وجه العالم الآخر

وجهٌ آخر للعالم هي الغابة 
صمتٌ آخر، كلماتٌ أُخر 
أهي قطعة أرض، حملها نوح معه؟ 
أم صنعة سيّدٍ آخر؟ 
ما تنبسُ به وما تصمتُ عنه هنا 
أبداً لا يشبه كلاماً 
الطيورُ وحدها تحرسُ ألغازها 
لتذهبي روحي تحت هذا السنديان، 
اذهبي، ليتجدّد ماء عروقك 
ولتشربي من سماء أخرى 
ولتغسلي القلب مرّتين 
ثلاثا أو خمس مرّات 
ولا تهمسي بسؤال 
ولا تثيري الخوف في العصفور فوق غصنه 
اخفضي الرأس 
ولا تُرسلي طرفك إلى سقف الغابة 
فقد لا تعود النظرةُ أبداً 
تذكّري ليالي كلّها عزلة 
وصباحاتٍ على سريرٍ فارغٍ 
تفكّري بدموعٍ جارحة 
وبحبِّك الأول وما تلاه 
اصرخي ألمكِ وحُرقة هذا الحب الأخير 
في رحم الغابة 
فهي سخيّةٌ لا تعرف الجفاف 
ولا تعبأ بأسرار عالمنا 

ادفني رأسك في أحشائها 
فهكذا تَضُعُ الغابةُ أبناءها.

المصدر: العربي الجديد