ضحكته على كتفها

ابن البادية مرتان، ابن قلبها لثانيتين

في التفاتته الأخيرة نسي ضحكته

على كتفها

ومع ذلك تسامى البحر

أن يعيده مفطوماً إلى غربته

البحر الذي حذروه منه كثيراً

كان أرفق به منه

لكنه لم يحترم يوماً

الوشاحات الصفراء

فكان كدعاء سفر

لم تقله يوماً

ما عدا في

اختبار لمادة الفقه.

أمضى عمره في المباهاة 

بغيمته المتسللة من

النافذة في صمت أنيق،

بالضباب، بالمطر

بينما هي تباهيه

بما ليس لديه منها.

التساؤل ما تطرحه على نفسك سراً 

 لكن أين أنت؟

هو السؤال

خذ ما تشاء من الغياب

فليس لديك منها

عد مطروحاً من عددك

مقسوماً على نفسك مرات

حتى تبدو بطول مبضع جراح

حينها ستعلم أن الجراح هي مأواك الحقيقي

ولا مناص لك من هاويتك

الهاوية أحياناً أفضل من النظر إلى الخلف

وفي كل شجاعة تغنيك عن ذاتك

ترسم لك نهايات بداياتك

تعيد ترابك مبللاً بها

مع كل ترويدة حلم

لأنها تنظر إلى صورتك

بزاوية حادة

وتنتعل وعودك وقلبك

"ليلة القبض على فاطمة"

لم تعد ذات شفاعة لديها،

ليلة القبض عليها فيك

هذه الليلة الأكثر انتظاراً.

"ليلة القبض على فاطمة"  اسم لقطعة موسيقية.

صالحة هادي: أديبة من السعودية.
المصدر: قاب قوسين.