مصريات يطلقن مبادرة لنشر ثقافة سفر الفتيات «منفردات»

تساعدهن بالمعلومات وتبادل الخبرات وتنظم رحلات نسائية

"مجلة جنى" أطلقت فتيات مصريات مبادرة لنشر ثقافة سفر النساء منفردات، وتشجيع الفتيات على السفر وحدهن، وتعمل الحملة كمجموعة دعم نسوية لمساعدة الفتيات خلال سفرهن للعمل أو الترفيه، من خلال محاضرات التوعية وتبادل الخبرات، كما تنظم المبادرة رحلات ثقافية وترفيهية نسائية.

وتسعى مبادرة «سفر البنات» إلى تشجيع الفتيات على خوض تجربة السفر منفردات، ومساعدتهن للتغلب على العقبات من خلال محاضرات تثقيفية، تتضمن معلومات تتعلق بمفهوم وثقافة السفر، وتأثيره على بناء الشخصية وتطويرها، وبعض المعلومات الأساسية، منها كيفية ترتيب حقيبة السفر، واختيار الاحتياجات من الملابس والأدوات الشخصية، بما يتناسب مع طبيعة الرحلة ومدتها وجغرافية المكان وحالة الطقس، وقراءة الخريطة، وكيفية اختيار وجهة السفر، والتعامل مع الغرباء مع الحفاظ على محيط آمن للفتاة.

ودشنت المبادرة صفحة خاصة على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» لنشر الفكرة بين الفتيات، وإتاحة المعلومات ليستفيد منها الجميع، حيث تتضمن الصفحة معلومات عن المنح الدراسية خارج مصر، ومبادرات السفر التطوعي مع المنظمات الدولية، إضافة إلى مقالات التوعية، ونصائح عن أفضل الأماكن الترفيهية والثقافية في مصر وخارجها، وآليات احتساب ميزانية السفر وخفض التكاليف.

وجاءت فكرة إنشاء مجموعة نسائية مغلقة على موقع «فيسبوك» لتفعيل هدف تبادل الخبرات بين الفتيات، وتحولت المجموعة إلى منتدى لخدمة المسافرات، حيث يتبادلن الخبرات والمعلومات، ويوفرن الدعم لأي فتاة تواجه مشكلة طارئة خلال سفرها، ويمكنهن أيضاً أن يلتقين ويذهبن في رحلات ينظمنها بشكل فردي، كما دشنت الفتيات مجموعة نسائية مغلقة على تطبيق «واتساب» كي يكون التواصل أسرع، خصوصاً في الحالات الطارئة التي تحتاج فيها أي فتاة للمساعدة.

تقول منة شاهين، 30 سنة، مؤسسة مبادرة سفر البنات، لـ«الشرق الأوسط»: «فكرة المبادرة بدأت بتجربة شخصية، فأنا أحب السفر، وكنت أحلم دائماً بالسفر وحدي، لكني لم أستطع تحقيق ذلك لأن عائلتي، كمعظم العائلات المصرية، يرفضون فكرة سفر الفتاة منفردة خوفاً عليها. وذات مرة، قررت أن أقوم برحلة وحدي خارج مصر. وبالطبع، لم تتقبل أسرتي الأمر، لكنهم رضخوا أمام إصراري ورغبتي في خوض التجربة، وبالفعل زرت 7 دول أوروبية، في رحلة استمرت نحو شهر. وعقب عودتي، وضعت بعض صور الرحلة على صفحتي الشخصية بموقع (فيسبوك)، وفوجئت أن كثيراً من الفتيات صديقاتي أعجبن بالفكرة، وكان لديهن كثير من الأسئلة حول سفر الفتاة منفردة، فبدأت في محاولة مساعدتهن من خلال تجربتي، ثم فكرت في إطلاق المبادرة كي أتمكن من مساعدة فتيات أكثر».

وتضيف منة شاهين: «شخصيتي بعد خوض تجربة السفر منفردة اختلفت تماماً، فقد ساعدني ذلك على اكتشاف ذاتي وقوتي، ومكنني من تنمية كثير من القدرات الشخصية، سواء فكرة التخطيط للرحلة وترتيب الأولويات ووضع الخطط، أو كيفية التعامل مع الآخرين الذين ألتقيهم في السفر، سواء من ثقافة مختلفة أو ثقافتي نفسها، وساعدني السفر على تنمية قدرتي على مواجهة المواقف الطارئة، وإيجاد الحلول السريعة لأي مشكلة عاجلة. باختصار، جعلتني التجربة أكثر قوة وصلابة، وشعرت بسعادة كبيرة لم أعشها من قبل، وقد حققت الفكرة انتشاراً واسعاً، حيث نقوم بتنظيم رحلتين شهرياً للفتيات، تضم كل واحدة نحو 40 فتاة، وأقوم في الوقت الراهن بإنشاء موقع إلكتروني للمبادرة حتى نتمكن من استيعاب الإقبال الكبير على الرحلات».

الرحلات الترفيهية والثقافية التي تنظمها المبادرة جذبت كثيراً من الفتيات، لكن الفكرة دائماً ما تصطدم برفض الأهل سفر ابنتهم وحيدة، وهو ما دفع أعضاء المبادرة إلى إشراك الأهل في نقاشات من خلال دعوتهم لحضور الفعاليات والمحاضرات بصحبة بناتهن، وهو ما ساهم في تغيير رؤية كثير من الأسر حول سفر بناتهم منفردات، وكثيراً ما يقوم بعض الفتيات المتطوعات بالمبادرة بالتدخل لدى بعض الأسر بالاتصال الهاتفي أو اللقاء الشخصي لإقناعهم بالسماح لابنتهم بالسفر وحدها.

تقول سارة مجاهد، 27 سنة، لـ«الشرق الأوسط»: «تعرفت على المبادرة من موقع (فيسبوك)، واستطعت إقناع أسرتي بالموافقة على سفري في إحدى الرحلات وحدي، فوافقوا رغم قلقهم، ثم شاركت في كثير من الرحلات بعد أن لاحظ أهلي تغير شخصيتي إلى الأفضل، وقد تعلمت كثيراً من الأمور المهمة، بينها الاعتماد على الذات، والتعامل مع الثقافات المختلفة، واحترام الاختلاف، وكيفية التعامل مع شريكات الغرفة، وتقبل اختلاف الاهتمامات، وقد أفادتني تجارب السفر وحدي في بناء شخصيتي».