القدس المفتوحة تعقد مؤتمر "المرأة العربية"

عمان – مجلة جنى - افتتحت جامعة القدس المفتوحة والأمانة العامة لرابطة مراكز بحوث تنمية الموارد البشرية في الوطن العربي، واتحاد مجالس البحث العلمي العربية، يوم الأحد الموافق 15-10-2017م، مؤتمرهم العلمي بعنوان: "المرأة العربية في منظومة تنمية الموارد البشرية: التمكين وزيادة المشاركة في سوق العمل"، وذلك في رحاب الجامعة الأردنية، تحت رعاية صاحب السمو الملكي الأمير الحسن بن طلال المعظم رئيس المجلس الأعلى للعلوم والتكنولوجيا.

افتتح المؤتمر، الذي أٌقيم بمدرج كلية الأمير الحسين بن عبد الله الثاني للدراسات الدولية، بآيات عطرة من الذكر الحكيم، وحضره كل من: صاحبة المعالي السيدة هالة بسيسو لطوف مندوبة صاحب السمو الملكي الأمير الحسن المعظم، وأمين عام الرابطة العلمية لمركز بحوث تنمية الموارد البشرية في الوطن العربي (رئيس المركز الوطني لتنمية الموارد البشرية في الأردن) أ. د. عبد الله عبابنة، و أ. د. سمير النجدي ممثلا لرئيس جامعة القدس المفتوحة الأستاذ الدكتور يونس عمرو ، وممثل أمين عام اتحاد مجالس البحث العلمي العربية أ. د. الشيخ المجذوب، ورئيس الجامعة الأردنية أ. د. عزمي محافظة.

يشارك في المؤتمر، الذي تولى عرافته د. حسين حمايل مدير فرع جامعة القدس المفتوحة برام الله والبيرة، باحثون من الأردن، وتونس، والجزائر، والسعودية، والسودان، وسوريا، والعراق، وفلسطين، ومصر، والمغرب، واليمن، ويستمر على مدار يومين.

في كلمة راعي المؤتمر، رحبت صاحبة المعالي السيدة هالة بسيسو لطوف بالحضور، ونقلت تحيات سمو الأمير الحسن بن طلال، شاكرة كل من أسهم في إنجاح هذا المؤتمر المهم المتعلق بالمرأة العربية، وشكرت كذلك اتحاد مجالس البحث العلمي العربي وجامعة القدس المفتوحة.

وقالت إن المؤتمر يهدف إلى تعزيز مشاركة المرأة العربية في المجال الاقتصادي، ويؤكد ضرورة توظيف إنتاجيتها لصالح النمو الاقتصادي والتنمية البشرية المستدامة، وهذا أمر تطلبه المجتمعات العربية. وقالت إن الأردن يمضي في مجال التنمية الاجتماعية والاقتصادية ودمج المرأة في المجتمع، مبينة أن التعديل المستمر للمنظومة التشريعية لنيل المرأة حقوقها هو أكبر دليل على ذلك، والأردن ملتزم بتعزيز المساواة بين الجنسين.

وأشارت إلى إن الأردن يواجه تحديات لردم الهوة بين الجنسين، خصوصاً في المجال الاقتصادي، والعمل جار لضبط أسباب تلك الهوة والتدخل لوضع حد لها، ذلك أن دور المرأة دور مهم في التنمية الاجتماعية والبشرية والاقتصادية، فإذا كانت تشكل نصف المجتمع، فبدورها الخلاق ستشكل المجتمع كله.

وأوضحت أنه من الضروري تعزيز دور المرأة العربية في مختلف المجالات، خاصة المجال الاقتصادي؛ فنتائج الدراسات تشير إلى أن المرأة العربية أكثر عرضة للفقر والبطالة من الرجل.

وفي كلمة اللجنة المشرفة على المؤتمر، قال أ. د. عبد الله عبابنة إن الرابطة العلمية دأبت وبدعم من الأمانة العامة للاتحاد العربي لمجالس البحث العلمي العربية على عقد مؤتمرها السنوي، بحيث تكون كل دورة في قطر عربي شقيق، وهذا المؤتمر السنوي السادس المنعقد في المملكة الأردنية الهاشمية يهدف إلى وضع اليد على التشوهات الموجودة في المنطقة العربية من جراء عدم تمكين المرأة في مختلف مناحي الحياة ومنها: التعليم، والتدريب، والتأهيل، والعمل في القطاعات كافة، ثم ضرورة رفع مشاركتها في القوى العاملة.

