ماذا كتب وزير الثقافة بسيسو عن المسعفة الشهيدة؟

"مجلة جنى" عقب استهداف جنود الاحتلال الاسرائيلي للفتاة المسعفة رزان النجار “21 عاماًً، عصر أمس، شرق مدينة خانيونس، وأثناء محاولتها اسعاف أحد المصابين في مسيرة العودة، كتب وزير الثقافة الفلسطيني د. ايهاب بسيسو على صفحته في الفيسبوك.

كان عمرها21 عاماً ..

أي أنها في أيلول 2000 لم تكن قد تجاوزت الثالثة وانتفاضة الأقصى تخطو نحو بدايات التشكل …
كان ذلك هو العام الذي تحول فيه محمد الدرة من طفل يحاول الاحتماء من رصاص القناص إلى ملاك مجنح …

كان عمرها21 عاماً ..

أي أنها في حزيران 2006 لم تكن قد أتمت العاشرة حين اتخذ الحصار بعدا جديدا وصارت غزة ملحمة صمود يومي …

كان عمرها 21 عاماً ..

أي أنها في حزيران 2007 كانت طفلة في العاشرة، لم تتجاوز شهادة الابتدائية بعد لتصبح طبيبة أو مسعفة ميدانية.
كان ذلك هو العام الذي شهدت فيه البلاد شرخ الانقسام، الشرخ الذي صار وجعا مزمنا لم تشف منه البلاد بعد …

كان عمرها 21 عاماً ..

أي أنها في كانون أول2008 لم تكن قد تجاوزت الحادية عشرة، لتشهد أولى الحروب كطفلة، عاشت خلالها فصول الوجع قبل أن تسجل الحرب حضورا مؤلما في الذاكرة.

كان عمرها 21 عاماً ..

أي أنها في تشرين ثان 2012 شهدت الحرب الثانية على غزة …

كان عمرها 21 عاماً..

أي أنها في تموز 2014 شهدت الحرب الثالثة وكانت على أبواب الثانوية العامة.

كان عمرها 21 عاماً ..
أي أنها في حزيران 2018 اختزلت كل التواريخ السابقة واندفعت نحو السياج كمسعفة ميدانية أتمت تكوينها العلمي شاهرة حلما وطنيا لتنقذ شباب الحلم من رصاص القناص.

شباب يشبهونها في الحلم والاندفاع نحو الانعتاق من سطوة الحصار على المفردات … لكنها عادت كفراشة في الأبيض …
ترفع صوتها فوق الرصاص بكل كبرياء: اسمي رزان النجار، عمري 21 عاماً …

كان عمرها 21 عاماً ..
وسيظل عمرها 21 عاماً مشرقا إلى الأبد ..