حرف مسموم

حرف مسموم “مجموعة أدبية” تأليف الكاتبة الشابة الدكتورة : لميس سعد القرني .

من المحتوى :

هَذيانُ عاطِفَة ..

اشتقتُ لرؤُيةِ نبضُ قلمي عندما يطولُ الأمدُ بيننا..

نبضهُ ذاكَ الشبيهُ بنبضِ شخصٍ يُوشكُ على الوفاةِ بعدَ بُرهةٍ من الزمن..!

نبضهُ الهاوِي في انحدارٍ مخيف..!

وأُحبُ أن أرى الأَلمَ يتسلَّلُ من بينِ سطورِهِ, واستمِعُ لسيمفُونيةِ لحنٍ حزينٍ حزينٍ تخرجُ من بينِ حروفِه ..!

هكذا عشِقتُ قلمي رُغمَ الألم..

حُبُ فقدٍ وجُنون, حُبُ ألمٍ وحِرمان, حُبُ حنينٍ واشتياق..

لا أُجيدُ الحديثَ وصياغةَ أَحرُفي بفمي جيداً؛ وهذا سببٌ صغيرٌ يجذِبُني للنزفِ هُنا..

أحاديثي تُوقِفها غصّاتٌ تعلقُ في منتصفِ بلعومي, وتُبعثرُ أنفاسي وقواميسي معها!!

ولكُرهي للحظاتٍ كهذِه أتحاشى الحديثَ غالباً أنا, وأختبِئُ بينَ ثنايا الحرفِ وحركةٍ من حركاتِه..

أجِدُ المكانَ هادِئٌ ومُريحٌ هنا, لا شيءَ سِوى نبضٍ خافتٍ للدِماءِ, والكثيرُ الكثيرُ من الهدوءُ والروعة..

هكذا أعتقِد..! وهذا عالمي الذي أُحِبُّ..!

ولكن !!

قلمي عارٍ من الحياةِ, فلا أملَ ولا ابتِسامةَ معَنا..

طريقُنا وتعاهدنا على المضِّيِ قُدُماً عليها, بلا تراجعٍ أو خِيانة!!

وليسَ معنا سِوى الحزنٌ قوتاً نتغذى عليه, والتعبُ دربُنا الطويلُ الذي وضعنَا الخُطى عليهِ سويةً..

قلمي..

أنحِتُ به حبي, حزني, واشتياقي..

والألمُ دماً أملأُ بهِ فراغات نحتي وشقائي!.