السيدة رُبى مسروجي ... تراكم سنوات الخبرة والجهد والتعب ميزةٌ أساسيـة لتحصد النجـاح

- أول فلسطينية تستلم منصباً مرموقاً في شركة أوراق مالية

- العمل في مجالات الوساطة المالية والبورصة طريق صعب

"مجله جنى " ربى مسروجي (41 عاماً)، سيدة أعمال فلسطينية ورائدة في إدارة الأوراق المالية. متزوجة وأم لثلاث بنات.

حاصلة على درجة الماجستير في إدارة الأعمال من جامعة بيرزيت، وتشغل الآن منصب الرئيس التنفيذي للشركة المتحدة للأوراق المالية.

عملت السيدة مسروجي منذ أكثر من ثمانية عشر عاماً في سوق المال والاقتصاد، وهي الآن تُديرُ الشركة المتحدة للأوراق المالية، وهي من الأهم في فلسطين.

وتؤكد السيدة مسروجي "أن من زاد في صقل شخصيتها وتشجيعها على الدخول في هذا المجال كونها تنحدر من عائلة ذات باع طويل في هذا القطاع"، وتؤكد أن اهتمامها وعملها الدؤوب والمتواصل ليلا نهاراً زاد في قوتها وأكد حضورها على مستوى العمل.

وتشيرُ مسروجي الى "ان كونها زوجه وام فعليها واجبات والتزامات اسرية واجتماعية اضافة الى عملها “.

وتؤكد أن العمل داخل البورصة ليس بالأمر السهل كونها إمرأة لاسيما ان هذا المنصب كان لسنوات طويله حكراً على الرجل، مُشيرةً الى حجم المسؤوليات والمخاطر والتقلبات فيه".

وترى مسروجي أن دور المرأة في الاقتصاد الفلسطيني لا يقل أهمية عن دور الرجل. وتقول: "كل امرأة هي عاملة، بغض النظر عن عملها، وإن لم تستطع المساهمة في الاقتصاد بشكل مباشر، إلا أنها تستطيع أن تؤهل أبناءها ليصبحوا مساهمين في بناء الوطن.

وتقول: العمل في الوساطة المالية يتطلب الصبر وقدرة على تحمل أي مفاجأة قد تحدث في الأسواق المالية العالمية والمحلية.

واعتبرت السيدة مسروجي ان بورصة فلسطين ورغم حداثة تأسيسها وعملها، الا انها تمكنت من التفوق والصمود، وامتلاك برامج وأدوات لا تتوفر في كثير من البورصات العربية.

البدايــة ...

وتتابع السيدة مسروجي: اخترت أن ابدأ من الصفر رغم وجودي بين أسرة اقتصادية، كي أشعر بطعم النجاح، ولأنني أعشق المغامرات والعمل الشاق للوصول الى غايتي وأهدافي.

وتضيف: لم تكن بداية عملي عام 2005 في الشركة كمديرة أو رئيس تنفيذي لها، بل بدأت كمدير عمليات، لكن شاءت الظروف ان تتعرض الشركة المتحدة للأوراق المالية لعاصفة، وفي تلك الازمه اتيحت لي الفرصة أن اتحرك مع مجلس الادارة و زملائي في الشركة لانقاذ الشركة، وبفعل تراكم سنوات الخبرة لدي و لدى زملائي ومن خلال الجهد والتعب وروح الفريق، تمكنا من التغلب على هذه المشاكل.

كما و صادفت ايضاً بعضاً من عدم التقبل لدى بعض العاملين في هيئة سوق رأس المال والبورصة و غيرهم كامرأة تدير شركة اوراق مالية، وطوال عام كامل من الاختبار تم فيها الموافقة على ان اكون قائما بأعمال مدير عام الشركة وليس المدير التنفيذي لها ، وهذا أمر كان يتطلب مني المزيد من العمل والاجتهاد والتعب على كافة المستويات.

وتتابع: "بقيت عاما كاملا تحت المجهر الى ان اصبحت المدير العام و بعدها بأعوام الرئيس التنفيذي للشركة التي اصبحت في هذا العام من أفضل الشركات العاملة في الأوراق المالية".

الطريق نحو النجاح

تقول السيدة مسروجي: طريق النجاح ليس معبداً بالورود، بل بالحواجز والمعيقات، وتضيف: على جميع النساء العمل بجد فيما يحبون ويثبتون جدارتهن ووجودهن وأنهن قويات متماسكات قادرات على العمل والتغيير".

وترى السيدة رُبى مسروجي أن المجتمع يتعامل مع المرأة بصورة نمطية خاصةً إذا كانت في وظيفة مرموقة، وتشير الى صعوبة التعامل مع بعض الرجال و خصوصاً خلال الاجتماعات العامة، فهذا الحاجز الزجاجي من الصعب اختراقه، كما أن المرأة المسؤولة تجد في بعض الأحيان صعوبة في التنقل من مكان لآخر بشكل متواصل  والسفر لفترات طويلة بعكس الرجل.

وتُضيف السيدة مسروجي: " تكمن المعيقات في العقول لأننا نضع هذه الحواجز أمام تحقيق النجاحات ناهيك عن ان العمل في الوساطات المالية مرهق نفسيا وجسديا.

وحول واقع الأسواق المالية العالمية تقول السيدة مسروجي: الأزمة المالية العالمية بدأت تعصف بالأسواق منذ العام 2006، مما أدى الى ضعف في السيولة النقدية، ومعظم الأسهم يتم تداولها بأقل من قيمتها الدفترية، وهذا ظلم للشركات.

وتضيف: سوقنا لم تتأثر مباشرة بالأزمة الاقتصادية العالمية، بعد أن أصبحت البورصة الفلسطينية من كبريات البورصات في المنطقة، لكن بما أن فرص الاستثمار أصبحت متاحة في بورصات عدة والاسهم فيها متدنية، فقد أثر ذلك على حجم السيولة النقدية في البورصة مع ذلك فإن نسبة كبيرة من المستثمرين الجدد يدخلون السوق، وعدد المستثمرين يزداد يوميا.

وتختتم مسروجي حديثها بالثناء على المرأة الفلسطينية كونها شريكة الرجل في كافة ميادين العمل والحياة، وتؤكد أن على المرأة العمل الجاد والمُثابرة والصمود في المكان الذي ترى نفسها فيه، فهي مبدعة من أجل ذلك".