الدورة 22 لمهرجان قفصة الدولي للمسرح: المرأة المسرحية محور الدورة بالمغرب

"مجلة جنى" هنا قبصة، هنا اجتمعت كل الحضارات، هنا ولد المسرح المقاوم والرافض للسياسة والمشاكس لكل الأنظمة،في قفصة ولد مسرح الجنوب وكان له الدور الريادي في تكوين مجموعة من المسرحيين المتمردين أصحاب الراي الشجاع والكلمة الصادقة. هنا قفصة تحتفي بالدورة الثانية والعشرين لمهرجان قفصة الدولي للمسرح.
انطلق فعاليات الدورة 22 لمهرجان قفصة الدولي للمسرح  السبت 24 مارس وتتواصل الى غاية الخميس 29 مارس، دورة تكرم ثلة من ابرز المسرحيين التونسيين والعرب وفي البرنامج 11عمل مسرحي مشارك من تونس والجزائر وليبيا ومصر وبوركينا فاسو وفرنسا وسويسرا والعراق والمغرب واسبانيا.

نحتفل بالحياة رغم المصاعب
تقدم قفصة لزوارها تخمة مسرحية طيلة الأسبوع انطلاقا من اليوم إلى غاية الاختتام حيث يستمتع أبناء قفصة وجمهور المسرح بعروض مسرحية للكبار والأطفال، الافتتاح سيكون اليوم انطلاقا من الساعة الثالثة بتنشيط الشارع وعروض تجتاح شوارع المدينة لتشد انتباه المارة وتدعوهم الى استنشاق عبق المسرح مع «الفزعة القفصية» وهو عرض فرجوي من انتاج المهرجان، و»الفزعة» هي التحضيرات التي تسبق العرس على حد تعبير مكرم نصيب مدير المهرجان ومعها عرضي «هايت وفايت» (من المغرب) و»كلب الجنرال» (من العراق) في قفصة يكون المهرجان عرسا للمدينة وعنوانا للاحتفال رغم المصاعب المادية التي تواجه المهرجان فاغلب الدعم المادي لم يصل الى خزينة المهرجان بعد ولازالوا يعملون لحدّ يوم الافتتاح مع الوعود، وعود من وزارة الثقافة بـ 15 ألف دينار كمنحة مالية مع دعم عيني تمثل في العروض المدعومة ووعد من مندوبية الثقافة بدعم قدره 6الاف دينار وفي كلمته اشار محمد لطفي علية أن شركة فسفاط قفصة هي الاكثر دعما للمهرجان بقيمة 25الف دينار متمثلة في اقامة الضيوف، اليوم انطلق المهرجان دون دعم مادي مرصود، انطلق العمل في الدورة22 التي تمثل نبراس للأمل في الجهة وعنوان لحركة مسرحية مميزة تعيشها قفصة مدينة الفنون.

تخمة مسرحية احتفاء باليوم العالمي للمسرح
يعيش جمهور الفن الرابع بقفصة على وقع مهرجان المسرح طيلة الاسبوع، 12عرضا مسرحيا يشاهدها ويستمتع مع خصوصياتها واختلاف مواضيعها اختلاف مخرجيها والمدارس التي تنتمي اليها، اليوم يكون الافتتاح تونسيا مع «فريديم هاوس» للشادلي العرفاوي
أما غدا الاحد فيكون الموعد الصباحي للاطفال ومسرحية «تجربة في مسرح الدمى» لهند جواد (من العراق)، ومساء عرض «وشياطين أخرى» لوليد الدغسني.
بالاضافة الى «بوسعدية صاوند» لتونس ايات علي من الجزائر و»مالا باسادا» للمخرجة انا نافيسكولا من إسبانيا و»كل شيء على الطبق» لعبد المجيد الميساوي وعادل بوليفة من ليبيا ومن سوريا يشارك يجمال شقير بعمل «ستاتيكو» من سوريا الفائز بثلاث جوائز في ايام قرطاج المسرحية و»ميزاجور» من المغرب لعبد الفتاح عشيق و»الرهوط « لعماد المي و»القبلة» لمنير العرقي و»الليلة الثانية بعد الألف» لشكري علية بعد جولتها في فرنسا تكون في قفصة و«الخوف» من تونس و«اسمي محمد علي» من بوركينافاصو جميع هذه الاعمال ستؤثث للدورة الحالية لمهرجان المسرح الدولي بقفصة، وبالاضافة إلى العروض تقدم المخرجة الجزارية تونس ايات علي ورشة محورها «الجسد والفضاء».

