الاحتفال بتوزيع جائزة فلسطين الدولية للتميز والإبداع

تكريم برلمانية إيرلندية وصحافية إسبانية

"مجلة جنى" في دورتها الثامنة، اختارت لجنة جائزة فلسطين الدولية للتميز والإبداع،  في رام الله، تكريم كل من فرنسيس بلاك، عضوة مجلس الشيوخ الإيرلندي، والصحافية الإسبانية لولا بانن كاستيلون، تقديراً لجهودهما تجاه القضية الفلسطينية.

وتقدمت بلاك، التي عبرت عن تقديرها وسعادتها بالجائزة في كلمة مسجلة، بمشروع قانون خاص يقضي بحظر استيراد وبيع منتجات المستوطنات المقامة على الأراضي الفلسطينية المحتلة في العام 1967، والذي صوت عليه مجلس الشيوخ الإيرلندي في تموز من العام الحالي، لتقود حملة تهدف إلى معاقبة كل من يشارك أو يساعد على استغلال المورد الطبيعية للأراضي الفلسطينية المحتلة ومياهها الإقليمية.

من جهتها، ارتبطت مسيرة كاستيلون الشخصية والمهنية بالدفاع عن حقوق الإنسان، وبشكل خاص في فلسطين، حيث أسست في تموز من العام الماضي "حلقة فلسطين" في مجل مواطني ومواطنات المتوسط، ومقرها الدائم في القدس عاصمة فلسطين، هي التي تسلمت التكريم، لتتحدث عن تجربتها في الدفاع عن القضية الفلسطينية العادلة، وعن الكتاب الذي أصدرته بعنوان "فلسطينيون".

وفاز مستشفى الأوغستا فكتوريا (المطلع) في القدس بجائزة المؤسسة المجتمعية المتميزة، في حين حل ثانياً في هذه الفئة جمعية أرض الإنسان الفلسطينية الخيرية من غزة، وثالثاً كل من: جمعية برج اللقلق المجتمعي في البلدة القديمة بالقدس، ومؤسسة دار الطفل العربي المقدسية.

وعن فئة المشروع المتميز والريادي، فازت شركة "نقب" الفلسطينية للمعدات الزراعية، ومقرها في الأغوار الشمالية، وتصنع الآلات الزراعية وتقدم حلولاً لمشاكل المحاصيل تعتمد فيها على التكنولوجيا، فيما حل ثانياً مشروع "القفاز المثبت" (Enable Talk) للشابة ايمان ابو حميدة من قطاع غزة، وهو مشروع يهدف لتسهيل مهمة التواصل لذوي الإعاقة من الصم والبكم بالاعتماد على "النظر في أعينهم دون الحاجة لمترجم للغة الإشارة".

وفازت شركة سديل ميديا من قطاع غزة بجائزة "الشركة الخاصة المتميزة"، فيما فاز لؤي شعبان أحمد بجائزة التميز والإبداع عن فئة "الأشخاص ذوي الإعاقة المتميزين"، هو الذي لم تحُل إصابته برصاص الاحتلال حين كان في سن السادسة عشرة، من إتمامه مشوار حياته على كرسي متحرك، ونجاحه في مجال ريادة الأعمال، حيث أسس عديد الشركات في قطاع غزة، بل وتوسع إلى خارج الوطن كما في السويد، على سبيل المثال، وحلت ثانية نيفين طينة، التي لم تتوقف أمام إعاقتها البصرية وحققت إنجازات محلية وعربية على صعيد الشعر والترجمة، علاوة على تفوقها في مجال التدريس الجامعي، وهي التي تستعد خلال فترة وجيزة لمناقشة رسالة الدكتوراه.

وانتظم الحفل، تحت رعاية الرئيس محمود عباس، وبحضور رئيس الوزراء د. رامي الحمد الله ممثلاً عنه، ورئيس جائزة فلسطين الدولية للتميز والابداع صبيح المصري، وعدنان سمارة رئيس مجلس إدارة المجلس الأعلى للإبداع والتميز، وأمين عام الجائزة والرئيس التنفيذي لمجموعة الاتصالات عمار العكر، وأعضاء مجلس أمناء الجائزة، وبمشاركة عدد من المسؤولين والشخصيات الاعتبارية ووسائل الإعلام المحلية والعالمية.

