دراسة: تعيين المرأة في الحكومات يقلل نسب وقوع الفساد

"مجلة جنى" كشفت دراسة حديثة نُشرت في مجلة «السلوك الاقتصادي والتنظيم»، أن الدول التي لديها عدد أكبر من النساء في مناصبها الحكومية، تقلّ لديها نسبة حوادث التورط في الفساد وعدم النزاهة.

قاد البحث أستاذ ورئيس قسم الاقتصاد في كلية فيرجينيا للتكنولوجيا، «سوديبتا سارانجي»، كما شارك في تأليف الدراسة الأستاذ المساعد في التمويل في كلية لو موين في سيراكوز، بنيويورك، «تشاندان كومارجها».

وقد أجرى الباحثون بيانات واسعة عن أكثر من 125 دولة، حيث وجدوا أن كلما زاد عدد النساء العاملات في مناصب حكومية على المستويات المحلية والوطنية، كلما زاد مستوى الشفافية في الحكومة، وكانت البيانات عميقة بشكل خاص في الانتخابات المحلية في أوروبا.

وعلى العكس من ذلك ، فإن الفساد الحكومي أكثر انتشارا في الدول التي يهيمن فيها الرجال على مواقع السلطة.

المرأة تهتم بالصحة والرفاه الأسري

ووفقا لـ«سارانجي»، تكمن أهمية الدراسة في حقيقة أنها تدرس آثار تمثيل المرأة تمثيلا منقوصا وغير وافيا في السياسة، تحقيقا لهذه الغاية، فإن البحث الجديد يحلل أهمية تمكين المرأة، وقدرتها على ملء الأدوار في المناصب القيادية، علاوة على تمثيل المرأة في الحكومة.

ووجدت الدراسة التي تزن العلاقة بين النساء في الحكومة والفساد، أن المرأة هي بطبيعة الحال أقل فسادا من الرجال، مع وجود حالات خاصة ومخالفة لذلك الرأي في كل ناحية بالطبع.

وبسبب طبيعة المرأة، يقول الباحثون إن المرأة تميل إلى أن تكون أقل فسادا في الحكومة لأن سياساتها الاقتصادية تستهدف قضايا الرفاه الأسري والصحة أكثر من أي شيء آخر.

ويقول واضعو الدراسة أيضا إن صانعات السياسة من السيدات لا يتركن الكثير من المجال لوقوع أي حوادث فساد «لأنهن يخترن سياسات مختلفة للرجال»، حيث تُظهر مجموعة كبيرة من الأبحاث السابقة أن العاملات في الحكومة يخترن السياسات التي ترتبط بشكل وثيق برفاه النساء والأطفال والعائلة».

النساء يحاربن الفساد

كما تناولت الدراسة النساء اللائي يضطلعن بمسؤوليات صنع القرار في القوى العاملة، والمواقع الدينية، وعالم الشركات.

ووجدت الدراسة أن «وجود المرأة في هذه المهن لا يرتبط بشكل كبير بالفساد، مما يشير إلى أن وجودهن في مناصب سياسية هو الذي يمكن من خلاله للمرأة أن يكون لها تأثير على الفساد» ، كما أوضح «سارانجي».

وأشارت الدراسة إلى أنه ربما تكون هناك فرصة لمحاربة الفساد الذي يجبر النساء على شغل مناصب صنع السياسة، غير أن الكتاب حذّروا من أن الدراسة لا تعني أن كل امرأة هي أقل فسادا بطبيعتها؛ بل بسبب اهتمام المرأة بالصحة والرعاية الاجتماعية هو ما يؤدي لوقوع فساد أقل من جانبها.

وتابع «سارانجي»: «لقد أثبتت الأبحاث السابقة أن وجود المرأة بشكل أكبر في الحكومة يرتبط بتحقيق نتائج تعليمية وصحية أفضل»، مضيفا أنه «من المعروف أن الفساد سيئ للنمو الاقتصادي ورفاهية الناس».

وتأتي هذه الدراسة تزامنا مع موجة جديدة من النساء اللاتي يتنافسن على المناصب القيادية في الولايات المتحدة، وهو ما يرجعه كثيرون كرد فعل مبشار على انتخاب «ترامب» في عام 2016.

وفي انتخابات الولايات المتحدة المرتقبة في نوفمبر/تشرين الثاني ، ستنافس 78 امرأة لشغل مناصب في الكونغرس ومناصب حكم الولايات، حسبما كتبت صحيفة «واشنطن بوست» مؤخرا.

وجدير بالذكر أن النساء يشغلن أقل من 25% من مجلس الشيوخ الأمريكي، ولا تشكل النساء إلا 19% من أعضاء مجلس النواب وفقا للدراسة.