زيارة الدوقة سارة فيرغسون

الدوقة سارة فيرغسون: جئت لدعم الشعب الفلسطيني الرائع ولأكون جسرا له

انا ام لطفلتين ولو منعتا من اللعب والتعليم سأكون تعيسة

نجيب فراج – " مجله جنى "حلت الدوقة سارة فيرغسون دوقة يورك ضيفة على فلسطين وبيت لحم حيث استضافتها جمعية بيت لحم العربية للتأهيل واعدت لها برنامجا مطولا وحافلا تجولت فيه في العديد من المرافق بالمدينة المقدسة، وقد رافقتها "جنى" على مدار هذا اليوم خلال هذه الزيارة الهامة حيث قابلت عدد من المسؤولين.

واستهلت الزيارة بالتجول في كنيسة المهد وكان برفقتها كلا من  الدكتور رمزي خميس استشاري امراض القلب التدخلي وزميل الابحاث في المعهد الوطني البريطاني للقلب والرئة "امبريال كوليج- لندن"، وهو متطوع في مجال تطوير الاداء الطبي للمستشفى التخصصي التابع للجمعية وصاحب فكرة اقامة قسم القلب في الجمعية والتي ولدت قبل نحو سنتين ونصف السنة ومن المقرر ان يرى النور مع نهاية هذا العام وسيكون المركز الاهم للقلب في فلسطين، وادموند شحادة رئيس الجمعية والدكتور يعقوب متري وحشد كبير من طاقم الجمعية، وكان في استقبالها داخل الكنيسة المقدسة الوكيل البطريركي للروم الارثوذكس كيوريوس ثيوفليكتوس حيث استمعت ضيفة فلسطين الى شرح مفصل عن الكنيسة وتاريخها واروقتها وكانت خلال الزيارة متأثرة جدا لما شاهدت من اثار وسمعت من شرح لتاريخ المكان الذي يعج بالقصص التاريخية الهامة.

وانتقلت بعد ذلك الى جمعية بيت لحم العربية وتجولت في اقسام الجمعية والمستشفى التخصصي التابع لها والتقت بالأطفال المرضى والعديد من المرضى الاخرين وتحدثت معهم عن واقعهم وحالهم حيث شاهدت فيلما وثائقيا قصيرا عن عمل الجمعية وقدم ادموند شحادة نبذه عن تأسيس الجمعية وما تقدمه من خدمات.

بدوره قال ادمون شحادة مدير عام جمعية بيت لحم العربية للتأهيل ان زيارة دوقة يورك الى فلسطين عموما وبيت لحم خصوصا تحمل معاني مهمة على أكثر من صعيد ومجال خصوصا المجال الانساني والصحي مشيرا الى انها اطلعت على اقسام المستشفى المختلفة، وعمل الجمعية الذي يتركز في جوهره على حقوق الانسان ودعم حقوق الاشخاص ذوي الاعاقة والعمل على تأهيلهم.

وتحدث في اللقاء كلا من فيرا بابون رئيسة بلدية بيت لحم ونيقولا خميس رئيس بلدية بيت جالا وقد تناولا قضية جدار الفصل العنصري الذي يلتف حول مدينتي بيت لحم وبيت جالا وباقي المحافظة وقد حاصرها بالكامل وعزل بيت لحم عن توأمها القدس اضافة الى طوق الاستيطان الذي يلفها بالكامل ليحول المحافظة الى كانتون مغلق مقطع الاوصال بين منطقة واخرى كما ادى الجدار والاستيطان الى منع العديد من الطلبة الوصول الى مدارسهم عزل بعض منازل المواطنين عن محيطهم.

كما زارت دوقة يورك متحف بيت لحم التابع لمؤسسة الاراضي المقدسة المسيحية المسكونية والاتحاد النسائي العربي بمدينة بيت لحم حيث تجولت بالمتحف وتعرفت على تاريخ مدينة بيت لحم في أكثر من صعيد ومجال وعبرت عن سعادتها بزيارة المتحف والتعرف على التاريخ الفلسطيني.

وزارت ايضا مركز غيراس الثقافي التابع للجمعية واستمعت الى شرح من قبل مديرته ابتسام الزغير عن نشاطات المركز والفعاليات التي يقدمها للأطفال، وقدم الاطفال وصلة تراثية حازت على اعجابها، كما اصطحبت الضيفة الى مسار جدار الفصل العنصري واطلعت عن كثب ما فعله بالأرض الفلسطينية من حصار وعزل الاف الدونمات خلفه.

وخلال هذه الزيارة قالت الدوقة يورك انه يتوجب علينا جميعا ان نعمل على توفير وتامين أفضل الخدمات الطبية خصوصا تلك التي تتعلق بعلاج امراض القلب ونحن لكي نحدث فرقا كبيرا في الخدمات الطبية خصوصا الى اولئك الذين لا يستطيعون الحصول على الخدمات الطبية مشددة على ضرورة تحقيق اختلاف بالخدمة لمن لا يستطيعون الحصول عليها.

وشددت على اننا كبشر يجب ان نتوحد ونبتعد عن التمييز بين بني البشر بين من يملك العلاج ومن لا يملكه ومن يستطيع الحصول على عملية قلب ومن لا يمكنه ذلك كي يحصل الجميع على حقوقه الصحية من عمليات قلب او كراسي متحركة وغيرها من الخدمات الصحية.

