كيف تطوع أنامل نساء الظهران الطين لتزين سفرة رمضان

"مجلة جنى" تكتسي أجواء رمضان في مدينة الظهران بالمنطقة الشرقية، خصوصية نابعة من التنوع الثقافي والفكري والديني، حيث تحرص بعض السيدات الأجنبيات والعربيات على مشاركة السعوديات في فعاليات استقبال شهر الصوم بالمنتجات الخزفية وصناعة الفخار، وسط عبق رمضاني يملأ الأجواء.

وبمجرد القرب من عتبة ورشة الفخار، تهب أجواء مفعمة بالروحانية والأخوة، تجتمع فيها نساء من مختلف الجنسيات، يتشاركن مع بعضهن طقوس شهر رمضان، في صورة نموذجية للتعايش بين المسلمات وغيرهن، فيصمن مع صديقاتهن وجاراتهن، ويحضرن مآدب الإفطار في البيوت والمطاعم من باب الفضول أو التكافل الاجتماعي، ولا يتخلفن عن السهرات في الخيم الرمضانية على رائحة القهوة العربية

صنع الأواني الفخارية

تحتضن الورشة الكثير من الأيادي الناعمة التي تلتف برقة ونعومة حول عجينة طين تهذبها وتشكلها أواني وهدايا فخارية وخزفية تنطق بالجمال.

حيث يتم قضاء ساعات بين ثنايا العجين الطيني، الذي يتشكل بين أيديهن لمجسمات الفخار الخزفية التي تحتل نصيباً كبيراً من اهتمامهن وإقبالهن على هذه المنتجات الحرفية الفنية المتنوعة، لإضفاء لمسات فنية عريقة على بيوتهن في شهر رمضان، فتختلف كل قطعة عن الأخرى ولا تشبهها إلا في مادتها الأولية التي صنعت منها، وتتخذ كل سيدة منهن مستقراً لها في أحد أركان الورشة، وقد انكبت على عملها في تركيز واهتمام وحالة من الانسجام والصمت.

وقالت هدى الشريك، فنانة تشكيلية لتعليم صناعة الفخار، إن "ما يميز منتجات الخزف أنها أكثر متانة وآمنة صحياً، وألوانها ثابتة أيضاً، ويتزايد الطلب بشدة على أدوات الطبخ اليومية وأواني الشرب الفخارية قبيل رمضان، فنحن نصنع الفن ونجعل الطين كياناً ينبض بالجمال في أوانٍ جذابة متقنة الصنع".

التعايش بين الجنسيات

واختارت الشابة السعودية، منال الدباغ، التعايش الحضاري بين جنسيات متعددة في السعودية، لتؤكد أن شهر رمضان يقرب بينها وبين بقية النساء الأجنبيات، ويكشف لها عن قواسم التعايش المشتركة من خلال تعليمها لهن طقوس وتقاليد الصائمين، والتي يحرصن على مجاراتها في استقبال رمضان بنفحاته الخاصة، وطقوسه الاستثنائية.

وقالت الأميركية ميشيل: "أحاول مشاركة أخواتي المسلمات أجواءهن الرمضانية وتقاليدهن، خاصة أن زوجي مسلم، ومشاركتي هي رسالة حب لهن وتوق للانسجام". وتتباهى ميشيل بما صنعته من الفخار لتحضر فيه طبق البرياني المحبب لزوجها.

وأشارت إلى أن عجينة الطين بين يديها لم تكن سهلة بل كانت صعبة التطويع، لكنها استطاعت أن تبدع بيديها اللتين لامستا الحدود الجمالية بالفن أشكالاً مستحدثة معتمدة على خيالها وثقافتها.