الدعوة لإنشاء "مدونة فلسطين للإبداع والتميز"

وقال الحمد الله في كلمته، بعد أن عبر عن فخره بتمثيله الرئيس محمود عباس، ناقلاً تحياته وتهنئته للفائزين بالجائزة، (...) وإذ نجتمع في رحاب هذه الجائزة الملهمة، فإننا نؤكد أن التعليم والتميز والإبداع، مرآة المستقبل وطريقنا الوحيد إليه، وردنا على جرائم الاحتلال وتحريضه، وعلى المجتمع الدولي ألا يستمر في صمته إزاء هذه الجرائم، وأن يتخذ إجراءات جادة، وعلى أعلى المستويات، للجم العدوان الإسرائيلي السافر، وملاحقة ومحاسبة قتلة أبناء شعبنا وتوفير الحماية الدولية الفاعلة لشعبنا ومؤسساته خاصة الصحية والتعليمية.

وتابع رئيس الوزراء، "إننا نراهن على التلاحم الشعبي، وعلى تفاعل مؤسسات القطاع الخاص والمجتمع المدني للمزيد من الانخراط في المسؤولية المجتمعية والتصدي للاحتياجات المتنامية لشعبنا، فكأي مرحلة من مراحل كفاحه الطويلة، فإن شعبنا يعول على قدراته الذاتية، وعلى سواعد وعقول بناته وأبنائه، وعلى تميزهم وابتكاراتهم ومشاريعهم الريادية، لتجاوز التحديات والممارسات الاحتلالية، وفي هذا السياق، تعتبر "جائزة فلسطين للتميز والإبداع"، وغيرها من الجوائز والمبادرات الهادفة، منابر أساسية لبناء وتنمية الإبداع وتحفيز التميز والجودة لدى المؤسسات وكوادرها الإدارية، وتعميق مساهمتها في تعزيز الصمود الوطني، الذي يرتكز بمجمله، على خدمات نوعية امنة ومستدامة تقدم للمواطنين في كل مكان وتحت كل الظروف".

واستطرد، "هذه فرصة واعدة وسانحة لنا جميعا، في هذا المنبر المهم الذي يجمع مكونات العمل الوطني في المؤسسات الخاصة والأهلية والحكومية، لنؤكد على المسؤولية التي تقع على عاتقنا لإظهار ورعاية المزيد من المبدعين من أبناء شعبنا، من خلال دعم قطاعات جديدة، كالرياضات، خاصة الفردية، فمجتمعنا مجتمع فتي بامتياز يشكل فيه الأطفال دون سن الثامنة عشرة ما نسبته 45.8% من السكان، ولهذا وجب علينا الاهتمام أيضا بتبني واحتضان المميزين والموهوبين من أطفال وشباب فلسطين، والعمل على تعزيز التميز بينهم وتحفيزهم على التحدي، ويسرني أن أعلن هنا عن البدء بإجراءات تحديد يوم فلسطيني للإبداع والتميز نوحد فيه العمل وننسق الجهود لتوسيع دائرة الإبداع والابتكار والتميز ودعمها وتوثيقها والنهوض بها".

وأضاف، باسم فخامة الرئيس محمود عباس أتقدم بالتهنئة إلى الفائزين بجائزة فلسطين الدولية للتميز والإبداع، والذين معهم نسطر صورا جديدة وملهمة للتميز الفلسطيني، ونؤكد لكم على أننا ماضون في ترسيخ منظومة عمل حكومية تقوم على الجودة والتميز، وتعتمد المشاريع الريادية والابتكارية، بكم جميعا، نظهر للعالم أن شعب فلسطين لن ينكسر أو يخضع للتهديدات، بل سيبقى متجذرا في أرضه مبدعا منتجا قادرا على تحدي الصعاب وصون هويته وإعمال حقه في التطور والنمو".

