عراقيل تعطل زيادة المستفيدات من "دعم الأرامل" في المغرب

"مجلة جنى" تسعى الحكومة المغربية إلى زيادة عدد النساء المستفيدات من الدعم المادي المباشر من خلال برنامج "دعم الأرامل" الذي انطلق سنة 2015، وبلغ عدد المستفيدات منه وفق إحصائيات رسمية 83 ألف أرملة، و150 ألف طفل يتيم.

وأفادت وزيرة التضامن والأسرة والمساواة والتنمية الاجتماعية، بسيمة حقاوي، في جلسة برلمانية للأسئلة الشفوية، بأن الحكومة تسعى إلى توسيع وعاء الأرامل المستفيدات من الدعم، باعتبار أن الشريحة المستهدفة من البرنامج الحكومي تتمثل في الأرامل الحاضنات لأطفال يتامى.
وأوضحت الوزيرة أنه يمكن توسيع المستفيدات من صندوق دعم الأرامل بإضافة النساء اللواتي يكفلن يتامى دون أن يكن أرامل، وأن الغاية الرئيسية هي الاعتناء بالعائلات الفقيرة ودعمها مادياً بغاية مساعدتها على مواكبة ضروريات الحياة.

وفي حين أبدت الحكومة رغبتها في توسيع قاعدة المستفيدات من الدعم، إما لأنهن أرامل أو مطلقات أو كافلات ليتامى، يعشن ظروفاً اجتماعية صعبة، فإن عدة انتقادات طاولت البرنامج، كونه لا يشمل إلا نزرا يسيرا من الأرامل، أو لا تعلم به كثير من النساء، أو لصعوبة شروط الدعم.
ويحدد الدعم المالي للأرامل مبلغ 350 درهماً لكل طفل يتيم شرط أن يكون ملتحقاً بالمدارس، وحتى بلوغه 21 سنة، أو أن يكون من ذوي الاحتياجات الخاصة، وفي هذه الحالة لا يتم اشتراط السن، كما أن السقف الممنوح هو 1050 درهماً بما يعني ثلاثة أطفال فقط في الأسرة الواحدة التي تعيلها الأرملة.

ومن شروط الدعم التي أقرتها الحكومة عند إنشاء الصندوق الخاص بدعم الأرامل، أن الأرملة يتعين إن أرادت الاستفادة من دعم مالي مباشر أن لا تكون مستفيدة من دعم حكومي آخر، وأن لا تمتلك معاشا أو تعويضا عائليا.

وينص المنشور المنظم للصندوق على أنه "إذا استفادت أرملة من الدعم المباشر دون أن تكون أهلًا لذلك، فإنها تكون ملزمة بإرجاعه، سواء كانت قد أدلت بمعلوماتٍ خاطئة، أو طرأ تغير على حياتها جعلها غير مستحقة لتلقي الدعم، كما أنها ستدفع غرامة توازي المبلغ الذِي تلقته".

وقالت أمينة منصوري، وهي أرملة لخمسة أبناء ثلاثة منهم غير متمدرسين، لـ"العربي الجديد"، إن شرط التوفر على ثلاثة أبناء متمدرسين مجحف لكثير من الأرامل اللواتي لا يستفدن بسبب هذا الشرط. "الأرملة التي لديها أكثر من 3 يتامى، أو لديها يتامى لا يتابعون دراستهم بسبب الفقر أو الرسوب المتكرر، لا تستفيد من الدعم المباشر، ما يجعلها تقاسي كثيراً لإعالتهم".

وقالت الأرملة عزيزة يطو لـ"العربي الجديد"، إنها لم تستفد من البرنامج الحكومي لكونها لم تجد من يوجهها إليه للاستفادة من الدعم، مضيفة أنها لا تعتقد أنها ستكون من المستفيدات لأن كثيرات مثلها قدمن طلباتهن إلى الجهات المعنية ولم يحظين بالقبول. كونها تستفيد من دعم برنامج "تيسير" للتلاميذ الذين يتابعون دراستهم، ما يمنع استفادتها من الدعم الخاص بالنساء الأرامل.