المصرية علا.. أول امرأة تعلم النساء القيادة في سوهاج

علا رشوان أول امرأة تقوم بتعليم النساء قيادة السيارات في سوهاج

مجلة جنى - استطاعت المصرية علا رشوان (37 عاما) بجرأة نادرة أن تصنع لنفسها شهرة واسعة، عندما اختارت أن تحترف مهنة غريبة عن مجتمعها، وتصبح أول امرأة تقوم بتعليم الفتيات قيادة السيارات في مدينة سوهاج بصعيد مصر.

بدأت رحلة "الكابتن علا" في قيادة السيارات داخل أسرتها، حين كانت ترى أخويها يقودان سيارة والدهما، فبدأت تلح على أبيها لتتعلم القيادة. لكنه رفض بإصرار، مشترطا إكمال دراستها الجامعية.

تقول علا: "كنت في الفصل الأخير من دراستي بكلية التجارة، لاحظ والدي إصراري غير العادي على تعلم قيادة السيارات فاستسلم".

وتتابع علا "استعان بالعم حودة الذي علّم أختي الكبرى ليعلّمني القيادة وبالفعل أخذت حصتين. لكن المدرب غاب في الثالثة". تضحك علا متذكرة ما حدث ذلك اليوم. "أخذت السيارة وقدتها بمفردي وكانت النتيجة أن اصطدمت بسيارة أخرى. عاقبني أبي بأن منعني من تعلم القيادة".

أعادت الكابتن علا التجربة مرة أخرى بعد ستة أشهر من الحادثة، لكن بدون أن يعلم احد من عائلتها. كانت تتدرب على سيارة أبيها فجراً، وبعدها قامت باستخراج رخصة قيادة.

"كنت بصحبة والدي المحامي بإحدى جلساته بالمحكمة وشعر يومها بإرهاق شديد. انتهزت الفرصة وطلبت منه أن أقود سيارته وأصطحبه إلى المنزل فوافق واطمئن بعدها لقيادتي فمنحني الثقة للقيادة وقت ما أريد". تقول علا.

رب ضارة نافعة

تزوجت علا عام 2011 وانتقلت إلى القاهرة مع زوجها الذي كان يرفض أن تقود سيارته، ولكنها انفصلت عنه بعد ثلاث سنوات، وعادت إلى سوهاج. وهناك بدأت رحلة البحث عن عمل. "أنا من أسرة ميسورة ولكني أحب الاعتماد على نفسي "، تؤكد علا.

وجدت الكابتن علا ضالتها عندما اقترحت عليها إحدى صديقاتها أن تتعلم القيادة على يدها، قائلة "على فكرة إنتي ممكن تعلمي البنات قيادة السيارات فأنت سواقة ماهرة". هنا لمعت الفكرة في ذهن علا. لكن الكثير من العقبات كانت في انتظارها. تقول علا "تساءلت كيف أقوم بتعليم الفتيات والسيدات السياقة بسوهاج وفي مجتمع صعيدي منغلق يكاد لا يسمح للمرأة بالقيادة".

الحلم يتحقق

لم تتوقف الكابتن علا طويلاً أمام الأسئلة، وبدأت العمل لتنفيذ فكرتها. في شهر أغسطس/أب 2015 وضعت إعلانا بتدريب الفتيات على مجموعة على فيسبوك اسمها "سوهاجيات في الخير "، بها 30 ألف عضوة.

"في البداية، لم أكن أعلم أساسيات تعليم القيادة ولكني كنت أصر على ألا أترك المتدربة إلا وهي تقود وسط الزحام خلال ثماني حصص للتدريب"، تقول علا.

استطاعت الفتاة الصعيدية، ذات الـ37 سنة، أن تكسر عادات مجتمعها. ووصل عدد متدرباتها إلى حوالي 350 متدربة. "كانت نظرة المجتمع لي في البداية نظرة استنكار من أن تقوم امرأة بتعليم النساء قيادة السيارات. لكني استطعت أن أغير هذه الآراء الذكورية البحتة، بمساعدة بعض الرجال المحترمين الذين كانوا يشيرون بعلامة النصر بأيديهم حين يرونني في الشارع بجانب إحدى المتدربات".