هدية لوالدهما تلهمهما حرفة تقهر الفقر في غزة

"مجلة جنى" تبدأ قصة إبداعهما يوم أن قرر الأخوان هبة ونضال النخالة تقديم هدية لوالدهما في عيد ميلاده، كانت عبارة عن إطار خشبي مميز يحوي صورة الوالد الذي يعمل نجاراً في إحدى الورش في قطاع غزة، ولأن الأبناء قد يرثون عن آبائهم مواهب وإبداعات،.

وهذا ما حصل مع الشقيقين نضال وهبة النخالة والذي تفاجأ والدهما في الهدية التي قدمتها هبة ونضال له في يوم ميلاده؛ ليقرر على إثر ذلك منحهما مشروعاً خاصاً بهما في صناعة الأنتيكا، وبذلك يكونان أول أخوين يعملان في مجال الأنتيكا في قطاع غزة.

فوق سطح منزلهما يعمل الأخوان دون كلل أو ملل في كوخ صغير يشبه إلى حد ما بساطة مشروعهما وعظم طموحاتهما تجاهه، ففي الوقت الذي يدرس كل منهما في تخصصه الجامعي، هما مبدعان إلى جانب ذلك في مجال الأنتيكا الذي فتح الطريق لهما ليصبحا رائدين في هذا المجال من خلال منتوجاتهما التي يعرضانها على حساباتهما على «الفيس بوك» و«إنستغرام».

والتي تنوعت ما بين المرايا والبراويز، المزهريات، الشموع، الكراسي وأدوات المطبخ والعديد من المنتوجات العملية والجمالية، والتي تكون في بداية مهدها أفكاراً تراوح مخيلتهما المبدعة فيطبقانها نموذجاً على الورق قبل أن يبدآ الاثنان معاً بتطبيقها فعلاً وصناعتها من خلال أخشاب الأشجار كالصنوبر والزيتون والتين وغيرها من الأشجار.

قصة نجاح

هبة النخالة (23) عاماً خريجة الخدمة الاجتماعية، تُرجع نجاحها إلى أبيها في المقام الأول، حيث كان أول الداعمين لها مادياً ومعنوياً، علاوة على تشجيع مَن حولها مِن العائلة والأصدقاء.

وترى في مجال الأنتيكا مجالاً مميزاً، معبرة عن ذلك بقولها: (عالم الأنتيكا عالم فريد ومنتوجاته هي منتوجات فريدة أيضاً، لم أكن أتخيل قبل ذلك أن بإمكاني إتقان صناعة هذه المشغولات اليدوية.

لكن دعم أبي لي وحبي لهذا المجال دفعاني للولوج فيه، والتعرّف إلى حيثياته، هذه المشغولات تعكس الناحية الجمالية لمن يعمل بها ولمن يقتنيها في آن، ونحن نقدم هذه المشغولات اليدوية ونطرحها بأسعار معقولة للناس تناسب الظروف الاقتصادية التي يمر بها الناس في قطاع غزة).

نضال وهبة يسعيان معاً للتطوير من مشروعهما وتوسيع آفاقه، فنضال ذو (20) عاماً والذي يدرس الإلكترونيات يرى في هذا المشروع فرصة للتطوير مبنية على تخصصه في الإلكترونيات، حيث من الممكن إضافة بعض اللمسات التكنولوجية الحديثة على هذه المشغولات لتصبح أكثر جمالاً وجاذبية، ويوضح ذلك بقوله:

(بالتأكيد هذا المشروع سيكون بداية جميلة لما هو قادم، فثناء الناس علينا وإعجابهم بمشغولاتنا دفعنا للتميّز أكثر والعمل بجد دون ملل، فهناك أفكار لصناعة أشياء جميلة تراوح مخيلتنا ما زلنا نسعى للعمل عليها وإعدادها بأفضل صورة ممكنة، فنحن لا نسعى فقط لأن يدوّن اسمنا كأخوين في عالم الأنتيكا، بل نسعى أيضاً لأن يكون لنا بصمة في أذهان الناس من خلال كل عمل إبداعي نطرحه، ويلاقي الإعجاب من الناس).

مواجهة الفقر

هذه النماذج ووسط حالة الفقر والبطالة التي يحياها الشباب في قطاع غزة، والتي تعدت 50 بالمئة، إنما هي نماذج شبابية مبدعة تحمل في ثناياها مفاهيم الصبر والإرادة والسعي نحو التميّز وافتتاح مشاريع إبداعية خاصة، يحققون على إثرها عائداً مادياً هذا من جهة، ومن جهة أخرى صقل مواهب هؤلاء الشباب وجعلها حاضرة في وجدانهم وفي أعين الناس.

يطمح الأخوان لتطوير عملهما خارج نطاق فلسطين، وأن تتسنى لهما الفرصة للمشاركة في معارض إقليمية ودولية إبداعية يمثلا من خلالها بلدهما فلسطين كي تصل أعمالهما لكل محبي هذه المشغولات، والساعين لاقتنائها داخل وخارج فلسطين.