واكدت انها تأتي اليوم لبيت لحم وفلسطين ليس كسياسية بل كإنسانة تؤمن بالفلسطينيين وحقوقهم وتؤمن بالبشر وبالإنسانية مشيرة الى انها تأتي في مهمة انسانية ولدعم ما هو قائم واقول للأطباء لندعم ما هو رائع ونحسن منه.

وفي ردها على سؤال حول ما شاهدته من حصار وجدار قالت دوقة يورك :" ما اقوله هو انني ام لطفلتين اقول لو كنت فجأة غير قادرة على اعطائهن الحق في مكان للعب او التعليم او توفير عملية صحية خصوصا عمليات القلب او العناية الصحية سأكون تعيسة جدا ولو كان بإمكاني توفير ذلك لهن سأكون سعيدة ولذلك انا هنا لأدعم الفلسطينيين الرائعين الذين يقدمون خدمات مميزة وانا هنا من اجل ان ادعم العائلات والناس الذين يقومون بأعمال رائعة من اجل مجتمعهم حيث انني اسعى للبحث عن طرق لمساعدتهم ولتوفير التعليم والعناية الصحية لهم مشيرة الى ان الجدران يجب الا تكون عائق بين الذين يستطيعون الحصول على خدمات صحية والذين لا يستطيعون ذلك.

وعند سؤالها حول ما يمكن ان تقوله للفلسطينيين اجابت فيرغسون انني هنا لأجل الشعب الفلسطيني ولن انساه وادعمه وملتزمة بالعمل على توفير الحماية والنصرة له في أكثر من مجال انساني مشددة على انها ستكون صوت من لا صوت لهم في العالم وأنها ستكون جسرا لعمل الاطباء في مستشفى الجمعية وعلى راسهم رمزي خميس وادمون شحادة لأنهم اناس يحملون رسالة انسانية لمن يحتاج الى الخدمات الصحية.

واضافت انها اسست عام 1992 مؤسسة للأطفال والشعوب المنسية حيث تعبر هذه المؤسسة عن تفكيرها وقيمها وبعد 25 عاما من تأسيس هذه الجمعية الخيرية اقول للفلسطينيين وللشعوب والاماكن المنسية بأنهم ليسوا منسيين.

اما بالنسبة لردها حول رسالتها للمسؤولين في بريطانيا وضرورة دعمهم لقيام دولة فلسطينية مستقلة قالت دوقة يورك انا لا اقف هنا كسياسية بل كانسان وام  تحظى بعناية صحية لا بناءها واتمنى ان اكون قادرة اكثر من كل شيء و ان اكون قادرة على دعم الاطباء والعلماء والعاملين الرائعين في ادارة هذه المستشفى والنساء من ذوي الاشخاص ذوي الاعاقة القادرين على العطاء مثل مريم التي لديها محل مطرزات في الجمعية العربية فهي تطرز بطريقة رائعة جدا رغم انها لا تستطيع مغادرة كرسيها المتحرك وهؤلاء من يتوجب دعمهم لانهم يحملون قلب انساني.

واكدت دوقة يورك سارة فيرغسون انني هنا لأكون صوت المنسيين وابحث عن طرق لتوصيل صوتهم ورسالتهم الى العالم اجمع وانني هنا ايضا للمساعدة في اعطاء الناس مفتاح الحرية مشددة على تسميتها مفتاح الحرية للأهمية التي تمثلها الحرية مشيرة الى ان ما تقوم به هو الذهاب الى مناطق مثل بيت لحم ومشاهدة العمل والجهود الرائعة التي تحدث هنا ومن ثم اغادر الى وطني والى كل العالم واقول لهم لا تنسوا الشعب الفلسطيني.

وعقب الدكتور رمزي خميس على هذه الزيارة في تصريح لمراسل "جنى" بقوله "يشرفنا جدا زيارة الدوقة يورك والتي  شاهدت بأم عينها ما تحتاجه فلسطين من خدمات صحية وخاصة في محافظة بيت لحم حيث قررت دعم جمعية بيت لحم العربية لتطوير بناء مركز قلب يؤمن الخدمات التي لا تتوفر فيها الخدمات المطلوبة، وأضاف "ان زيارة دوقة يورك لنا هو بداية لعملها لدعم الجمعية على المدى الطويل وامل ان تكون جزء من بقاء الجمعية واستمرارها وتطورها لسنوات عدة، مشيرا الى ان زياتها هي زيارة خاصة من اجل بيت لحم وفلسطين وستعمل على تجنيد الاموال والطاقات في سبيل هذا الهدف".

هذا ومن المقرر ان تتواصل الزيارة لفلسطين اليوم الاربعاء بتوجهها الى مخيم الدهيشة للاجئين وزيارة مركز المعاقين التابع للجمعية والاطلاع على نشاطاته بحضور مدير المركز عماد عودة وكل من شحادة وخميس ثم تنتقل الى مدينة القدس بصحبة كل من خميس وشحادة للقيام بجولة في بلدتها القديمة ومن ثم تغادر الى بريطانيا مع ملاحظة ان الزيارة خصتها فقط لفلسطين حيث قدمت مباشرة من المطار الى بيت لحم.

يشار الى ان  سارة فيرغسون دوقة يورك أو سارة مارغريت هي مطلقة الأمير أندرو دوق يورك، والابن الثاني للملكة إليزابيث الثانية والأمير فيليب، معروفة بالاسم المستعار فيرغي لها أنشطة خيرية، وكاتبة، ومنتجة أفلام ومذيعة تلفزيونية.