2 من كل 5 سيدات منتحرات بالعالم.. هنديات

"مجلة جنى" كشفت دراسة أجرتها مؤسسة "لانسيت"، ونشرتها هذا الأسبوع، أن نحو اثنتين من كل خمس نساء ينتحرن حول العالم هن هنديات، وهو ما يشكل أزمة صحية عامة في الهند.

وتراجعت نسبة النساء اللواتي انتحرن منذ عام 1990 في الهند، لكن أقل من الوتيرة التي انخفضت فيها نسبة انتحار النساء في العالم، إذ يمثلن نسبة 36.6% من نسبة النساء المنتحرات في العالم، حسب تقرير نقلته "غارديان" عن المجلة الطبية البريطانية.

وأتى في التقرير أن الاحتمال الأكبر أن تكون النساء المنتحرات في الهند متزوجات، أو يعشن في مناطق متطورة نسبيا لكن من الفئات المهمشة في المجتمع، ودون سن الـ35.

وقالت المديرة التنفيذية لمؤسسة السكان في الهند والصحة العامة، "بونام موتريغا" إن "النتائج تظهر أن النساء في الهند يواجهن مشاكل خطيرة".

ولامت "بونام موتريغا"، ومختصون آخرون ظاهرة "الزواج المبكر"، إذ أن واحدة من كل خمس نساء هنديات تتزوج قبل بلوغها سن الـ15 عاما، وهذا جزء من المنظومة الأبوية الراسخة في المجتمعات الهندية، كما يرافقها العنف ضدهن.

وقال الباحثون في الدراسة إن معدل الانتحار بين النساء الهنديات أعلى بثلاث مرات من المتوقع بالنسبة لدولة لها مؤشرات جغرافية ومؤشرات اجتماعية اقتصادية مماثلة للهند.

وقالت "بونام": "إن معاييرنا الاجتماعية رجعية جدا"، وأضافت أنه "في  القرية، تدعى البنت ابنة أبيها، ثم تكون زوجة زوجها، وعندما تلد ابنا، فهي أم ابنها"، ما يدل على أنها دائما مرتبطة بالرجل ولا تملك الاستقلالية أو القرار الكامل على نفسها.

وقالت إن الأبحاث التي أجرتها المنظمة التابعة لها، أظهرت أن 62% من النساء اللواتي شملهن الاستطلاع يعتقدن أنه يجوز لأزواجهن ضربهن.

ويعتقد الباحثون أن العلاقة بين الانتحار والزواج ترجع إلى أعباء الأمومة المبكرة، والمكانة الاجتماعية المنخفضة التي تعيش فيها النساء في بعض الأسر، والتعرض للعنف المنزلي، وعدم الاستقلال المادي.

وقال الباحثون من مجموعات أبحاث في الصحة العامة الهندية "إن عدد حالات الانتحار الكبيرة والتي لا تتلاءم مع عدد السكان تعتبر أزمة صحية عامة".

وأشار التقرير إلى أن نحو واحد من كل أربعة رجال في العالم يموتون بسبب الانتحار هم من الهند، وهي ذات النسبة تقريبا منذ عام 1990.

ويعتبر الانتحار السبب الرئيسي للوفاة بين جيل الشباب في الهند، ونسبته أخطر عند النساء.

الجدير بالذكر أن الهند جرمت محاولة الانتحار مؤخرا، لذلك هنالك احتمال أن تكون نسبة الانتحار الحقيقية أعلى بسبب خوف العائلات والأطباء من الوصم الاجتماعي أو من تدخل الشرطة، وفقا لما ذكرته الدراسة.