الأب يستمتع بوقته بينما تكدح الأم

"مجلة جنى" قد تعتقد النساء العربيات ان عاداتنا وتقاليدنا، وحتى قيود المجتمع، هي السبب في انفراد الام برعاية المنزل وتحملها عبئا كبيرا من رعاية الابناء وشؤون المنزل. لكن دراسة اميركية أظهرت ان الاميركيات لسن في وضع افضل. حيث كشفت دراسة من جامعة اوهايو الاميركية، للمرة الاولى، وبالدليل، ما يفعله الاباء خلال الوقت الذي تكون فيه الام تعمل في المنزل وترعى الاطفال.
حيث قام الباحثون بتتبع ما يحدث خلال الاشهر الأربعة الأولى من ولادة الطفل الأول لأزواج وزوجات موظفين، وذلك عبر مراقبتهم مباشرة لعدة ايام وتسجيل مذكرات اعمالهم اليومية. ليكتشف ان الاباء يقضون وقتا طويلا اثناء العطل في الاسترخاء، بينما تنشغل الامهات في اعمال المنزل او رعاية الطفل. وقد اجريت المرحلة التالية من الدراسة على 55 من أزواج يتقلدون مناصب رفيعة (خريجي شهادات عالية). وبما انه يسمح لهم بالاختيار ما بين بقاء الام او الاب في المنزل لرعاية الطفل (أي اجازة الوضع) اعتمادا على الاقل اجرا، فقد اختار بعضهم بقاء الام والآخر بقاء الاب.
وعند مقارنة ما يحدث في بيت كل منهم. وجد ان الاباء الذين اختاروا البقاء في المنزل كانوا ينشغلون في ايام العطل برعاية الاطفال او اعمال المنزل، بينما كانت زوجاتهم يأخذن فترة راحة ما بين 40 – 45 دقيقة في المنزل. وعند مقارنة الوضع بمن اختارت البقاء في المنزل، لوحظت انانية الرجل، حيث لم يقلّ الوقت الذي اخذه اي اب عن 101 دقيقة، بينما كانت الام ترعى الاطفال والمنزل.
واشارت معظم الامهات العاملات الى انهن لا يحظين بوقت راحة مثل الرجل، واعربن عن شعورهن في مساعدة الزوج في اعمال المنزل والاطفال. بينما سجلت الدراسة ان الرجال يختارون التنحي عن العمل المنزلي في %35 من الوقت.
وعلقت د. كلير دوش من جامعة اوهايو «من المخيب للأمل، أن اعمال المنزل ورعاية الاطفال لا تزال تشارك بشكل غير عادل بين الزوجين، رغم ان بعض الاباء اخذوا حق عطل الحضانة ورعاية الطفل. مما يشير الى استمرار وجود تفرقة بين الجنسين عندما يأتي الامر الى المشاركة في اعمال المنزل ورعاية الاطفال. حيث وجد ان الرجال يأخذون وقتا مضاعفا للراحة في ايام العطل. في الوقت الذي كان يتوقع فيه أن يتم تقسيم العمل بينهما بالتساوي. كما بينت الدراسة ان الرجل يشعر بعدم وجود داع لإتمام الاعمال بنحو سريع اثناء العطل، وعليه فيختار الراحة والاسترخاء وترك زوجته تقوم بمشقة البدء في الاعمال».