كيف تزيدين إنتاجك من الحليب بعد الولادة؟

"مجلة جنى" لقد وضعت مولودك منذ فترة ليست ببعيدة وهو أعزّ ما تملكين في الحياة وستبذلين كل ما لديك من جهد لتضمني له حياةً صحية وهانئة. يبدأ استعدادك لزيادة انتاجك من الحليب قبل ولادة طفلك. لذا احرصي على جمع معلومات وافية عن الرضاعة وانتبهي الى مصادر المعلومات فمعظمها غير جدير بالثقة. تأكدي اذا من حصولك على المعلومات من مصادر موثوق فيها كالأطباء أو المجلات الطبية.

تؤكد البحوث والدراسات العلمية أنّ طريقة ولادة الطفل والتعامل معه خلال الساعات والأيام الأولى من الفترة التي تلي الولادة أساسيةٌ في تجربة الرضاعة. ذلك أنّ بدء تجربة الرضاعة بطريقة سليمة عملية مهمة للغاية. فقد برهنت التجارب العلمية مثلاً بأنّ فصل الأم عن طفلها في لحظة الولادة (إلا في الحالات الطبية الطارئة) يُصعّب إفراز الحليب في الساعات الأولى التي تلي الولادة. ولتحسين نوعية الرضاعة، يجب أن يقع احتكاك جسدي بين الأم وطفلها طوال 60 إلى 90 دقيقة بعد الولادة مباشرةً.
إنتاج الحليب في جسم الأم رهنٌ إذاً بقاعدة العرض والطلب. الأمر فعلاً بهذه البساطة فكلّما رضع الطفل ازدادت كمية الحليب لدى الأم. وخلال الأيام الأولى التالية للولادة، تكون كمية الحليب صغيرة ومركّزة. لذا في حال حصل الطفل على حليبٍ جاهز أو شرب الماء تتراجع حاجته إلى الرضاعة حكماً، ما يؤدي إلى إنتاج كمية غير كافية من الحليب.
علمياً يتشكّل حليب الأم نتيجة لتحفيز الثدي مباشرةً من الطفل. ليست العملية هنا سهلة. فإذا شعر المولود بالانزعاج، قد يؤدي الأمر الى توتر الأم فيتأثر مستوى إنتاج الحليب بدوره. قد تبدو فكرة الرضاعة بسيطة نظرياً لكنّها تحتاج إلى بعض التدريب. إذا لم تكن وضعية المولود صحيحة قد يصاب الأخير بالإحباط وتشعر الأم حينئذٍ بألمٍ في الحلمتين. هذه الظروف الدقيقة وحدها كفيلة لتشكيك أيّ أمٍ جديدة بقدرتها على إنتاج كمية كافية من الحليب لتلبية حاجة طفلها.

معلومات مهمة

يحتاج الطفل الذي اعتاد الرضاعة إلى تكرار التجربة هذه التي تقرّبه من أمه وتشعره بالأمان. لا تتفاجئي إذاً إن أراد طفلك أن يرضع بين 10 و12 مرة يومياً. فحليب الأم سهل الهضم لجسمه الصغير وذلك على نقيض الحليب الجاهز.
خلال السنة الأولى من حياة مولودك تتعدّد طفرات النمو التي تبرز بشكلٍ أساسي خلال أوّل ثلاثة أشهر وتكون أكثر شيوعاً بعد عشرة أيام أو أسبوعين على الولادة، ثم تظهر في الأسبوع الثالث والسادس والثاني عشر ومع حلول الشهر الرابع ثم في الشهر السادس. وطفرات النمو هذه تزيد من حاجة طفلك إلى الرضاعة. كوني هادئة في تلك الفترة ولا تدعي الشكوك تساورك فجسمك قادر على زيادة انتاجه من الحليب من حيث لا تدرين وبشكلٍ شبه سحري.

