الأردنية غفران بكاروة : ايمانها بالتمريض دفعها للريادة والمثابرة

عمان، نضال العضايلة "مجلة جنى " اقتحمت مجال ريادة الأعمال بقوة خلال الأعوام الأخيرة، بمجموعة من الأفكار المُبتكرة والخلّاقة والمبدعة، مما فتح أمامها أفاقًا واسعة حول عالمها الخاص، تؤمن بأن توحيد النساء لجهودهن حول العالم من أجل قضية واحدة لهو مصدر إلهام، لإسهامهن في وقتهن وجهودهن ومواردهن من أجل وضع اقدامهن على الطريق الصحيح.

بكاروة كغيرها من رائدات الأعمال تعتبر تمكين المرأة حول العالم والاستثمار في مستقبلها من شأنهما تحريك عجلة الاقتصاد والمساهمة في استتباب الأمن على المستويين المحلي والعالمي، فمهاراتها ادخلتها القرن الحادي والعشرين، وهي ترنوا إلى التعاون والتواصل والمشاركة باعتبارها أكثر ارتباطاً بالمرأة، لذا فهي تسعى إلى تاطير الإيجابيات الراسخة التي تساهم بها رائدات الأعمال في المجتمع، كما تسعى إلى تحفيز الأجيال القادمة من رائدات الأعمال ودعمهن، لتثبيت خطواتهن، وتعميق مفاهيم العمل والريادة لديهن.

تشكل مهنة التمريض في حياة بكاروة شبكة فريدة جامعة وطائلة، وجزء لا يتجزأ من منظومة تطوير مجتمعي خلاق، من خلال الجهود والمبادرات التي تسعى لاطلاقها على كافة المستويات.

ولان غفران بكاروة جزءاً من هذه الحركة، فهي تعمل جنباً إلا جنب مع نظيراتها في المنطقة، وتساهم  بخبرتها وحذقها ودعمها من أجل توفير الفرص للناشئات في أرجاء الوطن، لذلك تتطلع لأن تترجم جهودها إلى قصص نجاح من خلال الدعم الكامل وخلق فرص العمل وتطوير مهنة التمريض، لهذا فهي تركز على ثنائية التمكين والدعم القائم على برنامج أساسي قوي.

تعلمت بكاروة التمريض في كلية الاميرة منى العسكرية وكانت تؤمن بأهمية وضرورة وضع برامج لتعليم التمريض وبرامج لتدريس آداب المهنة وأن تكون هذه البرامج في أيدي نساء مدربات وعلى أخلاق عالية يتحلين بالصفات الحميدة.

اهتمت غفران بالنظافة وقواعد التطهير، وبتمريض الصحة العامة في المجتمع وتعتبر  قواعد التمريض الحديث وأسس تعليم التمريض ومستويات الخدمات التمريضية من اهم اولوياتها.

كانت بكاروة تصحو من نومها في الفجر وتؤدي كل الاعمال الصغيرة وتشارك زميلاتها وجباتهن الجافة وتستمع الي المحاضرات التي كانت تلقي عليهن في فن التمريض، فكانت حياتها قاسية غير التي تعودت عليها في كنف والديها ، ولكنها كانت تجربة عظيمة ومحببة إليها.

وكممرضة ابتعدت بكاروة عن الأقاويل والإشاعات ولم تكن تتحدث عن مرضاها أو أسرارهم وكانت على الدوام أمينة على مرضاها لا تتأخر على المرضى عند تنفيذ طلباتهم حيث أنهم يضعون حياتهم بين أيديها، كما انها دقيقة الملاحظة رقيقة المعاملة حساسة لشعور الغير.

رحلة الالف ميل تبدا بخطوة مقولة تعبر عن طريق طويل سلكته غفران بكاروة في نضالها لاجل نيل حقوقها في التعليم والعمل، فبرعت في عالم التمريض سواء كان في مؤسسة الخدمات الطبية او في اي مكان آخر.

لم تكن طريقها مفروشة بالورود، بل واجهت الكثير من الصعاب التي تحتاج من الإنسان إلى الكثير نن الإرادة والتصميم والمثابرة لتحقق نجاحات متتالية ولتصبح نموذج ملهم للكثير من الشابات في وطننا الغالي.

غفران بكاروة سيدة من هذا العصر تصدق فيها مقولة الاديب الكبير قاسم امين :

ان ما اقامه التمدن الحديث من البناء الشامخ ونا وضعه من الاصول الثابته، انما شيد على حجر اساسي واحد هو المرأة.