سعودية تتعلم "الدوجا" لمواجهة المسلحين والمتحرشين

مجلة جنى - "ريم العودة".. شابة سعودية شعرت أنها مستهدفة طوال دراستها بالولايات المتحدة بسبب حجابها، وكانت معرضة للاعتداء في أي لحظة، في وقت كانت الجرائم فيه ضد المسلمين في تزايد، ما أدى إلى شعورها بالخوف، فدعتها حاجتها لحماية نفسها من مخاطر الاعتداءات بالبحث عن تجمعات تهدف للتمكين الذاتي للدفاع عن النفس.

ونشرت "العربية.نت" تقريرا عن "ريم" التي تعلّمت الفنون القتالية الفلبينية أو ما يعرف بفن "الدوجا"، حين سافرت لإكمال دراستها في علوم الحاسب بمدينة تاكوما في ولاية واشنطن لتصبح بعد ذلك مدربة قتالية في أحد النوادي الرياضية بمدينة الظهران شرق السعودية.

الشابة السعودية "ريم" قضت أكثر من عامين في التدريب على أنواع الفنون القتالية الفلبينية في مدينة تاكوما الأمريكية، وأتقنت فنون القتال والتعاطي مع هجوم الأشخاص المسلحين والثملين، ومتعاطي المخدرات، وقتال المعتدين بالممارسات العنصرية.

وانضمت ضمن تجمعات للتدريب على تعزير مهارات الدفاع عن النفس، إلى صف لم يكن اعتيادياً للتدريب، بل صف لتعليم فن الدوجا القتالي، أحد أشكال فنون الدفاع عن النفس التقليدية الذي تمارسه بعض الجماعات الفلبينية العرقية الأصلية، حيث نقلته لهذه المدينة مدربة أمريكية من أصل فلبيني، تقوم هي وزوجها الأمريكي بتدريب مجموعة من الشباب والشابات، في وقت انحسرت فيه ممارسة الفنون القتالية إلا من قلة كانت تعلم البعض ممارسة هذا الفن القتالي العريق doja المعتمد على خمسة أنماط قتالية هي: Eskrima, modern Arnis, pekiti tirsia, Bo staff and hand-to-hand combat.

وتقول ريم لـ"العربية.نت" خلال استعراضها لفن الدوجا القتالي: "هدفي هو تقوية المرأة وجعلها واثقة وقادرة على الدفاع عن نفسها، في حال تعرضها لأي تحرش أو مضايقة خلال سفرها خارج السعودية بمفردها، وتوظيف هذا التدريب عند الضرورة وفي الوقت والمكان المناسبين".

ويتميز الدوجا، كفن قتالي عن غيره بطبيعته السريعة واستراتيجياته على الهجوم والدفاع في نفس الوقت، ووصفها له كنوع من المبارزة القتالية، يتواجه فيها شخصان، وقد تسلحا كل منهما ببعض الأدوات القتالية وعصى ضخمة.

ويتعلق الأمر بكيفية توجيه الضربات للخصم من جهة، وتفادي ضرباته قدر المستطاع من جهة أخرى، وهذا يتطلب تركيزاً عالياً وانضباطاً، إضافة إلى خفة الحركة، وسرعة اتخاذ القرار، للتخلص من قبضة أحدهم بسرعة فائقة، وتوجيه ضربة إلى المهاجم مع ما يقتضيه ذلك من خفة وليونة وقوة تركيز وسرعة بديهة، ولهذه الفنون القتالية طقوس وتقاليد، كما يتطلب أنواعا من الأسلحة التقليدية، كالعصي بمقاسات مختلفة وسكاكين متنوعة، وسبحة معدنية إضافة لاستخدام المرأة حجابها كوسيلة للقتال، وهناك مستويات يجب أن يتقنها الممارس قبل أن يصبح مدربا.

وتحظى فنون القتال وأساليب الدفاع عن النفس بشعبية كبيرة بين الفتيات، كونها تهدف إلى دعم وتقوية المرأة نفسياً وجسدياً، وينخرط في التدريب فتيات يشاركن "ريم" القتال، ويتطلعن إلى تعلم رياضة قتالية تمكنهن من الدفاع عن أنفسهن، في ظل كثرة سفرهن خارج السعودية.

وتتطلع "ريم" للتعاون مع المنظمات الدولية والحكومية، لمنح العديد من النساء اللاجئات اللاتي يعشن في مناطق تعاني من النزاعات، فرصة تدريبات لهن للدفاع عن النفس، لتقودهن للتغيير الاجتماعي، وفرصة للحلم بمستقبل أفضل، أما هي فتحلم بإنشاء مركز متخصص للفنون القتالية، وسط دعوات متفرقة تطلقها محبات الفنون القتالية في مدن مختلفة من مناطق السعودية، وتتلقاها "ريم" بالترحيب لتقديم هذا الفن القتالي لهن.