وتابع أ. د. عبابنة يقول: "إن المسؤولين في دولنا العربية أدركوا أهمية تمكين المرأة وضرورة إتاحة الفرص أمامها لزيادة مشاركتها في صنع القرار ورسم السياسات، وقد تحققت نجاحات مهمة على صعيد تعليمها في قطاع التعليم بمستوييه العام والعالي، وكذلك تطور وضعها في القطاع الصحي، ونحن نتطلع إلى أن يكون لها حضور عادل في السياسة والتشريع والقضاء والاقتصاد والثقافة والزراعة وفي السلطات التشريعية والقضائية".

ثم قال: "نؤمن إيماناً مطلقاً بأن المرأة العربية تستحق أن يكون لها دور مهم في منظومة تنمية الموارد البشرية، وها قد أخذت هذا الدور وحققت نجاحات نفتخر بها، وواجباتنا تستدعي تذليل تلك المشكلات التي تعيق عملية التمكين والمشاركة أمامها، ذلك أن المسؤولية تشاركية بين مؤسسات الدول الرسمية والأهلية والخاصة".

وقدم أ. د. عبابنة شكره لرئيس جامعة القدس المفتوحة أ. د. يونس عمرو على توجيهاته التي أسهمت في نجاح المؤتمر، مشيراً إلى أن جامعة القدس المفتوحة هي الجامعة الفلسطينية الأكبر العاملة على تنمية الإنسان الفلسطيني والعربي، وكذلك على تمكين المرأة لزيادة مشاركتها في صناعة القرار في فلسطين والعالم العربي.

وفي جلسة الافتتاح، تحدث أ. د. سمير النجدي ناقلاً تحيات أ. د. يونس عمرو رئيس جامعة القدس المفتوحة، وتمنياته للمؤتمر بكل التوفيق والنجاح.

وقال: "يأتي انعقاد (مؤتمر المرأة العربية في منظومة تنمية الموارد البشرية: التمكين وزيادة المشاركة في سوق العمل) في هذا اليوم برعاية كريمة من صاحب السمو الملكي الأمير الحسن بن طلال المعظم، وتشريف نبيل من أصحاب المعالي والعطوفة، استمراراً لتجسيد أواصر التعاون والأخوة والشراكة ما بين الأردن وفلسطين، ويأتي كذلك كثمرة طيبة وبداية تعاون بناء مع الرابطة العلمية لمراكز بحوث تنمية الموارد البشرية في الدول العربية بعد انضمام جامعة القدس المفتوحة رسمياً لها قبل أقل من عام، وقد تلا هذا الانضمام توقيع اتفاقية تعاون ما بين الرابطة وجامعة القدس المفتوحة لاستضافة الدورة السادسة لمؤتمر الرابطة السنوي".

وبين أ. د. النجدي أن اختيار عنوان المؤتمر جاء تأكيداً على أهمية تمكين المرأة العربية وزيادة مشاركتها في الحياة الاقتصادية باعتبارها أحد أهم أهداف التنمية في الأقطار العربية كافة، ولأن تغيير المجتمعات يعتمد بشكل كبير على تأهيل المرأة وتمكينها وزيادة مشاركتها في سوق العمل.

وقال إن "القدس المفتوحة" سعت منذ نشأتها إلى تحقيق مبدأ العدالة في التعليم، وقد خصت المرأةَ والفتاة الفلسطينية بخصوصية واضحة؛ فنسبة الطالبات في الجامعة تزيد على (70%) من مجموع الطلبة، ثم إن الجامعة أعطت المرأة حقاً وافراً في التوظيف، سواء على مستوى العمل الإداري أو العمل الأكاديمي.

وأوضح أ. د. النجدي أنه من أجل تحقيق أهداف المؤتمر، سعت اللجنة العلمية لاستنهاض هممَ العلماءِ والباحثين المتخصصين في هذا المجال على مستوى فلسطين والعالم العربي من أجلِ رفده بأبحاث وأوراق علمية تقوم على المنهج العلمي وتفضي إلى نتائج وتوصيات من شأنها أن تسهم في تنمية المرأة العربية وتمكينها.

وتضمن البرنامج العلمي للمؤتمر خمسة محاور علمية رئيسة هي: (دور المرأة العربية في منظومة تنمية الموارد البشرية العربية)، و(المعيقات والمشكلات التي تواجه برامج وسياسات تنمية المرأة وتمكينها في الدول العربية)، ومحور (دور القطاع الخاص والعام والأهلي في تنمية المرأة العربية وتمكينها). وتناول المحور الرابع (دور الأطر التشريعية العربية). أما الخامس فقد اختص بالنماذج والتطبيقات الريادية في تنمية المرأة العربية وتمكينها.

