أضواء عن دراما 2018: لشخصيات ودوافع الاحداث تخلق المتعة في مسلسل “ابو عمر المصري”

"مجلة جنى" اكثر من عمل درامي يتناول قضية الارهاب، اسبابه، مبرراته،اسلوبه، قسوته، تفسيره للدين، وهذا دليل على ان موضوع الارهاب اصبح من اكثر المواضيع المثيرة في المجتمعات العربية ، وتحاول كل هذه الاعمال توجيه النقد وتحذير الشباب من الانخراط بالعصابات الارهابية مهما كانت الاسباب والمبررات! لكن عمل يخرج من بين مشغل كاتبة السيناريو الناجحة (مريم نعوم) يستحق التوقف عنده! فهي في المواسم السابقة قدمت اعمالا درامية ناجحة تأخذها من الاعمال الادبية وهكذا حققت التوفيق في (موجة حارة) و(واحة الغروب) و(ذات) و(سقوط حر) و(سجن النساء) هذه السنة تأخذ عملها الدرامي(ابو عمر المصري) من روايتين وليست رواية واحدة! وهاتين الروايتين اللتين تناقشان موضوع الارهاب واشكاليته هما للروائي “عز الدين شكري فشير” الاولى (مقتل فخر الدين) ورواية (ابو عمر المصري) الاخراج (احمد خالد موسى) البطولة الرئيسية للنجم “أحمد عز الدين” ومعه (احمد العوضي، دينا الشربيني، صبري فواز، أروى ، ومحمد جمعه) يبدو لي من الحلقات الاولى بإن السيناريو ورؤية المخرج اختاروا ان تكون البداية من منتصف الخيط القصصي،حيث البطل (فخر) – احمد العز- يعود الى وطنه مصر لأنقاذ أبنه من المجموعة الارهابية التي كان يعمل معها في افغانستان وهرب منهم ،ومن اجل الانتقام منه تم تلفيق تهمة الى ابنه الصغير بحجة التجسس لأمن الدولة، وفي لقطات الاكشن المثيرة وهي ايضا (غير مقنعة) ان يقوم شخص اعزل بقتل ثلاثة ارهابين ومن ثم محاولة قتل الامير والخروج بأبنه المحكوم عليه بالاعدام من بين انصار الامير لمجرد ان يقول عبارة (الامان بأمر الامير)

ولو تجاوزنا هذه البداية فإننا سوف نشاهد سردية بصرية تعودنا عليها من اعمال نعوم وكاميرا المخرج ورؤيته في استرجاع الفلاش باك حينما يحكي (فخر الدين) لأبنه قصته وهو الذي كان يعمل محاميا للدفاع عن الفقراء والمظلومين لينتهي به الامر الى الانضمام الى الجماعات الارهابية، واكيد سوف يتكلم عن زوجته ام ابنه وغيرها من الاحداث التي تؤثر على التحولات الخطيرة والنوعية لشخصية فخر- احمد العز-، اختيار هذا النجم مهم جدا لمثل هذه الاعمال التي لا تركز على الحبكة بقدر تركيزها على الشخصية (النجم) وتحولها وتطورها! في الدراما الحديثة ليس من الاهمية ان تكون هناك حبكة بل الاهم هي الشخصيات والدوافع المؤثرة على تغيير مسار الاحداث والشخصيات! على المتلقي ان يركز ليس على الحوار فقط بل على تعبيرات الوجه والايحاءات فهي اهم من العناصر اللفظية او لغة الجسد في ظل التطور بالصورة والبصريات التي تخاطب الغريزة والوعي.