واختتم الحمد الله كلمته، أحيي القائمين على "جائزة فلسطين الدولية للتميز والإبداع"، وعلى رأسها صبيح المصري وأشكر من خلالكم، مؤسسات القطاع الخاص على المسؤولية الوطنية والمجتمعية التي يضطلعون بها، وعلى دورهم في تنشيط الاقتصاد وتعزيز استقلاليته ونموه، وأشدد هنا على أهمية مراكمة وتعزيز الشراكة الوطنية لمجابهة التحديات وتعزيز المنعة والصمود، والالتفاف حول المواقف الصلبة التي يبديها فخامة الأخ الرئيس في تمسكه بالثوابت الوطنية ورفضه الرضوخ لأي إملاءات مهما كان مصدرها، فنحن لن نقبل إلا حقوقنا الوطنية كاملة، غير منقوصة، وبدولة مستقلة ذات سيادة على أرضها ومواردها، على حدود العام 1967، والقدس عاصمتها الأبدية.

وكان الحمد الله، الذي أشاد بالقائمين على الجائزة، ودور مؤسسها الاقتصادي صبيح المصري، وتحدث عن جرائم الاحتلال المتواصلة بحق الشعب الفلسطيني، دعا إلى إنشاء "مدونة فلسطين للإبداع والتميز"، لتوثق المخرجات الإبداعية وكل الاختراعات والابتكارات وأعمال التميز في كافة المجالات والقطاعات، وبين كل الفئات، وفي كافة أرجاء الوطن، لتكون مرجعية تظهر إن الريادة والتميز وسيلتنا لتجاوز الصعاب والقيود، بل وثقافة متأصلة ومستدامة في مجتمعنا".

الوجه الحقيقي لفلسطين

من جهته، قال صبيح المصري، رئيس جائزة فلسطين الدولية للتميز والإبداع، إن فلسطين زاخرة بالمواهب التي تستحق أن تحصل على فرص حقيقية لإظهار تميزها وإبداعها في جميع المجالات ومن هنا انطلقت فكرة الجائزة منذ عدة سنوات وهي تسليط الضوء على هذه المواهب لترسيخ مفهوم الإبداع والتميز في وطننا الحبيب، مشيراً إلى أن مجلسَ أمناءِ الجائزةِ يسعى لتحقيق رؤية الجائزة وهي أن تكون الجائزة الفلسطينية العالمية الأولى التي تكرم الإبداع الفلسطيني بمختلف المجالات، وتكريم الأشخاص والمؤسسات والدول الداعمة لصمود أبناء شعبنا الفلسطيني والمؤثرة بمجتمعاتها بهدف تعزيز وجودنا كدولة وإِظهار الوجه الفلسطينيِّ الحقيقيّ المحبِّ للحياةِ وللسلامِ وللحريةِ في كلِّ المحافلِ الدوليةِ والشعبيةِ والرسميةِ.

ودعا عدنان سمارة رئيس مجلس إدارة المجلس الأعلى للإبداع والتميز، القطاع الخاص ليتحمل العبء مع الحكومة وخاصة في هذه الظروف التي تمر بها قضيتنا، موجهاً الشكر إلى مجلس أمناء الجائزة على جهودهم في تنفيذ جائزة فلسطين الدولية للتميز والإبداع، ومستعرضاً إنجازات المجلس الأعلى للإبداع والتميز، خاصة في رعاية واحتضان المبدعات والمبدعين الفلسطينيين.

من جانبه، أكد عمار العكر، أمين سر الجائزة والرئيس التنفيذي لمجموعة الاتصالات على أهمية الجائزة في تحريك الحافز لدى الأفراد والمؤسسات وإظهار تجاربهم الإبداعية، وتمسكها في تحفيز المتميزين على مواصلة العطاء والسير في درب التميز والإبداع.

وختم، تواصل جائزة فلسطين الدولية للتميز والإبداع تكريمها للرياديين والمبادرين، سواء من أبناء شعبنا أو من أصدقائنا في العالم الذين خدموا قضيتنا الفلسطينية، والذين من شأنهم أن يجذروا ثقافة التميز والفكر الريادي في أوساط مجتمعنا الفلسطيني الفتيَ لبناء مستقبل فلسطيني أجمل.