الملتقى العربي للتراث الشعبي في تونس يحتفي باللباس التقليدي

"مجلة جنى" على مدى ثلاثة أيام متتالية، عاشت منطقة قفصة التونسية جنوب غربي البلاد على وقع الدورة الثانية للملتقى العربي للتراث الشعبي الذي نظمته الجمعية التونسية للثقافة الشعبية (جمعية مستقلة) واختار هذه المرة الابتعاد قليلا عن الشعر الشعبي والتركيز على أحد روافد التراث الشعبي. وجاءت الدورة تحت شعار «اللباس التقليدي ودوره في ترسيخ الهوية». وعرف هذا الملتقى مشاركة 18 مختصا في التراث وشعراء شعبيين من عدة دول عربية إلى جانب حرفيين وأكاديميين مهتمين بالثقافة الشعبية من تونس والسعودية والعراق ولبنان والإمارات العربية وفلسطين، علاوة على بلدان المغرب العربي ومصر.
وشهد الملتقى الذي انتظم من 30 أغسطس (آب) الماضي إلى الأول من سبتمبر (أيلول) الحالي، مشاركة علي عبد الله خليفة رئيس المنظمة الدولية للفن الشعبي، وشعراء عرب بينهم شذى حمود من العراق، وصالح زهران من السعودية، وجرجس سعادة من لبنان.
وبرمجت الجمعية التونسية للثقافة الشعبية عدداً من المعارض والمؤتمرات الفكرية والعكاظيات الشعرية التي تتغنّى وتبحث في خصوصيات ومميزات اللباس التقليدي التونسي والعربي. وتابع الحاضرون وصلات غنائية من التراث التونسي ونحو ست ورشات للباس التقليدي بمشاركة مصمّمين وحرفيين في المجال على المستوى المحلي. كما برمج الملتقى ورشة للصدّارين وهم الذين يزينون اللباس التقليدي من ناحية الصدر، وورشة الشواشين وهي مختصة في صناعة الشاشية التونسية، وورشة وسائل الزينة والإكسسوارات وهي تمثل أحد المكملات الهامة لتثمين اللباس التقليدي، إضافة إلى ورشة الفنون التشكيلية المستوحاة من اللباس التقليدي، وورشة الخط العربي للحكم والأمثال، وورشة الشعراء الشعبيين الشبان.
وفي هذا الشأن، قال أحمد العباسي رئيس الجمعية التونسية للثقافة الشعبية إن الهدف من وراء إقامة هذه التظاهرة هو الحفاظ على التراث المادي من الاندثار مع فقدان كبار السن الذين غالبا ما يحفظون الأشعار والأمثال والحكم ويروون السير الذاتية والملاحم وغيرها من ضروب التراث الشعبي. وأشار إلى أن الملتقى نجح على مدى ثلاثة أيام في تنظيم قراءات وأمسيات شعرية مع معزوفات موسيقية صاحبها الناي والعود الشرقي ومجموعة من الأهازيج البدوية التي رافقتها آلة القصبة (المزمار التقليدي).
وعن مستقبل هذا الملتقى وطموحاته، قال العباسي إنها تتلخص حالياً في تأسيس مرصد تونسي للأدب الشعبي والعمل على تأسيس كرسي جامعي للأدب الشعبي وخلية بحوث ودراسات حول التراث الشعبي.