تحت نظر فاتن حمامة: عودة مهرجان السينما العربية إلى باريس

رئيسة الشرف الفلسطينية هيام عباس وفيلم الافتتاح للبنانية نادين لبكي

"مجلة جنى" أخيرا، وبعد غياب 12 عاما، تستعيد العاصمة الفرنسية مهرجانها للسينما العربية الذي أطلق دورته الجديدة، مساء أول من أمس، بعرض فيلم «كفرناحوم» للمخرجة اللبنانية نادين لبكي. وهو الفيلم الذي حققت فيه لبكي انتصارا لافتا باختياره في المسابقة الرسمية لمهرجان كان السينمائي الأخير وفوزه بجائزة لجنة التحكيم.
من الملصق الكبير للمهرجان الذي تصدر المسرح، أطلت على الحضور عينا سيدة الشاشة العربية، الممثلة المصرية فاتن حمامة (1931 - 2015). ونظرتها، كالعادة، لا تحتاج لأن تنطق لأنها تختصر مسيرة حافلة بالأدوار الجميلة والأفلام التي ساهمت في صنع تاريخ السينما في مصر. أي جهة قادرة على الاضطلاع بمهرجان سنوي كبير مثل هذا، سوى معهد العالم العربي في باريس؟ كان رئيس المعهد، وزير ثقافة فرنسا السابق، جاك لانغ سعيدا وهو يرحب بالجمهور الحاشد وبرئيسة الشرف الممثلة الفلسطينية القديرة هيام عباس، ويشكر الإدارة الجديدة للمهرجان والفريق الذي تقوده ليان شواف. بعد ذلك تم تقديم أعضاء لجنتي تحكيم الأفلام الروائية والوثائقية، ودعيت نادين لبكي لتقديم فيلمها.
بدا التأثر على المخرجة الشابة وهي تقول إنها تدين لمهرجان معهد العالم العربي بأول جائزة حصلت عليها منه قبل 20 عاما، عن فيلم قصير. وكان من تبعات ذلك الفوز أنها رأت صورتها في اليوم التالي منشورة في الصحف للمرة الأولى. ثم تحدثت نادين عن سنوات التحضير التي سبقت تصوير «كفرناحوم»، والزيارات التي قامت بها للمناطق الفقيرة والملاجئ ودور الأيتام ومراكز الإصلاح لسماع قصص الأطفال المشردين، تمهيدا لكتابة قصة فيلمها. وقالت إنها أهدت الجائزة التي فازت بها في مهرجان كان إلى أولئك النقاد الذين وقفوا ضدها ومن أنكروا وجود طفولة تعيسة، في حين أن ما قدمته في فيلمها هو أخف قسوة من الواقع الذي رأته بعينيها.
يرأس لجنة تحكيم الأفلام الروائية المخرج والممثل المغربي فوزي بنسعيدي، بينما يرأس لجنة تحكيم الأفلام الوثائقية الصحافي والمخرج الفرنسي سيرج لوبيرون. ومن الأفلام الطويلة المشاركة في المسابقة «بنزين» للتونسية سارة عبيدي، و«غداء العيد» للبناني لوسيان بورجيلي، و«إلى آخر الزمن» للجزائرية ياسمين شويخ، و«نور في الظلام» للمغربية خولة بنت عمر، و«عاشق عموري» للإماراتي عامر سالمين المري، و«بلاش تبوسني» للمصري أحمد عامر، و«لحاجات» للمغربي محمد عشاور، و«قماشتي المفضلة» للسورية غايا جيجي، و«فوتوكوبي» للمصري تامر عشري، و«صوفيا» للمغربية مريم بنمبريك، و«تقارير حول سارة وسليم» للفلسطيني مؤيد عليان، و«آخر واحد فينا» للتونسي علاء الدين سليم، و«الرحلة» للعراقي محمد جبارة الدراجي. ويلاحظ الحضور القوي لأفلام المخرجات.
وفضلا عن الجوائز المالية التي تقدم الدعم للعاملين في السينما وتساعدهم في تقديم المزيد، يتميز مهرجان السينما العربية في باريس، هذا، بأنه ينظم ورشة لكتابة السيناريو للأفلام القصيرة.