بعد عامين على وفاتها.. كيف أسست «زها حديد» لثورة إسمنتية؟

"مجلة جنى" قبل عامين من اليوم، توفيت عملاقة الهندسة المعمارية، «زها حديد»، عن عمر ناهز الـ64 عاما، تاركة خلفها إرثا أعاد تعريف عالم الهندسة والعمارة بأكمله.

وقد كانت البريطانية من أصل عراقي، أول امرأة تفوز بعدة جوائز عالمية ومرموقة، مثل جائزة «بريتزكر» للهندسة المعمارية، والميدالية الذهبية الملكية في جوائز «ريبا».

وما زالت روح «زها حديد»، تعيش اليوم في مجموعة من تصاميمها ومبانيها الرائعة حول العالم، من الشرق إلى الغرب.

ومع ذلك، لا شك بأن إرث «ملكة المنحنيات»، كما سمّيت، يمتد لأعمق بكثير من الجوائز العالمية التي حازت عليها فقط، والهياكل التي أنشأتها على مدار 40 عاما من عملها في مجال تصميم المباني.

إذ إن العراقية التي ولدت عام 1950، استطاعت تحطيم القيود وكسر القواعد في عدة مجالات فنية واجتماعية معا، من أجل الوصول إلى ذروة عملها المهني، حتى استطاعت تشجيع جيل جديد كامل من الفتيات على السعي وراء أحلامهن والوصول للعالمية في المجال المعماري.

ويقول رئيس شركة «زها حديد» للهندسة المعمارية في منطقة الشرق الأوسط، «طارق خياط» إن «زها حديد لم تكن فقط ملكة المنحنيات، وإنما أيضا ملكة الخطوط المستقيمة، بل وملكة كل شيء.. كانت ملكة الهندسة المعمارية، وما زالت روحها ومنهجها المعماري بمثابة مصدر إلهام للأجيال القادمة».

ويضيف «خياط» أنه يعتقد أن «زها أرادت لإرثها أن يتخطى المباني والإسمنت والصلب»، موضحا: «أعتقد أن هدف زها وحلمها في حياتها كان إعطاءنا رسالة؛ تمتعوا بأفكار كبيرة، وفكروا فيما بعد الحاضر، واتركوا قدميكم على الأرض، ولكن ركزوا نظركم على المستقبل دائما».

كما تعتبر الشابة المعمارية «ندى تريام»، مديرة المشاريع المدنية والمعمارية في شركة «بيئة» الإمارتية، أن «زها حديد» هي أحد أهم ملهميها، مضيفة: «زها فتحت الباب أمام المعماريين الشباب في الشرق الأوسط، كانت تناضل من أجل بناء المشاريع، ثم وصلت لما هي عليه، وأصبحت من بين أشهر المهندسين المعماريين في جميع أنحاء العالم، هذه قصة ملهمة جدا لنا جميعا وتجعلنا نؤمن أننا يجب أن ندفع بأنفسنا للعمل بجد وإثبات جهودنا».

وتشرح صديقة «زها حديد» والمعمارية التشيكية، «إيفا جيريكنا»، أن «زها حديد» كانت تكره مصطلح «معمارية أنثى»، وكانت تعتقد أن تصنيفها كأفضل معمارية أنثى، كان شيء غريب جدا، موضحة: «كانت تؤمن بأن الطالبات كن في الكثير من الأحيان أفضل من الطلاب الذكور، ولم تتردد في قول ذلك، لقد قدمت فرص عمل للنساء أكثر من أي شخص آخر».

وإلى بعض من تصاميمها:

1- «غالاكسي سوهو»، الصين: يتميز هذا المبنى بمنحنياته التي تعتبر أيقونية في تصاميم «زها حديد»، كما يتضمن المبنى ساحة في الهواء الطلق، مستوحاة من العمارة الصينية التقليدية.

2- مكتب ميناء «أنتويرب»، بلجيكا: يعد هذا المبنى الحكومي الوحيد الذي بنته «زها حديد»، وقد غير اسم ساحة قريبة منه لتحمل اسم «زها حديد بلاين» على شرف المهندسة المعمارية الراحلة.

3- مركز «حيدر علييف»، أذربيجان: يعتبر هذا المبنى أحد أكثر المباني أيقونية في العاصمة الأذربيجانية، باكو. ويضم مبنى يتسع لألف مقعد، ومتحفاً، وعدداً من المرافق الثقافية الأخرى.

وقد وصل المركز إلى القائمة النهائية لجائزة أفضل مبنى في العالم لعام 2013 في مهرجان العمارة المعمارية.

وقد سمي المركز على اسم الرئيس السابق، «حيدر علييف»، ما تسبب بجدل كبير لحديد، بسبب سجل حقوق الإنسان في أذربيجان.

4- مبنى «إنفيستكورب» في المملكة المتحدة: اكتمل بناء هذا العمل قبل عام واحد من وفاة حديد. وقد ساهم في تمويل مشروع بنائه شقيق «زها حديد»، «فولاذ حديد»، ويعتبر المبنى الرئيسي لدراسات الشرق الأوسط في جامعة أوكسفورد.

5- معهد «عصام فارس» للسياسات العامة والشؤون الدولية:  اُكتمل هذا المبنى في العام 2014، ويضم قاعة تتسع لـ100 مقعد ومجموعة غرف أصغر تبدو وكأنها تطفو فوق الفناء الخارجي الرئيسي.