"مجلة جنى" تتردّد بعض التعابير التمييزيّة ضد المرأة: عقلها أصغر من الرجل، الرجل عقله كبير...ولكن ما هي الحقيقة العلمية التي تصحّح هذه المفاهيم الخاطئة؟
يبلغ الفارق بين وزن دماغ المرأة ووزن دماغ الرجل 181 غراماً. اذ تشير الأرقام الى ان وزن الدماغ عند الرجال (1325 غراماً)، والنساء (1144 غراماً) اي بنسبة 14 في المئة. في المقابل، لا يوجد دلائل وبراهين علمية عن علاقة الذكاء بوزن الدماغ وحجمه. فعلى سبيل المثال، كان يبلغ وزن دماغ العبقري وعالم الفيزياء الألماني الشهير اينشتاين 1230 غراماً أي أقلّ من المعدّل العام. ويغيب هذا الفارق بين وزني الدماغين في حال الأخذ بالاعتبار ضخامة حجم الرجل مقارنة بحجم المرأة.
هل يفكّر الرجال بطريقة مختلفة عن النساء؟
يلاحظ علماء الأعصاب، منذ زمن بعيد، اختلاف في خصائص الدماغ بين الجنسين. ولكن يصعب تحديد ان كان هذا الاختلاف يعود الى اختلاف في الجينات، أو في البيئة الاجتماعية.
تشير الدراسات العلمية في علم الأعصاب أن هناك اختلافاً في الدماغ بين الجنسين، من توزع الخلايا العصبية في مناطق الدماغ، أو من التشبيك بينها. فعلى سبيل المثال، أظهرت دراسة، في العام 2001، أجريت على 48 دماغاً من الجنسين أن بعض الأجزاء في قشرة أمام جبهية (prefrontal cortex) أو القشرة الحوفية (Limbic cortex) أو الحصين ( Hippocampus) أكبر عند المرأة من عند الرجل الذي يظهر، في المقابل، اجزاء أكبر في مناطق اللوزة الدماغية (Amygdala) و (cortex parietal).
وهذا ما يفسّر لماذا تمتلك النساء قدرة أكبر في مجالات اللغة، اتخاذ القرار، الذاكرة القصيرة بينما يمتلك الرجال قدرة أكبر على التحليل السريع للمعطيات الحسيّة، وادارة أفضل للقلق. ومن الصعب معرفة ان كانت هذه الاختلافات لها سبب وراثي أو تطورت نسبة الى اختلاف الأدوار الاجتماعية التي يلعبها الجنسان في المجتمع.
في العام 2013، أظهرت نتائج دراسة علمية أميركية اجريت على 949 شخصاً تتراوح أعمارهم بين 9 و22 عاما أن الصلات بين الدماغ الأيمن (المسؤول عن تحليل ومعالجة المعلومات) والأيسر (الحدس) عددها أكبر عند الاناث. بينما يظهر الذكور اتصالاً أكبر في الجزء عينه من الدماغ اي بين الجهة الأمامية لنصف الكرة المخية المسؤولة عن الحركة والجهة الخلفية المرتبطة بالادراك والعاطفة. وهذا ما يؤكّد أن الجنسين يمتلكان قدرات ومهارات مختلفة.
في المقابل، يعتبر الدماغ عضوّا مطاطيا اي ان خصائصه تتغيّر في حال تعلّم لغة جديدة، أو آلة موسيقية جديدة، أو ممارسة الرياضة، أو وفق المهنة والمكانة التي يحتلها الشخص في المجتمع. فلذا قد تعود الاختلافات الذهنية بين الجنسين الى الأثر الاجتماعي الذي يختلف بين الرجل والمرأة في المجتمع. فمنذ الصغر، يتم توجيه الاناث نحو الكتب بينما يتوجه الذكور نحو الكرة.