وقال أ. د. النجدي إن عدد ملخصات الأبحاث المسلمة بلغ (148) ملخصاً، استبعد منها (40) ملخصاً لعدم انتمائها لأهداف المؤتمر ومحاوره المعلن عنها، ليبلغ عدد الملخصات التي أخضعت للتحكيم العلمي (108)، قبل منها (60) ملخصاً وفق معايير اتسمت بالشفافية والموضوعية وباستخدام البرامج المحوسبة، وقد سلّم (54) بحثاً كاملاً خلال الفترة التي أعلن عنها لتسليم الأبحاث كاملة، ثم حكّمت وفق قواعد التحكيم العلمي الرصين، فقبل منها (40) بحثاً، وهي التي ستعرض خلال فترة انعقاد المؤتمر، ثم وزعت الأبحاث المقبولة على إحدى عشرة دولة عربية هي: الأردن، وفلسطين، ومصر، والجزائر ، وتونس، ومصر، وليبيا، والعراق، وسوريا، والسودان.

وتقدم أ. د. النجدي بخالص الشكر والتقدير إلى أردن العروبة، ملكاً وحكومةً وشعباً، على حسن الضيافة والاستقبال، وإلى كل من أسهم في إنجاح هذا المؤتمر.

إلى ذلك، قال أ. د. الشيخ المجذوب في كلمة نيابة عن أمين عام اتحاد مجالس البحث العلمي العربية أ. د. مبارك المجذوب: "نثمن عالياً الرعاية الكريمة لصاحب السمو الملكي الأمير الحسن بن طلال المعظم رئيس المجلس الأعلى للعلوم والتكنولوجيا راعي المؤتمر، وكذلك نثمن الدور المتميز الذي يقوم به المركز الوطني لتنمية الموارد البشرية الذي يحتضن الرابطة العلمية لمراكز بحوث وتنمية الموارد البشرية في الوطن العربي، التي نظمت هذا المؤتمر بالتنسيق مع جامعة القدس المفتوحة.

وقال الشيخ المجذوب إن الاتحاد يسعى جاداً لتحقيق أهدافه من خلال عقد المؤتمرات والحلقات الدراسية والدورات التدريبية من أجل نهضة علمية وثقافية في الوطن العربي، ويسعى أيضاً إلى تحقيق أهدافه باستحداث الروابط المتخصصة بالأمانة العامة للاتحاد.

وتابع قائلاً: "إن المرأة العربية تستحق أن يكون لها دور مهم في تنمية المجتمعات العربية، والمسؤولية تشاركية لتنمية المرأة العربية، والمسؤولية تشاركية بين الجميع لتعزيز تنمية دورها، فهي الأم والمرأة، وهي الجديرة بدفع عجلة التنمية ورسم معالم المستقبل".

إلى ذلك قال أ. د. حسني عوض رئيس اللجنة العلمية للمؤتمر، إن المؤتمر الذي يستمر على مدار يومين اتسم بدقة عالية في التنظيم والتنوع في الأوراق العلمية التي تناولت كل المحاور، إذ حكّمت بنزاهة وموضوعية أفضت إلى اختيار الأبحاث ذات المنهجية الرصينة، شاملة (11) دولة عربية.

وأوضح أن المؤتمر تميز بعروض موحدة للأبحاث وبنماذج تقييم للمؤتمر ستوزع في الختام للوقوف على مواطن القوة والضعف والاستفادة منها في مؤتمرات قادمة.

وفي ختام الجلسة الافتتاحية للمؤتمر، قدمت جامعة القدس المفتوحة درعاً تكريمية لصاحب السمو الملكي الأمير الحسن بن طلال المعظم، تسلمته نيابة عنه صاحبة المعالي السيدة هالة بسيسو لطوف، كذلك تم تقديم درع اتحاد مجالس البحث العلمي العربية لسمو الأمير.

