وأضاف المسلم: "سيلتقي رواة الإمارات والعالم في ربوع الشارقة ليساهموا كعادتهم في إعادة المكانة والاعتبار للرواة، تلك الكنوز البشرية الحية التي تنقل القصص والحكايات والسير والملاحم الشعبية وتسردها بشكل جاذب لتكون محل تقدير وعشق من قبل الكبار والصغار".

وأشار إلى أن كل دورة من دورات الملتقى تعتبر حلقة إضافية جديدة تكمل مسيرة معهد الشارقة للتراث في خدمة التراث الثقافي غير المادي، وتشكل مصدراً باعثاً للهمم في سرد التاريخ الشفهي الثري الذي يسهم في إيقاظ مارد الحكايات من السبات.