مجلة جنى - إن تعلم لغة جديدة يعتبر تجربة مُمتعة ومفيدة ويُمكنها أن تساهم في تغيير حياتك إلى الأفضل وتعميق فهم حضارات الشعوب ومواجهات الصعوبات أثناء السفر وزياد فرص العمل والعديد من المكاسب الأخرى. لكن هل تعلم حقًا ما الذي يحدث على الصعيد الشخصي وتحديدًا لعقلك عند تعلم لغة جديدة.
ماذا يحدث لعقلك عند تعلم لغة جديدة؟
عند تعلم لغة جديدة هناك مناطق مُحدّدة في عقلك يزيد حجمها ووظائفها، بما في ذلك منطقة بروكا، وهي التي عادة ما تكون في نصف الرأس الأيسر، وهي التي عادة ما تشارك في إنتاج اللغة.
عندما ينمو الأطفال بلغتين، تتم معالجة كلتا اللغتين في نفس المنطقة. مع ذلك، عندما يتعلم البالغون لغة ثانية، تتطور منطقة منفصلة بالقرب من منطقة بروكا.
بعض البالغين يتعلمون بسرعة أكبر من غيرهم، وقد أظهرت إحدى الدراسات اختلافات في مناطق الدماغ: عند الأشخاص الذين يتعلمون بسرعة تغيرت عندهم منطقة بروكا بشكل أكبر، أما منطقة القشرة الحركيّة فقد تغيرت عند من يتعلمون بشكل أبطأ.
بعض الآثار تعتمد على اللغة الأولى للشخص. على سبيل المثال، فإن اليابانيين لا يستطيعون تمييز حرف ‘R’ و ‘L’ بسهولة عند تعلم اللغة الإنجليزية. لأن هذه الأصوات في أدمغتهم تنشط نفس المنطقة. أما عند متحدثي اللغة الإنجليزية الأصليين فإن هذه الأصوات تنشط في مناطق متميزة.
وبصورة أعم، فإن تعلم لغة جديدة يُحسن وظيفة الدماغ، ويمنح الشخص ذاكرة أفضل، وأكثر مرونة وإبداعًا، وهذا بدوره يُؤخر ظهور الخرف.