حذار هذه العوامل

  • فصلك عن مولودك لفتراتٍ طويلة بعد الولادة.
  • عودتك إلى عملك وانفصالك الحتمي عن طفلك لساعات طويلة.
  • عدم توفيرك الرضاعة لطفلك لوقتٍ كافٍ أو عجز المولود عن الرضاعة بشكل سليم بسبب اليرقان، أو مرضٍ يصيب الأم أو الطفل.
  • جراحة سابقة في ثديك
  • التدخين
  • إصابتك بمرض وضغط نفسي
  • تناولك علاجاتٍ هرمونية أو بعض حبوب منع الحمل
  • تمسّكك بجدول صارم للرضاعة
  • مشاكل متفرّقة كوجود خلل في حركة اللسان لدى طفلك، أو تسطّح الحلمتين، أو إصابتك بالتهابات

حسّني إنتاجك

  • حاولي الاحتكاك بمولودك لأطول مدّة ممكنة بعد ولادته
  • أرضعيه بشكلٍ متواتر ومن دون الالتزام بجدول صارم
  • تحلّي بالصبر وتذكّري أنك تتعلمين مهارة جديدة
  • استرخي واسمحي لمولودك بتوجيهك
  • التزمي بنظام غذائي سليم وواظبي على شرب السوائل المناسبة
  • حاولي الاطلاع على معلومات موثوق فيها عن وسائل الرضاعة الناجحة
  • اطلبي المساعدة عند ظهور أولى المشاكل ولا تنتظري إفلات الوضع عن السيطرة.
  • لا تقارني مولودك بغيره فحاجاته مختلفة واستشيري الطبيب إذا لاحظتِ أنه لا يكسب وزناً
  • استشيري اختصاصياً

نصائح مفيدة

تتزامن تجربة الأمومة مع اضطرابات كثيرة. في ما يلي إجابات عن أسئلة كثيرة قد تتبادر الى ذهنك في فترة الحمل أو بعد الانجاب مع اقتراحاتٍ عملية.

أوجاع المراحل الأولى

لا تقلقي من التشنجات فتلك الخفيفة المتعلقة بالمعدة والأوجاع الشبيهة بألم الدورة الشهرية أمران شائعان في أول مرحلة من الحمل، وانما يشير ذلك إلى تشنّج عضل رحمك الذي يتوسّع. ثمة أعراض أخرى شائعة على غرار ليونة الثديين والغثيان والتبول المتكرر والتعب، فضلاً عن الجوع المفاجئ. إذا كان الألم شديداً أو تركّز على جهة واحدة، اخضعي لفحص بالموجات فوق الصوتية لاستبعاد حصول الحمل خارج الرحم.
%15 من حالات الحمل ينتهي بالإجهاض للأسف، ولا يمكن القيام بشيء لتجنب هذا الحدث المؤلم لأن معظم الحالات مرتبط بمشاكل كامنة لدى الطفل.

الإمساك أثناء الحمل

عمل أمعائك يتباطأ أثناء حملك لذا الإمساك شائع في الفترة هذه فلا تقلقي. احرصي على تناول كمية كبيرة من الألياف القابلة للذوبان وغير القابلة للذوبان والنشويات المقاوِمة. يمكنك مثلاً استهلاك الخضراوات والحبوب الكاملة والمكسّرات والبذور والفاكهة والبقوليات، لأنك بهذه الطريقة تحصلين على الأنواع الثلاثة المنشودة.
بوسعك كذلك تناول محفزاتٍ حيوية على شكل مكملات أو استهلاك الألبان لتحسين مستويات الجراثيم المفيدة في أمعائك. أكثري أيضاً من شرب الماء لأن الألياف الموجودة في الأمعاء تمتصه، وحاولي ممارسة المشي أو السباحة.

سكري الحمل

سكري الحمل بالغ الخطورة لذا على الام المصابة معالجة حالتها فوراً وإلا جازفت بإنجاب طفل كبير الحجم بسبب ارتفاع مستويات الغلوكوز في دمها ونقل فائض الغلوكوز إلى المولود الذي يخزّنه على شكل دهون.
لكن في حال عولج سكري الحمل بحمية خاصة، مع او من دون أدوية مثل الأنسولين، وبقيت مستويات سكر الدم ضمن النطاق الطبيعي، لن يكون طفلك أكبر حجماً من العادة على الأرجح.

