«أندريا ناليس».. أول امرأة على رأس «الاشتراكي» الألماني

"مجلة جنى" ينتخب الحزب الاشتراكي الديمقراطي في ألمانيا، الأحد، في مؤتمره المنعقد في فيسبادن، رئيسة كتلة الحزب في البرلمان «البوندستاغ»، «أندريا ناليس» البالغة من عمرها 47 عاما، كأول زعيمة للحزب العريق الذي تأسس قبل 155 عاما.

ووفقا لوكالات الأنباء المختلفة، فإن تلك الزعامة قد تمهّد لها الطريق لتكون مرشحة الحزب لمنصب المستشارة، بعد الانتخابات العامة المقررة عام 2021.

وجدير بالذكر أن «ناليس» تتنافس على زعامة الحزب مع عمدة مدينة فلنسبورغ، «سيمونه لانغه»، التي يبدو أن حظوظها ضئيلة بالوصول إلى رأس الهرم القيادي للحزب.

وقد عُرفت «ناليس»، المرأة التي نشأت في عائلة كاثوليكية في فايلر، القرية الصغيرة التابعة لولاية راينلاند بفالس، بشخصيتها المتمردة منذ صغرها.

وقد قامت في عام 1989 بتأسيس جمعية محلية لـ«الاشتراكي» في قريتها مع عدد من أصدقاء الدراسة، وذلك بعد عام من انضمامها إليه، لتتولى في عام 1993 منصب الرئاسة الإقليمية لشبيبة الحزب في الولاية، وليبدأ نجمها السياسي بالصعود على مستوى البلاد.

وقد نافست «أندريا» أهم الوجوه الشبابية في قيادة «الاشتراكي»، وترأست من عام 1995 حتى 1999 منظمة شبيبة الحزب الاتحادية، ليشيد بعدها زعيم الحزب آنذاك «أوسكار لافونتين» بها، لكونها المرأة التي تتحلى بالكثير من الجرأة والشجاعة، وهي التي عُرف عنها أنها صارمة في مواقفها حتى مع المخضرمين من أعضاء الحزب.

وتتميز سيرتها المهنية في «الاشتراكي» بالكثير من الصراعات والنزاعات، ولا تتوانى عن توجيه الانتقادات لزملائها.

ووفقا لـ«العربي الجديد»، فقد واظبت على العمل الحزبي، وقادت مجموعة عمل داخلية للعمل على مقترحات الإصلاح، وهي تلقى الكثير من التقدير؛ لكونها محترفة في إدارة ملفاتها، حتى من قِبل خصومها السياسيين كالمستشارة «أنغيلا ميركل»، التي أشادت بمهنيتها خلال عملها على رأس وزارة العمل الاتحادية.

ولم تكن طالبة الفلسفة والعلوم السياسية في جامعة «بون»، تهاب المواقف الصعبة، وهي التي تجرأت على وصف زعيم حزبها، المستشار السابق «غيرهارد شرودر»، بـ«محطم البرامج الديمقراطية الاجتماعية»، ووجّهت انتقادات لأجندة 2010 التي بدأها المستشار «شرودر» في عام 2003.

انتقلت «أندريا» إلى الساحة السياسية الاتحادية ووصلت إلى «البوندستاغ» في الانتخابات العامة عام 1998، لكنه في انتخابات عام 2002 لم يحالفها الحظ، ويقال إن السبب يعود إلى الأداء الضعيف لحزبها في الولاية، ليعاد انتخابها مرة جديدة في عام 2005 وتدخل «البوندستاغ»، وتنضم في عام 2008 إلى اللجنة التنفيذية للحزب، عدا عن مشاركتها في لجنة العمل والشؤون الاجتماعية البرلمانية.

كما شغلت «أندريا ناليس» بين عامي 2009 و2013 منصب الأمين العام للحزب الاشتراكي، لتشارك في حكومة «ميركل» الثالثة حتى عام 2017 كوزيرة للعمل، وبعد الانتخابات العامة الأخيرة التي جرت في سبتمبر/أيلول من العام الماضي، تم انتخابها رئيسة للكتلة البرلمانية لـ«الاشتراكي» في «البوندستاغ».

أما في السياسة الدولية، فقد عبّرت «أندريا ناليس»، في تصريحات صحفية، عن نيّتها تعزيز دور الحزب كحزب يدعو إلى السلام وتعزيز الحوار، وبالأخص مع روسيا وعلاقتها مع الغرب، وللتغلب على التصعيد في منطقة الشرق الأوسط.