معرض لندني يقدم للجمهور أشهر أعمال بانكسي

تشمل لوحات أيقونية لفنان الغرافيتي البريطاني

"مجلة جنى" رغم انتشار أعماله ونسخها في مختلف المواقع واستخدامها في المنتجات التجارية المختلفة، فإن للفنان البريطاني الغامض بانكسي جاذبية خاصة لا تخذله عند متابعيه، فأينما يظهر عمل جديد له تجد الاهتمام يتجه إليه للتحول إلى واحد من أهم الأعمال الفنية التي تنتمي لفن الشارع. ولعل ذلك الاهتمام سيتجه الآن إلى معرض مخصص لأعمال فنان الغرافيتي الشهير الذي انطلق أمس في غاليري «لاز - إنك» الشريك في غاليري «لازاريدس» بلندن وهو العارض الأساسي لأعمال بانكسي منذ البداية.

يقدم المعرض مجموعة من أهم أعمال بانكسي في الفترة ما بين 2002 – 2008، ويضم أعمالاً مستعارة من مجموعات خاصة لتكوين ما أطلق عليه «أشهر أعمال بانكسي» منها لوحات نُفِّذت بطريقة «ستينسل» حيث يستخدم الألوان للرسم على أوراق مفرغة على هيئة رسومات. في المعرض أيضاً لوحات نادرة ومنحوتات ومطبوعات محدودة بعضها لم يُعرض من قبل.

من الأعمال المميزة في المعرض لوحة تحاكي لوحة الفنان الفرنسي الشهير كلود مونيه «زنابق الماء» ليحولها بانكسي بأسلوبه الساخر الحاد إلى تعليق متهكم على النزعة الإستهلاكية و التلوث البيئي الذي يهدد كوكب الأرض. وعلى يد الفنان الساخر أصبحت اللوحة تحمل عنوان «أرني النقود»، وبدلاً من الجسر الشهير في حديقة جيفيرني وماء البحيرة الذي تفترشه زنابق الماء الرائعة، أضاف بانكسي إليها بعض الخردوات التي تعبِّر عن العالم الآن من عربات تسوق حديدية إلى أقماع ملونة من التي توضع في الشارع للتحذير من الحوادث. اللوحة تتحول هنا إلى تعليق حزين ومأساوي على ما أصاب الجمال الطبيعي، وبشكل أكبر على ما آلت إليه البشرية في يومنا هذا.

يضم المعرض أيضاً الرسمة الأيقونية التي نفَّذها بانكسي على الجدار العازل في الضفة الغربية وأطلق عليها عنوان «الحب في الأجواء» (2003)، والتي تمثل فتاة تحتضن قنبلة، كما يضم لوحة أيقونية أخرى تمثل شخصاً ملثماً يرمي باقة من الزهور، والتي بيع منها نحو مليون ونصف المليون طبعة ورقية. كذلك يضم المعرض رسم «الفتاة والبالون» الذي اختاره البريطانيون كأحب عمل فني لهم على الإطلاق وذلك في استفتاء أُجري عام 2017.

ويعلن القائمون على المعرضة أنه المكان الوحيد الذي تمكن فيه رؤية أعمال بانكسي العامة مجتمعة، مذكّرين بأنه رغم الشعبية الهائلة لأعمال الفنان الغامض ورغم الملايين من الطبعات التي بيعت، ورغم أن لوحاته بيعت في المزادات العالمية واقتناها مشاهير فإن المتاحف في بريطانيا لم تقتنِ أياً من أعماله لتكون ضمن مجموعتها الدائمة.

ويعلق ستيف لازاريدس على المعرض بقوله: «بانكسي جعل من نفسه فنان الشعب، فهو ينتمي إلى الناس وشعبيته من صنعهم. مهمتنا أن نعرض أعماله للعامة في وقت تقاعست المتاحف عن ذلك، وأن نمنحهم الفرصة أن يتفاعلوا معها. بانكسي كان دائماً قادراً على تحويل موضوع شائك إلى أبسط عناصره، ليصبح العمل متاحا للكل».

الجدير بالذكر أن ستيف لازاريدس، وهو مصور فوتوغرافي، تعرّف على بانكسي لأول مرة في عام 1997 وعلى مدى 11 عاماً بعد ذلك وحتى 2008 كان لازاريدس هو المصور الرسمي لأعمال بانكسي وصاحب الغاليري الذي يعرض فيه أعماله.

وكانت الطبعات الورقية من أعمال بانكسي تُباع حتى عام 2008 بنحو 50 جنيهاً إسترلينياً، وبعد ذلك ومع ازدياد شهرة وشعبية الفنان وصلت أسعار بعضها إلى 100 ألف جنيه. وسجل أعلى سعر لعمل من تنفيذ بانكسي بعنوان «كيب إت سبوتليس» وهو تنويع على لوحة للفنان البريطاني داميان هيرست، في عام 2008 حين باعتها دار «سوذبيز» بنيويورك مقابل 1.87 مليون دولار.