“الحلونجيات” نساء يعملن في صناعة الحلويات في نابلس

"مجلة جنى" قاد إعلان في الجريدة قبل ثلاث سنوات، الفتاة مي حسونة البالغة (٣٣ عاما) للعمل في صناعة الحلويات لدى محل ابو صالحة للحلويات في نابلس، في مهنة ظلت لسنوات طويلة حكراً على الرجال، ومارستها النساء في بيوتهن فقط.

وقالت حسونة: “ترددت كثيرا في الخروج من البيت من أجل التقديم للوظيفة، ولكن مع تشجيع والدي لي خرجت واتجهت الى محل ابو صالحة وتمت الموافقة على توظيفي في قسم استقبال الزبائن وتعبئة الحلويات والتغليف بعد مقابلة واحدة فقط ولم أكن املك اي شهادة جامعية وكانت تلك بداية اندماجي للعمل”.

وأشارت إلى أنها في بداية عملها تلقت تعليقات سلبية من المجتمع او الزبائن منها “مبسوطة على حالك واقفه ورا بسطة كنافة ” وايضا منها كان الأسوأ ” روحي على بيتك اتركي الشغل للزلام” ولكن هذه التعليقات وغيرها لم تقف او تؤثر على عمل مي او انتاجيتها وكانت سببا في تمسكها بالعمل لكي تثبت للمجتمع جدارتها في هذا الموقع.

من ناحيتها وجدت الفتاة ربا كجك ضالتها في الوظيفة، بعد أن انتهت رحلتها في مجال المحاسبة من اول ثلاث شهور في التدريب للعمل بسبب عدم ايجاد فرصة مناسبة في هذا المجال فاتجهت الى العمل في هوايتها في الحلويات.

دمج المرأة
مصطلح حلونجي هو مصطلح يطلق على الرجل الذي يصنع الحلويات في مدينة نابلس وعبر مئات السنين تميزت هذه المدينة بصناعة الحلويات الشرقية وسيطر على صناعتها الذكور فقطْ الى ان جاءت الفرصة المناسبة لتغيير هذا الطابع في المدينة.

وقالت عائشة حموضة منسقة شبكة المرأة العربية النقابية ان الفرصة التي قدمها محل حلويات ابو صالحة لعمل فتيات في صناعة الحلويات هي من أكبر الخطوات في كسر حاجز احتكار الوظائف للذكور فقط حيث فتحت هذه الوظيفة ابواب دمج المرأة في سوق العمل وتخفيف نسبة البطالة لدى المجتمع ما يؤدي الى رفع نسبة النساء العاملات في السوق.

واضافت: “ان التقدم للوظيفة لم يكن سهلا للفتيات فمنهم من كانت طالبة جامعية ومنهم خريجات بلا وظائف ومنهم ربات بيوت لديهم مهارات في فن الحلويات حيث تم تدريب هؤلاء الفتيات لمدة ثلاث شهور لإتقان العمل بشكل تام”.

 المساواة بالعمل والاجور
معلمات اخصائيات طبيبات وغيرها من المسميات الوظيفية المتاحة التي تلجأ لها الفتيات في مجتمعنا للحصول على وظيفة امنة ولها دخل مالي كافي لأعالتها واعالة عائلتها، وجاء مجدي ابو صالحة “صاحب المحل ابو صالحة للحلويات” وبدأ بكسر حاجز الوظائف المحدودة للفتيات.

وقدم خطوة جريئة وهي ادخال العنصر النسائي في العمل في محله، وقال: “لم تقف كلمات من حولي بالتراجع عن قراري لضم فتيات لطاقم عملي والمفاجئة كانت ان نسبة كبيرة من الفتيات قدمت لهذه الوظائف وفعلا تم توظيف 20 سيدة منهم 16 في المصنع لتصنيع الحلويات ومنهم أربعة في قسم استقبال الزبائن والتغليف وكانت النتيجة مبهرة.

المصدر: لمة صحافة