"معشوقة النساء"... التاريخ الغامض للشوكولاتة

"مجلة جنى" تشير معدلات استهلاك الشكولاتة عالميا إلى ارتفاع مطرد في الكميات، وقد يبدو الأمر بسيطا: الجميع يعشق الشوكولاتة لأن مذاقها حلو. لكن ماذا عن تاريخ الشكولاتة.

كيف اكتشفها الإنسان، وكيف تطورت إلى شكلها ومذاقها الحلو الذي يجذب الملايين إليها. في هذا التقرير، نستعرض بإيجاز تاريخ "الغذاء الأنثوي" الذي — كما يقولون — يؤثر على هرمونات المرأة، ويحسن مزاجها ويجلب لها السعادة، بحسب موقع TED الأمريكي.

لم تكتشف الشوكولاتة قبل القرن 16 ولم يكن أحد يعرف عنها شيئا، وقد وجدت في البداية في وسط أمريكا فقط، وبصورة مختلفة عن شكلها المعروف اليوم.

لكن بالعودة إلى عام 1900 قبل الميلاد، تعلّم أبناء تلك المنطقة كيفية إعداد الحبوب من شجرة الكاكاو المحلية. وتروي لنا السجلات القديمة أن الحبوب كانت تُطحن وتُمزج مع دقيق الذرة والفلفل الحار لصنع الشراب.

لم يكن كوبًا من الشوكولاتة الساخنة للمساعدة في الاسترخاء، كما هو الحال الآن، بل كان مزيجا مرا منشطا مكسوا بالرغوة.

طعام الجنة
فقد سبقنا في الاهتمام بالشكولاتة سكان وسط أمريكا. فقد ظنّوا أن الكاكاو كان طعاما من الجنة، ووهبه الإله "ثعبان الريش" إلى البشر، المعروف باسم (كوكولكان) في حضارة (المايا).

استخدم شعب الآزتيك حبوب الكاكاو كعملة نقدية وكانوا يحتسون الشوكولاتة في الأعياد الإمبراطورية. ويكافئون بها الجنود لانتصارهم في المعارك واستخدموها في الطقوس.

تغيّر جذري
تغيّر عالم الشوكولاتة جذريا في عام 1828، عندما طوّر الهولندي كونراد فان هوتن طريقة معالجة الكاكاو بآلة الضغط. وتمكّن فان هوتن من فصل دهون الكاكاو الطبيعية أو زبدة الكاكاو، لتبقى البودرة التي يمكنُ مزجها في سائل قابل للشرب أو إضافتها لزبدة الكاكاو لإنتاج الشوكولاتة الصلبة التي نعرفها اليوم.

وبعد فترة وجيزة، أضاف خبير الشكولاتة السويسري دانيال بيتر الحليب المجفف إلى المزيج وبالتالي اخترع الشوكولاتة بالحليب.

الشوكولاتة للجميع
وبحلول القرن الـ20، لم تعد الشوكولاتة بمثابة سلعة رفاهية للصفوة فقط، بل أصبحت حلوى متاحة للجميع. وتطلّب تلبية الطلب الكبير المزيد من زراعة الكاكاو، الذي ينمو فقط بالقرب من خط الإستواء.

وبدلًا من نقل العبيد الأفارقة إلى مزارع الكاكاو في جنوب أمريكا تم نقل الإنتاج ذاته إلى غربي أفريقيا. حيث زوّد ساحل العاج العالم بحوالي 40% من إنتاج الشوكولاتة عام 2015.

انتهاكات باسم صناعة السعادة
مع نمو صناعة الشوكولاتة، تحدثُ انتهاكات مروعة لحقوق الإنسان. فالعديد من المزارع في أنحاء غربي أفريقيا والتي تٌمد الشركات الغربية، تعتمدُ على عمالة الأطفال والعبيد. حيثُ يقدرُ بوجود أكثر من 2 مليون طفل من المتضررين.

ولا تزالُ هذه المشكلة قائمة بالرغم من جهود شركات الشوكولاتة الكبرى لمشاركة الشعوب الأفريقية للحد من ممارسات تشغيل الأطفال والعمالة بالسخرة.

واليوم، اتخذت الشوكولاتة مكانة مهمة في طقوس واحتفالات ثقافتنا الحديثة. نتيجة ارتباطها بالطابع الاستعماري الممزوج بالثقافات والحضارات الأصلية، جنبًا إلى جنب مع تأثير الإعلانات.