تمام الأكحل

مجلة جنى -  من مواليد يافا 1935 هجرت عبر البحر مع أسرتها المكونة من الوالدين وعشرة أبناء في يوم 11 / 4 / 1948 إلى لبنان مرت أسابيع على عارف الأكحل " والد تمام " دون العودة الموعودة إلى الوطن , ونفذ ما كان لديه من مال يصرف منه على أسرته , وأحست تمام الصبية الصغيرة التي أحبت الرسم ومارسته منذ الطفولة بالوضع , وشعرت بواجب المشاركة في توفير ما يساعد على العيش , فراحت ترسم البطاقات والرسوم الصغيرة لتبيعها في سبيل الحصول على قروش قليلة , وتفتحت موهبتها والتحقت بفضل تشجيع شقيقها الأكبر محمود بدورة لتعلم الرسم في بيروت على أيدي فنانين أجانب كانوا يقيمون فيها . وكانت ما تزال تلميذة في المدرسة . ولها من تلك المرحلة عدد جيد من الرسوم المائية التي صورت فيها المناظر الطبيعية في لبنان , اتسمت بقدرة غير عادية على اختصار التفاصيل ومنح اللوحة حيوية فائقة . كذلك رسمت بعض الوجوه لأشخاص من الشارع , اشتملت تعابير انسانية ترتبط بشكل أو بآخر بأحداث حزينة تعود إلى فترة النكبة . لفتت موهبة تمام الأكحل نظر الفنان اللبناني مصطفى فروخ , الذي التقى بها في كلية المقاصد الخيرية الاسلامية للبنات في بيروت حيث تمام طالبة في الثانوية هناك . فأوصى بضرورة رعاية هذه الموهبه وتقديم الدعم اللازم لصقلها . وافق والد تمام على سفرها إلى القاهرة بعد أن قدمت جمعية المقاصد الخيرية الاسلامية اللبنانية منحة لها لتدرسع الفن في مصر , وبعد أن تعهدت مدرّستها المصرية الاستاذة سامية زكي , لوالدها بأن ترعاها هناك . في بداية العام الدراسي 1953 – 1954 وصلت تمام إلى القاهرة , والتحقت بالقسم الداخلي للمعهد العالي لمعلمات الفنون . وذهبت إلى مسؤول شؤون فلسطين في جامعة الدول العربية في ذلك الحين , الاستاذ فوزي الغصين تطلب العون , فجاء العون منه على شكل اقتراح بالمشاركة ببعض لوحاتها ورسومها في معرض ينوي اسماعيل شموط اقامته في القاهرة , لعل بعض لوحاتها تباع فيه فيكون ريعها هو الدعم والعون المطلوب . هناك تلاقى الاثنان اسماعيل وتمام , ووافقت على المشاركة في المعرض , وكان لقاؤهما أكثر من كونه لقاء , لقد كان خطوة أولى في رحلة عمر فنية وانسانية ونضالية طويلة . بالرغم من مسؤلياتها التي تحملتها بعد زواجها وأمومتها , فقد عملت مدرسة للفن في كلية المقاصد الخيرية للبنات في بيروت . ثم مدرسة في دار المعلمات في الطيرة قرب رام الله . ورئيسة قسم التراث في منظمة التحرير الفلسطينية منذ عام 1965 . وظلت تنتقل من اسلوب على اسلوب ومن موضوع إلى آخر متأثرة بالأحداث , ومعبرة عن ذكرياتها الحلوة في فلسطين بالحب والسلام , وكانت ذات اسلوب تعبيري لوني خاص . أقامت معرض في الكويت عام 1984 استلهمت أعمالها في ذلك الحين من التراث والتطريز الفلسطيني . كما شاركت في المعرض الفلسطيني الكبير الذي أقيم في تونس أواسط العام 1989 , كتب برهان كركوتلي يقول :" احياء طريقة الرسم العربي بموسيقاه اللونية الأندلسية , الممتزجة بتراث الواسطي , تتجدد باسلوب سياسي معاصر في أعمال تمام الأكحل عن الانتفاضة وحكاية مريم العذراء ."