رواية الصبا والدبور

"مجلة جنى" رواية الصبا والدبور وتعني الريح القوية والريح الضعيفة 

السنين

لا تُكثر على إنسان تأسفا                 فما كل إمرئ يهتم لك

وما من شخص تحبه يحبك              ولا كل من بادلك الوفا يهواك

وأغضض كره من خانك               وأنت تعلم أنه يوما لم يرعاك

وأترك الأيام تعطيك فلعل               العاطي يغير عهدك

ولا تأمن من أعطيته الاَمان            وتمنحه سرك وظهرك

ولعل الزمان لك يصفا                    ويكف عنك ظلم من ظلمك

ولا تأنس من يخونك فالطبائع          كثيرة فإحذر من غدر من حولك

ولا رفيق ، فالإنسان في هذا الزمان        يغدر ولا يهمه ما يدور في سماك

الخيانة مُرَّة ومن خانك مرَّة                 لا تحسبه لك ملاك

وليس كل من يبتسم لك                   يحبك فالزمان يسير بما لا يرضاك

جلست تحكي والشمس تقرأ غروبها اليومي  ، كان فؤاد شاب من زينة شباب

الحي أخلاق وهيئة ، أما عن علمه ماشغف به مذُّ حداثته وولع بمطالعة الكتب

فكان دودة كتب وكان يحب إصلاح الكهرباء فكان كثيرا ماتراه في أماكنها فلا

يألو جهدا في الأمرٍ ، حمله تفوقه إلى بلاد أوربا ليستقر بمدينة من مدن هولندا

الجميلة ، اَه  مشوار إنتهى بالنار وأسال الدموع ، كان برقع من شف القريب

إلى وجدان والدتي تتحرك مشاعرها كلما رأته ، ثري القلب ، أَلِف اللسان حي

الأمل حيُّ الأمل حُلو الكلام .

تكشفت سريرته بكل مواطن الجمال ، خلاف إخوته ، الأكثر جمالية وأدب لها

أخذ الكثير من الخصال في غير نزق الشباب ، وبينما أمي ترشف فنجان قهوة

وتفصل بين القول والاَخر طُرِق الباب طرقًا كاد يقتلعه من الجدار ، تزغبت

أهدابها ، وإرتفعت نحوى الصوت العنيف وهو ينادي على الطوى ، سارعت

عيوننا بالإتجاه المعاكس :

إفتحوا الباب ؟

توقفت أنفاسنا ، ونما الخوف بل تدهورت حالتنا في غمضة عين ، أما أمي فلقد

تشنَّج جلدها وصرخت ملامحها تعجبا وحيرة ، وقفزت من مكانها وقد لدغتها

الشكوك وتركت لها حركة تُكابِر بها فإسترقت منها المشهد وأسرعت أمامها

وفتحت الباب ، وإذا بي أمام حلقة واسعة من الرجال هم الضراوة الغبراء

مُحيَّا وجسد ، فتسمرت مكاني وصرخت أمي من خلفي وقد ذهلها الموقف :

من أنتم ؟ ، ويْ ماهذا لماذا كلُّ هذا ؟

جلسنا جميعنا حول الكرمة التي فتقت براعم الأوراق وظهرت بها ، فتفجرت

أوراق خضراء ضعيفة تُداعب وتُتْحف الأغصان .

جلس أمامنا سيِّد إستكملت به الملامح وكشفت عن جسد مكتمل عليه علامات

الرفاهية والمكانة الحسنة تصرخ من جسده ، أقوى رجل من بين من تجمهروا

بالدار .

السيد : سيدتي هل عبد الرحمان فؤاد  أخوك ؟

تدرج الألوان على وجه أمي من أصفر إلى أحمر بعد السؤال ، وردت بعدما

قرأ دماغها الكلام : نعم ، هو أخي ؟

السيد : حسنا ثم وهو يخرج ورقة بيضاء مستطيلة الشكل كتب عليها عن طريق

الإعلام الاَلي ، هو الاَن في كندة وعنوانه " شارع مارلين بيولوك فيلا02 " ، من

بين المكتشفين لمنظار الليزر لتحديد المسافات ، كما كان له السبق في بعث

الأجهزة الرقمية لتحويل الأصوات ، بإختصار هو المكتشف لشفير النظام الرقمي

لكشف عمليات التجسس المختلفة .

لتنزيل الرواية كاملة