المرأة والمسرح قصة كفاح
المرأة على الركح مبدعة ومميزة، المرأة حاملة لرسائل الحياة وقدرة تحمل للمصاعب، المرأة الفنانة هي الام وهي وطن مصغّر وفي قفصة تكرم المرأة المسرحية من خلال ندوة علمية «المرأة والمسرح» التي تقدم يوم الأحد 25 مارس ويشارك فيها كل من محمد الدسوقي من مصر والهادي عباس من تونس و تونس آيات علي من الجزائر و«آنا نافيسكلو» من إسبانيا و»سيسيل ديفال» من فرنسا، إلى جانب تخصيص ورشة «الجسد والفضاء» تأطير «تونس آيات علي» من الجزائر وفي سؤال عن غياب المرأة التونسية وتحديدا «القفصية» عن الندوة اشار مدير المهرجان أنهم سبق أن برمجوا الفنانة لطيفة القفصي ابنة الجهة ورائدة العمل المسرحي النسوي بقفصة ولكن توقيت المهرجان تزامن مع تصوير سيتكوم»نسيبتي العزيزة» واكد ان هناك عددا من المشاركات في الندوة العلمية من ممثلات قفصة الصاعدات..

ولأن الادب جزء لا يتجزأ من المشهد الثقافي بقفصة تخصص مساحة أدبية مساء الاحد لكل من الدكتور سليم دولة وعبد الوهاب الملوح وفتحية الهاشمي في مراوحة بين تقديم المؤلفات والقراءات الشعرية كما يكرم فيها الصغير أولاد أحمد شاعر تونس من خلال قراءات لبعض كتاباته الخالدة، اولاد احمد الشاعر الخالد الذي كتب عن المرأة «نساء بلادي نساء ونصف» اكد مكرم نصيب انهم يكرمون روحه سنويا بتذكير الحضور دوما بارق واجمل ما خطت أنامل اولاد احمد وما جادت به قريحته من شعر يذكّر بقيمة الوطن وأهميته «ولو شردونا كما شردونا لعدنا غزاة لهذا البلد».
في برنامج المهرجان يكرم كل من الجزائرية تونس آيات علي وأنا نافيسكو وسيسيل ديفال وعبد الحميد قياس وصلاح مصدق والشاذلي العرفاوي وشكري علية ومحمد دسوقي وأبو بكر الشريف وضيف الشرف عيسى حراث «وقد ارادت ادارة المهرجان تكريمه ولكن الفنان رفض ذلك واصر ان يكون ضيف شرف المهرجان لا غير».

السجن فضاء للابداع
«الحبس كذاب» السجن لا يقيد حرية الفكر والروح قدر تقييده للحرية الجسدية، في السجن وخلف القضبان هناك الكثير من المبدعين والقادرين على تطويع ضيق المكان ليبدعوا، تجربة فريدة ومميزة ستكون حاضرة في مهرجان المسرح الدولي بقفصة، تجربة عاشها الفنان المبدع ايمن الزوالي صاحب الصور الطريفة والعميقة التي تشعرك بالشجن كلما شاهدتها، ايمن الزوالي خاض تجربة مدتها 3 اشهر كون بعض المساجين في سجن قفصة علمهم التصوير وبتعامل بين مندوبية الشؤون الثقافية ووزارة العدل وسجن قفصة انجز مجموعة من المساجين صورا فتوغرافية بعد دروسهم النظرية وسيكون المعرض الذي صوره المساجين بافكارهم ورؤيتهم الخاصة للسجن حاضرا في هذه الدورة، تجربة مميزة سماها أيمن الزوالي «الحبس كذاب» لاني «تعلمت معنى الحرية وكيفية التفكير في الحياة من المساجين الذين أطرتهم» هي تجربة مميزة في اطار انفتاح المهرجان والمندوبية على فضاءات اخرى.