قصيرة البوكر 2018 .. لفلسطين حصة الأسد بروايتي نصر الله والشرفا

"مجلة جنى" أعلنت لجنة تحكيم الجائزة العالمية للرواية العربية (البوكر) للعام 2018، برئاسة الناقد والكاتب الأردني إبراهيم السعافين، في مؤسسة عبد الحميد شومان بالعاصمة الأردنية عمّان، القائمة القصيرة للجائزة المكونة من ست روايات، من أصل ست عشرة رواية وصلت إلى القائمة الطويلة للجائزة.

وكان لفلسطين حصة الأسد بوصول روايتي “حرب الكلب الثانية” لإبراهيم نصر الله، و”وارث الشواهد” لوليد الشرفا، إلى القائمة، إضافة إلى روايات: “زهور تأكلها النار” للسوداني أمير تاج السر، و”الخائفون” للسورية ديمة ونوس، و”الحالة الحرجة للمدعو ك” للسعودي عزيز محمد، و”ساعة بغداد” للعراقية شهد الراوي.

ويمزج الروائي الفلسطيني إبراهيم نصر الله في روايته “حرب الكلب الثانية”، بين “الخيال العلمي”، والرؤى الاستشرافية للمستقبل بالاتكاء على ما يحدث في واقعنا الحالي، خاصة ما يتعلق من حالة البطش التي ترافق الحروب بطريقة منفرة، لرسم خريطة عالم قادم يسيطر عليه توحش الإنسان، سواء في مواجهة الأغيار أو الأضداد، أو حتى من يشبهونه شكلاً، وربما مضموناً.

ورغم أن الكثيرين تداولوا حكايات النكبة في أعمالهم السردية، سواء أكانوا فلسطينيين بالدرجة الأولى، أو عرباً، إلا أن المغاير في رواية “وارث الشواهد” لوليد الشرفا، هو أنها انتصرت للحجارة كشاهد على نكبة شعب بأكمله لا يزال يسعى لإثبات أن فلسطين التاريخية له، وليست لمحتل استيطاني غاصب، عبر “الشواهد”، سواء شواهد المقابر لفلسطينيين عرب لا تزال أراضيهم المحتلة تحتفظ بجثامينهم أو ما تبقى منها، إن تبقى منها شيء بعد هذه العقود، أو عبر “الشواهد” التي هي جزء من التركيب المعماري للمنازل الفلسطينية القديمة، والتي تأتي عادة في واجهة المنزل لتدلل على صاحبه وتاريخ إنشائه، فـ”شواهد المباني” تدلل على أن منازل الفلسطينيين التي يعود غالبيتها إلى عشرينيات أو ثلاثينيات القرن الماضي، ومنها ما يعود إلى نهايات القرن التاسع عشر، هي أقدم بكثير من النكبة وما تلاها من اعتراف دولي بما بات يصطلح عليه “دولة إسرائيل”، ما شكل مدخلاً مغايراً في التعاطي مع حكايات النكبة، وتقاطعاتها التي تجيء وتذهب مع حكايات حرب العام 1967، والانتفاضة الأولى، وتداعيات كل منها.

وجاء في بيان لجنة التحكيم أن “ساعة بغداد” تعكس ذاكرة المكان والهوية، وتصوغ في بساطة وعمق المصير الإنساني في علاقة المحلية البغدادية بالزمان مع تقلبات الشخصية الرئيسية، بينما “زهور تأكلها النار” تصور ثراء المشهد الإنساني في طقوسه، ثم وقوع البناء الاجتماعي والاقتصادي تحت سيطرة الجهل والأحادية.. رواية “وراث الشواهد” رواية تمعن الغوص في أعماق معاناة الذات الإنسانية للواقعين تحت الاحتلال وسلخ الهوية، أما رواية “الحالة الحرجة للمدعو ك” فتصف في سرد ذكي يعني بالتفاصيل الدقيقة صراع مريض السرطان ورؤيته للوجود من ذلك المنطق.. بينما تتناول رواية “حرب الكلب الثانية” من منظور عجائبي وغرائبي النفس البشرية وتحولات المجتمع والشخصية بأسلوب فنتازي يفيد من أسلوب الخيال العلمي، في حين أن رواية “الخائفون” تصور ثنائية المواطن والسلطة وتفضح العلاقة الشاذة بينهما، مركزة على ثيمة الخوف اللصيقة بحياة الفرد والمجتمع.