جلسات اليوم الأول:

تضمن اليوم الأول للمؤتمر ثلاث جلسات علمية، جاءت الأولى بعنوان: "دور المرأة العربية في منظومة تنمية الموارد البشرية العربية "، وترأسها أ. د. الشيخ المجذوب، وكان مقرر الجلسة د. سجا طه الزعبي. وتحدث خلالها أ. د. محمد عبود الحراحشة ود. أمينة عبد المولى حمد عن "واقع تمكين المرأة الأردنية في المناصب القيادية من وجهة نظر العاملات في الجامعات الأردنية"، فيما تحدث د. ثروت محمد الحوامدة ود. أسامة عبد المنعم عن "الأثر الفكري للمرأة العربية في تحقيق الريادية المؤسسية للمؤسسات العاملة فيها"، وفي الجلسة ذاتها تحدث د. محمد تلالوةوأ. أماني ياسين عن "دور جامعة القدس المفتوحة في تنمية المرأة الفلسطينية وتمكينها في المحافظات الشمالية (نابلس، جنين، طولكرم)". أمّا د. اسمهان بنت حمد بن علي بنـــفرج فتحدثت عن "تعزيز قدرات المرأة التّونسيّة وتمكينها داخل المؤسّسات الخاصّة والعامّة، آليّة من آليّات التّنمية: دراسة حالة المرأة الصّفاقسيّة". عقب ذلك ورقة قدمها أ. بلال محمد سعيد المصري عن "ما مدى مشاركة المرأة العربية في النشاط الاقتصادي بين الواقع والمستقبل"، تلاه أ. عبد الفتاح محمود غريب عن "التمكين الاقتصادي للمرأة في الوطن العربي: المرأة المصرية نموذجا".

أما الجلسة الثانية التي حملت عنوان: "المعيقات والمشكلات التي تواجه برامج وسياسات تنمية المرأة وتمكينها في الدول العربية"، وترأسها أ. د. ذياب جرار، وكان مقررها د. إياد أبو بكر، فقد تحدث فيها كل من: د. أحمد إسماعيل المعاني عن "المعيقات والمشكلات التي تواجه التمكين السياسي للمرأة العربية". ثم د. إخلاص الطراونة عن "عمل المرأة: المعيقات والحلول"، فيما تحدثت أ. هلدا عواد عن "المعيقات والمشكلات التي تواجه برامج وسياسات تنمية المرأة وتمكينها في الدول العربية"، عقبتها أ. أسماء مصطفى عبد القادر غنيمات متحدثة عن "المعيقات والمشكلات التي تواجه برامج وسياسات تنمية المرأة وتمكينها في الدول العربية"، أمّا د. مجيد مصطفى عثمان منصور وأ‌. هنادي عواد فتحدثا عن "معيقات تمكين المرأة الفلسطينية من سوق العمل في شمال الضفة الغربية من وجهات نظر المؤسسات النسوية والمستفيدات منها". ثم تحدث د. فارس محمد العمارات عن "معوقات مشاركة المرأة الأردنية في سوق العمل"، عقبته د. سجا طه أحمد الزعبي متناولة "تحديات المرأة العربية في مواجهة الأزمات والحروب الحالية في المنطقة: دراسة حالة المرأة السورية".

أما الجلسة الثالثة التي كانت بعنوان: "دور القطاع الخاص والعام والأهلي في تنمية المرأة العربية وتمكينها " وترأسها أ. د. سعيدي محمد، فقد تحدث كل من: د. حسين عبد القادر وأ. خالد الشهيوين عن "دور القطاع الحكومي في تنمية المرأة العربية وتمكينها"، تلاهما د. شيماء معوض معوض عبد السميع عن "دور الجمعيات الأهلية في التمكين الاقتصادي للمرأة". ثم تحدثت د. آمال عبد المجيد عبد القادر الحيلة ود. خليل إسماعيل ماضي عن "تقييم جودة الحياة الاجتماعية والقانونية ودورها في تمكين النساء ذوات الإعاقة في المؤسسات الأهلية النسوية بقطاع غزة". فيما قدمت د. أمل سالم حسن العواودة وم. مريم بني هاني (دراسة ميدانية في مناطق جيوب الفقر)، وتحدثت د. سونيا عبد الفتاح إبراهيم شحادة عن "دور الجامعات الفلسطينية في تحقيق تنمية المرأة وتمكينها من وجهة نظر الطالبات: جامعة فلسطين التقنية خضوري رام الله أنموذجا"، وتحدث د. إسحق إبراهيم هدي يعقوب عن "دور منظمة شبكة جمعيات تنمية المرأة بولاية شمال دارفور في تمكين النساء". ثم تحدثت د. لمى صلاح غنيم عن "تمكين المرأة في مجال التعليم: تحليل الوضع والتحديات".