أول مراقبة جوية سعودية بمطار جدة: «سنزاحم الرجال بقوة»

"مجلة جنى" «وجدت التشجيع من مجتمعي الصغير، وعازمة على إثبات جدارة المرأة السعودية على خوض جميع المجالات التي يعمل بها الرجال»..

بهذه الكلمات بدأت «إهداء إبراهيم» إحدى متدربات برنامج المراقبات الجويات بشركة خدمات الملاحة الجوية السعودية كلامها، لتعلن عن طموحات لا تنتهي للمرأة في بلد ظل إلى وقت قريب يصنف على أنه شديد المحافظة والانغلاق.

وأضافت «روان البيشي» التي تبلغ من العمر 23 عاما، أن أسرتها تنتمي لسلك الطيران، لذا كانت لها رغبة قوية للتقديم، خصوصا أن الوظيفة تناسبها أسريا أفضل من وظيفة كابتن طيار، التي قد تجبرها على الغياب عن المنزل لأيام، لافتة إلى أن العمل في المراقبة محدود بساعات: «ووعدونا بالعمل صباحا فقط، لنستطيع تلبية احتياجات الأسر والأبناء»، بحسب صحيفة «عكاظ».

وبدأت 12 فتاة سعودية، الأحد الماضي، دراسة برنامج المراقبة الجوية المنتهي بالتوظيف، الذي تنفذه شركة خدمات الملاحة الجوية السعودية بالتعاون مع الأكاديمية السعودية للطيران المدني بجدة، لأول دفعة سيتم توظيفها بعد التخرج مباشرة في مركز المراقبة الجوية بجدة والرياض على وظيفة «مراقب جوي»، فيما سيتم الإعلان لاحقاً عن بدء قبول دفعة ثانية.

وقال مدير عام الموارد البشرية في شركة الملاحة الجوية، المهندس «هاني الأهدل» إن المتدربات تم اختيارهن من بين 7 آلاف متقدمة، تم فرزهن على مراحل ليتقلصن إلى 3 آلاف، ثم إلى 200.

لافتا إلى أن المعمول به دوليا أن تكون نسبة المراقبات الجويات 1/‏3 من المراقبين، مشيرا إلى تقييم التجربة وتطويرها خلال المرحلة الثانية التي يتوقع انطلاقها في غضون أسابيع قليلة مقبلة.

وبين أن الشركة تستوعب حاليا 12 سعودية يعملن في أقسام مختلفة أخرى، يمارسن مهمات عملهن بكل أريحية.

ووصف رئيس الأكاديمية السعودية للطيران المدني المهندس «فهد الحربي» وظيفة المراقب الجوي بالوظيفة الصعبة، لكن الفتيات قادرات على تحمل ضغط العمل كونهن مسؤولات عن مخاطبة مجموعة من الطائرات، وعملهن مرتبط بشكل كامل بأرواح البشر، لذا يتطلب العديد من المؤهلات الحسية.

وتدرس المتدربات لمدة عام دراسي كامل علوم الفيزياء، والرياضيات، ولغة الطيران، إضافة إلى دورات للتدريب الأساسي للمراقبة الجوية، ودورة لمراقبة البرج، وبرنامج تطبيق عملي يشتمل على رحلة دولية تعريفية بـ«كابينة القيادة»، ومراحل الطيران، وتدريب عملي على أجهزة المحاكاة، فضلاً عن ورش عمل وزيارات تعريفية.

وفي منتصف سبتمبر/أيلول من العام الماضي، بدأت الأكاديمية السعودية للطيران المدني، اختبار 80 مرشحة لأول برنامج يُطلق للفتيات في المراقبة الجوية.

وكانت شركة الملاحة الجوية السعودية قد أعلنت البرنامج، قبل ثلاثة أشهر من هذا التاريخ، وتقدمت له نحو 6900 مرشحة.

ووضعت الشركة حينها، 9 شروط للقبول في برنامج التدريب والتوظيف، وهي:

- أن تكون المتقدمة سعودية الجنسية.

- حاصلة على شهادة الثانوية كحد أدنى، قسم العلوم الطبيعية، وألا يقل المعدل عن 90%.

- حاصلة على درجة 5.5 في اختبار«IELTS»، أو ما يعادلها.

- ألا تقل درجة اختبار القدرات والتحصيلي عن 75.

- أن تجتاز الاختبارات التي تحددها الشركة.

- ألا يقل عمر المتقدمة عن 18 عاماً، وألا يزيد عن 25 عامًا.

- اجتياز فترة التدريب المحددة بـ12 شهراً بنجاح.

- أن تعمل المتدربة بعد التخرج في المناطق المحددة «جدة – الرياض».

- أن تعمل لدى شركة خدمات الملاحة الجوية السعودية مدة مماثلة لمدة التدريب والتأهيل.

وفي أواخر يناير/كانون الثاني الماضي، طالبت عضو مجلس الشورى السعودي «إقبال درندري»، بالسماح للنساء السعوديات بقيادة الطائرات، بعد قرار السماح لهن بقيادة السيارات.

واعتبرت أن «السماح للنساء بالطيران سوف يكون خطوة مهمة في تحقيق هدف المملكة بـ«زيادة مشاركة المرأة في القوة العاملة من 22% إلى 30%، الذي يعد نقطة حديث رئيسية بالنسبة لأولئك الذين يتطلعون لرؤية 2030 التي وضعتها المملكة العربية السعودية، لتحديث وتنويع اقتصادها».

يذكر أن عدد السعوديات العاملات بالخطوط السعودية يصل حاليا إلى حوالي 500 سيدة يعملن في عدد من المجالات، وذلك وفق خطة تتضمن التوسع في هذا التوجّه بما يوافق الضوابط الشرعية ويُواكب ما تشهده أنشطة المؤسسة من تنوع وتطوير، على حد قول مصدر مسؤول بالشركة.