تعرفي على الخرافات الأكثر شعبية في تربية الأطفال

"مجلة جنى" كثيرا ما تتناقل الأمهات الجدد ما يسمعنه من أمهاتهن أو أمهات الأجيال السابقة بين العائلة والأصدقاء، حول ما يجب أن يفعلنه أو يتجنبنه مع أطفالهن في شهورهم الأولى، وعلى مدار سنوات التربية كلها؛ ما يؤدي لتبادل معلومات مغلوطة دون القدرة على التأكد من صحتها.

ومن أبرز الخرافات التي يتم إشاعتها بين الأمهات على أنها تمتلك فعالية حقيقية في تربية الأطفال ورعايتهم:

بكاء الرضيع يقوي رئته: ترك الرضيع يبكي يُعلمه منذ ميلاده أنه لن يتم سماعه أو فهمه، ولا يمكنه الاعتماد على أمه وأبيه؛ لأنه يمثل خذلانا له في أيامه وشهوره وسنواته الأولى!

ترك الرضيع يبكي يقلل من ذكائه في طفولته المبكرة، ويزيد من تمرده ونقمه في مراهقته، ويُفقده القدرة على التحكُّم في انفعالاته خلال فترة شبابه.

ما دام شبعانا ونظيفا.. دعيه يبكي: قد لا يستطيع الرضيع التعبير عن نفسه بكلمات أو إشارات، ولكن هناك أسباب كثيرة لبكاء الطفل غير الجوع والبلل.

 قد لا تعرف الأم أبدا أسباب بكاء طفلها، ولكن المعروف أن احتضانه والتهدئة من روعه لن تضر أحدا.

عدم حمل الطفل كثيرا: الإهمال واللامبالاة تُفسدان الطفل، كما أن تجاهل احتياجاته الفطرية الطبيعية المرحلية يفسد الطفل.

يحتاج الطفل الرضيع إلى الحضن دائما حتى وهو نائم، كما يحتاج الطفل في عامه الأول أن يصاحب أمه في كل مكان وألا تضعه أرضا أو تتركه؛ لأن الأم محور عالمه كله.

واتضح أن ترك الطفل وتجاهُل حاجته في الاحتضان يجعل منه طفلا ملحا باكيا حزينا. كما ستدفع الأمهات ثمن عدم تلبية احتياجات طفلها خلال أعوامه الثلاثة الأولى، على مدار حياتها تقريبا.

الطفل ينام وحده لكي لا يعتاد: ينام الطفل مثلما يحتاج، حيث أن معظم الأطفال يحتاجون أن يناموا بجانب الأم عدة أعوام حتى ينتقلوا إلى مرحلة الحجرة الخاصة.

ففي البداية، يحتاج الطفل أن يرضع كثيرا أثناء الليل ويشعر بالأمان والسكينة وهو يسمع أنفاس أمه ويشم رائحتها، بعد ذلك يبدأ الطفل من رهاب النوم؛ حيث يبكي ويقاوم النوم والنعاس بكل الطرق بسبب الخوف.

وحينما يخاف الطفل من النوم، يخاف لحظة أن تغمض عيناه، ويخاف لحظة استيقاظه من النوم، كما يخاف مما لا يفهمه ولا يدركه.

ومع الوقت والتكرار والشعور بالأمان قبل النوم وفي أثنائه وعند الاستيقاظ، يذهب الخوف ويصبح نوم الطفل أمرا طبيعيا.

ولكن متى ينتقل الطفل إلى حجرته؟ عندما يكون مستعدا، عندما يختار ويكون مستعد نسبيا، وعندما لا يبكي ولا يُجبر كل ليلة على البكاء حتى النوم.

الالتحاق بالحضانة ينمي قدراته مبكرا: يتعلم الطفل الكلام عندما يجد من يحدِّثُه بحب واهتمام وبتفصيل عن كل المواضيع، وبدون تململ أو ضيق. حيث يتعلم الطفل الكلام من أهله ومن بيئته المحيطة، لكنه لا يتعلم الكلام في الحضانة إلا إذا كان لا يجد من يحدثه في المنزل وفي بيئته من أبناء في مثل سنه بين أقربائه وأبناء صديقات والدته وخلافه.

أما بالنسبة للشق الاجتماعي، فهذا أيضا منبعه المنزل والبيئة المحيطة به، حيث يتعلم الطفل الاجتماعيات والسلوكيات والمجاملات والواجبات والمشاعر في بيته ومن خلال التفاعل مع عائلته وجيرانه والدوائر المحيطة به.

ولذلك كله، من المهم أن تعرف كل أم أن بكاء الطفل في الحضانة ليس طبيعيا، وسبب توقفه عن البكاء هو اليأس لا أكثر.

ولكن متى يذهب الطفل إلى الحضانة؟ عندما يكون مستعدا، في عمر عامين أو ثلاثة أو أربعة أو خمسة، وفقا لطبيعة كل طفل واستعداده، وكلما حاولت الأم فصله عنها قبل أوانه، كلما فقد ثقته فيها وفي نفسه.

قضاء حاجته بنفسه مبكرا: يستخدم الطفل الـ"بوتي" عندما تنضج مثانته وعضلاته ويستطيع أن يبقى من دون الاحتياج للتبول ساعتين على الأقل. وأي محاولة لفرض عملية قضاء حاجته بمسؤولية هي انتهاك للطفل، وسلسلة من الإهانات والاعتداءات.

الأم أدرى بحاجة طفلها عنه: الطفل إنسان مثله مثل أمه، وله احتياجات تشبه احتياجاتها، ولكن هذا لا يعطي الأمهات الحق بافتراض هذه الاحتياجات وادعاء المعرفة بها. حيث لا تتحقق تلك المعرفة للأمهات باحتياجات طفلها إلا عندما تنظر إليه وتراقبه وتفهم محاولاته للتواصل وتستجيب بسلاسة واستيعاب لكل الاحتمالات حتى تصل إلى مبتغاه.

الأطفال كلهم متماثلون: لا يوجد أطفال "مثل" بعض، الخطوط العريضة قد تتشابه، ولكن التفاصيل مختلفة تماما دائما.

لا يبدأ جميع الأطفال بالأكل في الوقت نفسه، ولا يحبون الأشياء نفسها، ولا يأكلون بالكميات نفسها.

تطبيق هذه القاعدة على الرضاعة والفطام والنوم والاستقلال والاستعداد للحضانة والتعامل مع الغرباء والتعامل مع الأقارب والقدرات والمهارات سيساعد الأم على تقبل مراحل نمو ونضج طفلها.

ضرب الطفل يعلمه: لا توجد ضربة خفيفة وضربة قوية، الضربة الخفيفة مثلها مثل "العلقة المميتة".

عند ضرب الطفل فهو يرى ضعف ويأس وجهل والديه، ويحتقرهم بداخله ويشعر بالنفور منهم ومما يحاولان تعليمه إياه، وتستفحل بداخله مشاعر بالغضب والسلبية وعدم الأمان والخوف.