استعيدي عافيتك بعد 

الولادة تجربة صعبة ولكن يمكنك تحويلها الى مغامرة ممتعة بخطواتٍ بسيطة تستعيدين بها رشاقتك السابقة. أولى الخطوات هي بزيادة استهلاكك للألياف وصولاً إلى اعتماد الطرق المناسبة لشدّ المناطق السفلية من جسمك. بهذه النصائح تستعيدين عافيتك في أسرع وقت ممكن بعد الإنجاب.

1- تغلّبي على خوفك

تبدأ رحلة الأمومة وسط جو ضبابي غالباً ما يؤدي الى التوتر. حاولي الاستعداد مسبقاً لهذه المرحلة واطرحي الأسئلة التي تراودك على طبيبك وزوجك ولا تترددي في مناقشة أي قلق يساورك. توقّعي أن يكون الألم جزءاً طبيعياً من الامومة وحلّلي الخيارات المتوافرة أمامك واستعدّي نفسياً كي لا تواجهي أية مفاجآت سيئة.

2- زيدي قوة جذع جسمك

تعافيك بعد ولادة طفلك أسهل إذا حافظت على قوة عضلاتك أثناء الحمل. قوّي جذع جسمك لتخفيف آلام ظهرك ومساعدة عضلات بطنك على استعادة وضعها السابق بعد تمدّدها خلال الحمل. ثمة تمارين خاصة للحوامل لتقوية عضلات البطن إسألي طبيبك أو مدرّبك الرياضي عنها. أبسط تمرين مثلاً هو ان تتمدّدي على السرير ثم تعملي على تسطيح ظهرك وشدّ سرّتك قدر المستطاع نحو الداخل أثناء جلوسك أو وقوفك. حافظي على هذه الوضعية لخمس ثوانٍ. استرخي ثم كرّري التمرين.

3- زيدي قوة عضلاتك

كل ما في جسمك يتمدّد خلال الحمل والولادة لكن سرعان ما تتعافى العضلات إذا حرصتِ على تقويتها أثناء حملك. حاولي ممارسة نشاط تقليدي كلما سنحت لك الفرصة بذلك. مارسي عشر حركات رياضية لما بعد الانجاب تجدينها في مواقع متخصصة على الانترنت وحافظي على كل وضعية لعشر ثوانٍ وكرري التمرين مرات عدة في اليوم. زيدي وتيرة التمرين تدريجاً.

4 – زيدي استهلاك الحديد

تحتاج الأم الجديدة الى كثير من الطاقة في مرحلة ما بعد الانجاب، لذا من الأفضل أن تخزّن كمية كبيرة من الحديد قبل الولادة.
إذا احتجتِ إلى جراحة قيصرية، لن تشعري حينها بالإرهاق قبل ولادة طفلك.
حاولي قدر المستطاع الالتزام بحميةٍ تشمل مأكولات غنية بالحديد كتناول اللحوم الحمراء والبقوليات والخضراوات. يمكنك كذلك أخذ مكملات خاصة بالحوامل إذا لم تكن حميتك مناسبة كي تضمني حصولك على حمض الفوليك والحديد.

5- دلّكي منطقة العجان

تدليك منطقة العجان في آخر أربعة أسابيع من حملك يسمح بتخفيف الصدمة في هذه المنطقة.
وقد أثبتت الدراسات أن تدليك العجان يؤدي إلى تخفيف الحاجة إلى بضع الفرج (شق يحدثه الطبيب في العجان خلال الولادة) وتخفيف الألم بعد الولادة.

6- ارتاحي ولا تتوتري

بعد الولادة وخلال الحمل من الأفضل أن تشعري بأكبر قدر من الاسترخاء استعداداً لخوض تجربة الأمومة. املئي مخزونك العاطفي بتجارب إيجابية كي تستعدّي لمواجهة التحديات المرتقبة.
نامي قدر الإمكان وحتى ثماني ساعات على الأقل ليلاً ولا تتوتري لأبسط الأسباب. استرخي بكل بساطة ومارسي تقنيات اليوغا للتنفّس لأنها مفيدة للغاية!