الثقافة الفلسطينية تحيي مئوية الشاعرة فدوى طوقان

مجلة جنى - نظمت وزارة الثقافة، وكلية العلوم الإنسانية في جامعة النجاح الوطنية، اول امس الأحد، مؤتمراً بعنوان ’مئوية فدوى طوقان– بنت البلد‘ احتفاءً بالذكرى المئــــوية لـ ’سنديانة فلسطين‘، الشاعرة فدوى طوقان ’1917-2003‘، بحضور وزير الثقافة الفلسطيني ايهاب بسيسو، وعدد من الشخصيات الثقافية والأكاديمية الأخرى.

ودعا المشاركون في المؤتمر إلى بذل المزيد من العمل والجهد لتأكيد حضور المبدعين بالمشهد الثقافي، لأن الأجساد التي ترحل لا ترحل ذكراها ولا يرحل تأثيرها في الثقافة وفي المجتمع. وأشاروا الى أن الثقافة أحد أشكال النضال.

من جانبه قال وزير الثقافة الفلسطيني ايهاب بسيسو في كلمته إن الأوراق والمساهمات في المؤتمر تشكل مساحة اضافية لتحيي الذاكرة وتجعلها باقية ومستمرة للأجيال القادمة، حول الشاعرة فدوى طوقان.

وأضاف ان هذه التظاهرة الثقافية هي تظاهرة مقاومة في وجه الاحتلال من خلال الذاكرة والكلمة معاً.

وأشار إلى أن وزارة الثقافة أطلقت في مطلع العام الجاري مشروع المئويات لرواد الثقافة في فلسطين، لتجسيد مقولة الثقافة المقاومة من خلال الاحتفاء بالذاكرة الفلسطينية من خلال ارسال دعائم المقاومة الثقافية.

وقال بسيسو إن مشروع المئويات يهدف أيضا إلى شغل الهوة ما بين الحاضر والمستقبل، التي يحاول الاحتلال الاسرائيلي أن يجعلها واقعا ملموسا، بمعنى أنه يريد فصل الواقع والحاضر الفلسطيني عن تاريخه واهله.

وأضاف ان المشروع وطني وثقافي وتعزز الثقافة من خلاله شراكتها مع المؤسسات الأكاديمية والثقافية ومع مختلف النخب في المجالات المتعددة.

وأشار بسيسو إلى أن المشروع يبدأ مع مئوية فدوى طوقان، ويستمر في كل عام نحتفي به برائد أو رائدة في الابداع الفلسطيني لخمسة عشر عاما قادمة.

ولفت إلى أن الوزارة كانت أطلقت بالشراكة مع وزارة الاتصالات الفلسطينية طابع بريد فدوى طوقان في يوم ميلادها في السابع عشر من آذار.

وقال إن فدوى طوقان تحتل مساحة مميزة على خارطة الشعر الفلسطيني والعربي، وانتزعت حقها في الوجود الأدبي بإرادتها واصرارها على أن تكون اسما مميزا.

وكان بسيسو افتتح في وقت سابق، برفقة محافظ نابلس اللواء أكرم الرجوب، ورئيس بلدية نابلس عدلي يعيش شارعاً في مدينة نابلس حمل اسم الشاعرة فدوى طوقان.

بدوره، نائب رئيس جامعة النجاح للشؤون الأكاديمية د. محمد العملة قال إن الشاعرة طوقان سنديانة فلسطين أزعجت المحتل بشعرها المقاوم وقدرتها على التأثير، ودعوتها على الصمود.

وأشار إلى أن المؤتمر يأتي ليؤكد أن أعلام قضيتنا الفلسطينية يسكنون في أرواحنا وذاكرتنا، وما زالت أصواتهم حية فينا تشاركنا هم القضية ومعاناتها، وتبحث معنا عن طوق النجاة.

بدوره، قال مقرر المؤتمر، منسق كلية العلوم الانسانية د. عبد الخالق عيسى إن طوقان شاعرة كبيرة من شعراء المقاومة الفلسطينية الذين انتمت لهم الأرض كما انتموا لها، وارتبطت بهم كما ارتبطوا بها، وعمروها بصوتهم وبولائهم لها وبحبهم لذراتها.

وأوضح ان المؤتمر يأتي ادراكا من الجامعة ووزارة الثقافة لأهمية دور الأدباء في حماية ثقافتنا، وترسيخ هويتنا وتقوية انتمائنا.

وجاء المؤتمر في ثلاث جلسات، أدار الجلسة الأولى د. فاروق مواسي، وقدم فيها كل من د. احسان الديك، وفيحاء عبد الهادي، وريما الكيلاني شهادات في الشاعرة فدوى طوقان.

وأدار الجلسة الثانية د. حسام التميمي وقدم من خلالها المتوكل طه دراسة مقارنة بين شعر فدوى طوقان بوصفها صوتا شرقيا وكاتبات غربيات. وقدم د. عادل الاسطة ورقته بعنوان فدوى طوقان واليهودي.

كما قدم د. عمر عتيق من جامعة القدس المفتوحة- جنين ورقته عن علاقة الشاعرة فدوى طوقان بغيرها من الشعراء. وأدار الجلسة الثالثة د. عمر عتيق، وقدم فيها د. زين العابدين العواودة من جامعة بيت لحم ورقتها "فدوى طوقان الأديبة في عيون نقادها". وقدم د. نادر قاسم من جامعة النجاح ورقته، "فدوى طوقان في الرسائل الجامعية".

وقدم د. حسام التميمي من جامعة الخليل ورقته الموت في شعر فدوى طوقان. وقدم د. معاذ عبد الله اشتية من جامعة الاستقلال ورقته عن النقد الاجتماعي في سيرة فدوى طوقان الذاتية- رحلة جبلية رحلة صعبة. وقدم د. غانم مزعل ورقته حضور فدوى طوقان في الاعلام الاسرائيلي.