جائزة محمود درويش 2018 لـ "الحكواتي" والروائي السوري خليل النعيمي

"مجلة جنى" فاز المسرح الوطني الفلسطيني (الحكواتي) بمدينة القدس، والروائي السوري خليل النعيمي، بجائزة محمود درويش، فيما مُنحت الأسيرة اليافعة عهد التميمي جائزة استثنائية.

وسلم كل من وزير الثقافة د. إيهاب بسيسو، ورامز جرايسي نائب رئيس مجلس إدارة مؤسسة محمود درويش وموسى حديد رئيس بلدية رام الله الجوائز الى كل من النعيمي -الذي تبرع بقيمة الجائزة المالية لنادي الأسير الفلسطيني- والمسرح الوطني ممثلاً بعضو مجلس إدارته ديمة السمان، والتميمي ممثلة بوالدها وصديقاتها، في قاعة الجليل بمتحف محمود درويش، مساء أمس.

ووفق بيان لجنة الجائزة، فقد منحت الجائزة هذا العام، أولاً، للمسرح الوطني الفلسطيني في القدس (الحكواتي)، "لأن المواجهة على القدس وفيها، ثقافيةٌ بامتياز، ولأن الثقافة في القدس أداة فِعل، ورافعة بقاء، ولأن المسرح الوطني تحديداً، يشكل منذ نشأته وإلى اليوم نموذجاً لهذا الفهم، يسهم في صياغته خطاباً، ورعايته منتجاً، وممارسته واقعاً يومياً، وهو يضع فلسطين على الخشبة بما يليق بها من التزام نبيه، ومهنيّة جديرة".

ويضيف البيان: تشير جائزة محمود درويش بهذا الاختيار إلى "القدس الثقافية" المهددة بالاغتيال، انتباهاً لها، ولكل ما يجعل الزمن الفلسطيني في القدس ممكناً، وندّاً للأبدية المدّعاة، والعنصرية المقوننة، والتوحش الشامل، المسنود إلى عالِمِ الآثار المشغول بتحليل الحجارة.. "يبحث عن عينيه في ردم الأساطير"، بكلمات شاعرنا الكبير.

وحسب البيان: تشهد سيرة المسرح الوطني الطويلة، على مثابرته، ونظرته البعيدة، وقدرته على المراكمة، ووطنيته العميقة المنفتحة على الإنساني، ووفائه لروح القدس، وإصغائه الدؤوب لنبض أهلها، وانتمائه لفضائها العريق، وانشغاله الأصيل بتطوير اقتراح المدينة الروحي والجمالي، الفائض على سائر فلسطين مكاناً وقضية.

وعربياً، تقرر منح الجائزة هذا العام للكاتب والروائي السوري خليل النعيمي، لأنه مجدد كبير في الشكل الأدبي منذ روايته القصيرة "الخلعاء" التي هي جملة واحدة، وطَموح في موضوعاته، تعطيه رحلاته في العالم إمكانية الإمساك بالمكان، فضلاً عن مقالاته الصحافية التي لا تتخلى عن الدفاع عن الحرية للشعب العربي والإنسان العربي.

والنعيمي كاتب وروائي سوري وُلد في بادية الشام، عاش طفولته وصباه مترحلاً مع قبيلته في سهوب البادية السورية. درس الطب والفلسفة في دمشق، وفي باريس تخصص في الجراحة، ودرس الفلسفة المقارنة. يقيم في باريس منذ أكثر من خمسة وعشرين عامًا، حيث يعمل طبيبًا، وهو أيضًا عضو الجمعية الجراحية الفرنسية.

وجاء في بيان اللجنة: النعيمي مغرم بالمكان وسرد تفاصيله من خلال مجموعة من الأعمال السردية الروائية المهمة منها "الخلعاء" و"الرجل الذي يأكل نفسه" و"تفريغ الكائن" و"مديح الهرب" و"دمشق 77"، وله أيضًا مؤلفات في أدب الرحلة مثل "مخيلة الأمكنة" و"كتاب الهند"، وآخر رواياته هي رواية "قصاص الأثر".

وأيضاً، اتخذت اللجنة قراراً بمنح جائزة استثنائية إلى الفتاة الفلسطينية الأسيرة عهد التميمي، "استناداً إلى مسوغات منح الجائزة كما وردت في المادة 4 من لائحتها الداخلية، وهو قرار نبع في جوهره من القراءة العميقة لحقيقة الدور الإبداعي والملهم الذي قامت به عهد عبر تصديها الشجاع للمحتل الإسرائيلي، الذي تُمثل مقاومته جزءاً لا يتجزأ من منظومة الثقافة الإنسانية، بوصفها وسيلة لتحقيق حلم الحرية والحياة الكريمة لملايين الفلسطينيين."

كما ارتأت اللجنة أن عهد ورفيقاتها ورفاقها، إنما يقدمون أنموذجاً فلسطينياً أصيلاً يحمل ملامح الأرض وعبقها وفرحها وغضبها، ويدشنون مرحلة نوعية من الكفاح الفلسطيني، علاوة على كون التميمي واحدة من أيقونات المقاومة الفلسطينية، ألهمت أبناء وبنات جيلها، ومنحتهم الثقة بإمكانية الفعل والتأثير، واستطاعت أن تكون مصدر إلهام للعديد من الفنانين والمثقفين العالميين، وأن تعزز بقوة حراكاً حيوياً يتفاعل مع قضية الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال وخصوصاً الأطفال منهم، وبهذا تأتي الجائزة كدعوة مفتوحة لكل المنابر الثقافية والإعلامية والمنظمات الدولية المعنية بحقوق الإنسان في كل مكان إلى الانحياز لعهد بما تمثله، وما ترمز إليه.

وكان كل من جرايسي وحديد قدما كلمتين شددا فيها على الحضور الطاغي المستمر للراحل جسداً محمود درويش، ولدور كل من مؤسسة درويش وبلدية رام الله على الصعيد الثقافي.

وفي وقت عبر فيه النعيمي عن سعادته بالجائزة التي تحمل اسم الشاعر الكوني محمود درويش، وعن تواجده على أرض فلسطين، تحدثت السمّان عن المسرح الوطني تاريخاً وحاضراً وتحديات وإنجازات، فيما شدد وعد التميمي شقيق عهد التميمي على أن "الصفعة" فعل ثقافة، وليس فعل مقاومة وحسب، في حفل اشتمل على فقرات موسيقية لفرقة "جوري" والمغنية الشابة ريم المالكي.

من الجدير بالذكر أن لجنة الجائزة، تتكون من د. فيصل دراج رئيساً، وعضوية كل: جبور الدويهي من لبنان، وإبراهيم عبد المجيد وسعيد الكفراوي ود. أماني فؤاد من مصر، وجمال ناجي وهشام البستاني من الأردن، وأكرم مسلّم وزكي درويش من فلسطين.