امرأة هاربة

ماذا تقرأ 
أيها البحر 
وأنت تحرق 
كتابي الأسيان 
بالدمع 
والحب 
وذاكرة عجوز 
نضرة كالضوء؟ 
دعني أطل عليك 
أيتها النهايات 
المجنونة بالصمت 
وحكمة امرأة هاربة 
فتلك أنا غائرة 
كحديقة لم يزرها 
العشق 
موحشة أيضاً 
ومكسورة. 
أحتاج أن أراك 
لأتدحرج مثل 
كرة صوف 
يلاحقها قط شقي 
مثل يد تنزلق 
إلى ممرات رطبة وشهية 
مثل جنائن سها 
عنها المطر 
ثم اقترفت حماقته 
مثل شتاء أحببتك 
بيد إله صامت 
عرّيتني 
لأكون زهر الهاوية 
وسؤال العدم 
لم يبق لكلينا 
سوى الصمت 
يساقط حمماً 
في عراء القلب. 
فقيرة كما ترى 
لا أطعمك سوى 
كلمات 
أو نظرة فراشة 
تفتح بها المدى 
قبل أن تغيب 
دعني أراك 
قبل الندى 
وبعد الندم 
هذا التراب 
شبهة لقاء 
يبقينا جميلين 
كعاصفة 
وككأس تخطر 
ببال الشعراء 
تفرغها لذعة سخرية 
وتملأها ثرثرة 
طاولات لا تذكر 
عبور نساء 
مشنوقات بصوت الأنهار. 
يلمع الصوت 
هكذا 
بلا إذن يعلو 
صخب "آلجي" 
حين يتململ بحرها 
فتصد نوافذها 
باكراً 
تسدل ستائرها قبل 
أن تطبق شفة على شفة 
تتركنا باكراً 
دائما تتركنا 
ماضية نحو الخوف 
لا حبر لها 
في القاع 
إلا يتم ومقبرة.

نصيرة محمدي: شاعرة من الجزائر
المصدر: العربي الجديد