لماذا تتألم النساء؟

"مجلة جنى" لماذا تتألم النساء؟ ما الذي يجعلهن عرضة للآلام المزمنة والأوجاع التي كأنها لا تزول؟ حاول البروفسور الأميركي واين جوناس، وهو أستاذ أكاديمي في "جامعة جورج تاون" ومؤلف كتاب "كيف يعمل الشفاء؟" How Healing Works، إعطاء إجابة شافية على ذلك في مقال نشره في موقع الكتروني مختص بالطب النفسي. 

واستهل جوناس مقاربته بالإشارة إلى مرض اسمه "الألم المزمن"، يشكو المصاب فيه من آلام يومية، وهو أكثر انتشاراً بين النساء. وأشار إلى انهن يصبن بأمراض مؤلمة في أجهزتهن التناسلية والهضمية، وكذا الحال بالنسبة لمفاصل الهيكل العظمي بما فيها عظام الفك. وأوضح أن النساء هن أكثر انتباهاً للآلام المتأتية من الأمراض الجسدية، بمعنى أنهن يلاحظن وجود الخلل في الصحة بدقة أكثر مما يفعل الرجال.

وفي تفسيره للآلام عند النساء، لفت إلى أنها تتصل أولاً بتركيبة الجهاز العصبي لديهن الذي يعطيهن القدرة على ملاحظة الألم مبكراً. ومن الناحية الطبية، ينظر إلى الألم كعارض له جانب "إيجابي"، بمعنى أنه ينبه إلى حدوث ضرر أو مكروه أو خروج عن الطبيعي في الجسد.

التركيبة الجينية والهرمونات النسوية

وكذلك أعطى البروفسور جوناس وزناً لعناصر تشمل التركيبة الجينية، والهرمونات النسوية، والمسار النسوي الخاص في مراحل البلوغ، وظهور العادة الشهرية، وتجارب الحمل والولادة، إضافة إلى التغييرات في عمر ما بعد انقطاع العادة الشهرية وغيرها.

وفي منحى اجتماعي - نفسي، أفرد جوناس مساحة واسعة لنقاش التأثيرات الاجتماعية والعاطفية، خصوصاً العلاقة مع الجنس الآخر وضغوط الحياة المتنوعة، والتعرض للأذى نفسياً وجسدياً، ومكابدة التنمّر والتمييز الاجتماعي في مراحل مختلفة من العمر وغيرها.

يشار إلى أن البروفسور جوناس عمل في الفيالق الطبيّة للجيش الاميركي، وأدار "مكتب الطب البديل" في "معاهد الصحة الأميركية" بين عامي 1995 و1999. وترأس "مركز التعاون مع الطب البديل" في "منظمة الصحة العالمية".