المقدسية “الفتاش”.. تجسد الإنتماء للأرض والتراث بالرسم

"مجلة جنى" تجسّد ريشة الفنانة المقدسية هبة الفتاش وألوانها تجذّر الشعب الفلسطيني بمقدساته وتراثه الوطني، وتحاكي لوحاتها واقع المقدسيين الصامدين.

وتفتحت عينا الفنانة على المسجد الأقصى، فهي التي تقطن حي رأس العامود المجاور للمسجد، حتى رسخت هذه المعالم في قلبها، وعبّرت عنها بريشتها.

موهبة الشابة بدأت في التاسعة من عمرها عندما كانت تُقلد رسومات الأطفال، لكن تشجيع عائلتها وبعض الفنانين دفعها لتطوير موهبتها، وأحدث نقلة نوعية في إصرارها على الإبداع.

رغم صغر سن “الفتاش” إلا أنها تميزت بأسلوب خاص في الرسم، ونظرة مختلفة للتراث الشعبي، وركزت في معظم رسوماتها على مدينة القدس وقبة الصخرة المشرفة والتراث، وتعكف حاليًا على رسم الكعك والفلافل كمدلولات للتراث الشعبي.

ويُشعِر الفن “الفتاش” بإنسانيتها، ويتيح لها التعبير عن نفسها بلغة عالمية، لكن بطريقتها وأفكارها، “فأنا لا أحتاج الكلام للتعبير عن لوحاتها ليفهمها غيري بغض النظر عن جنسيته”، كما تقول الفنانة الشابة لوكالة “صفا”.

تعلمت هبة بعد الانتهاء من الثانوية العامة في كلية الهندسة بجامعة بيرزيت، لكنها لم تستمر إلا عدة أشهر، ثم توجهت لدراسة الفنون الجميلة في جامعة القدس، وحصلت على المرتبة الأولى في صفها بكلية الفنون.

وتسلط معظم رسوماتها الضوء على العنصر الإنساني، وخاصة الوجه الذي يكشف مشاعر الشخص ونفسيته وحالته، كما ترسم شخصيات بسيطة في حياتها اليومية، وشوارع القدس وأحياء البلدة القديمة.

ورسمت الفنانة لوحة للممثلة الأردنية “جولييت عواد”، التي أحبت دورها في مسلسل “التغريبة”، وسميت اللوحة باسم “بوصلة القضايا”.

وتخطو الشابة في مسيرتها الفنية حسب الترتيب الطبيعي للمدارس الفنية، إذ بدأت بالكلاسيكي ثم بالتأثيري الانطباعي، وبعدها الواقعي القريب من السريالية، كما تقول.

واستخدمت في بداية دراستها في كلية الفنون بجامعة القدس ألوان الزيت، لكنها أصيبت بحساسية من مادة “التنر” التي تستخدم لتحليل الألوان، فأصبحت تستخدم ألوان “الأكريليك”.

معارض وجوائز

فازت الفنانة “الفتاش” عام 2016 بجائزتها الأولى في مسيرتها الفنية عندما حصدت المرتبة الثانية خلال مشاركتها بمعرض في مركز “الحياة” بمدينة القدس عن لوحتها “نبض القدس”، وهو ما شجعها لدراسة “الماجستير”

وتُجسد اللوحة الفائزة طفلًا مقدسيًا يبيع الكعك في البلدة القديمة، عكست ملامح وجهه الطفولة القاسية نسبيًا التي يعيشها الأطفال، لكنه رغم ذلك يضحك.

وشاركت الفنانة في العديد من المعارض الفنية مع عدد من الفنانين في مدينتي القدس ورام الله، وأول معرض شاركت فيه مع نادي الفنانين عام 2014.

ونظمت معرضًا خاصًا بالتعاون مع نادي الموظفين ضمن أيام القدس الثقافية عام 2016، فيما نظمت المعرض الثاني قبل أسابيع في جامعة القدس في بلدة أبو ديس.

وبعد تخرجها من الجامعة عام 2015، قدّمت “الفتاش” محاضرات فنية ودورات في أحد المراكز بالقدس ومدرسة خاصة، وتعمل حاليًا معلمة فنون في مدرسة “إمليسون” ببلدة صورباهر، وتدرس تخصص “الدراسات المقدسية” في كلية الدراسات العليا.