فنانة فلسطينية تستلهم لوحاتها المبتكرة من بحر غزة

"مجلة جنى" تستلهم الفنانة الفلسطينية الشابة "شيماء دلول"، وحي رسوماتها من بحر غزة، لافتة أن مشهد غروب الشمس، هو المتنفس الوحيد للفلسطينيين في قطاع غزة.

وعلى ورقة بيضاء من الورق المقوّى، تُتقن الشابة الرسم بأسلوب التفريغ، حيث تحضر اللوحة في شكلها الأول، تاركة شكلها الأخير للطبيعة، فلون أشعة الشمس وزرقة البحر، كفيلان بإخراج تلك اللوحات.

ومن البحر، تنتقل "شيماء" بلوحات أخرى نحو الطبيعة الخضراء، حيث تستمد منها الألوان لإكمال رسوماتها كما تفعل في المشهد الأول.

وبهذه الطريقة المبتكرة، ترسم "شيماء" لوحاتها، وتمارس هوايتها المفضلة بعد انقطاع لسنوات.

ومن فن التفريغ، خصصت الشابة الفلسطينية لنفسها وقتا مستقطعا تهرب فيه من قسوة الحياة في المدينة المحاصرة من قبل الاحتلال الإسرائيلي.

وتقول "شيماء دلول" في مقابلة صحفية أن "ألوان الطبيعة كفيلة وحدها، بإخراج لوحات فنية مميزة"، حيث تمسك الفنانة الشابة الورقة البيضاء التي سبق تفريغها، وتعلقها في الفضاء، لتتضح معالم اللوحة، فأشعة الشمس وألوان الطبيعة المتسللة إلى فراغات اللوحة، ترسم كل ما تخيلته "شيماء".

وتوضح "شيماء" البالغة 22 عاما، أن الظروف الحياتية الصعبة لم تمكنها من إكمال دراستها، لكنها في الوقت نفسه، لم تمنعها من العودة لممارسة هوايتها المفضلة، سواءً أكان في منزلها حيث ترسم لوحات تشكيلية، أو تلك التي تقوم بها في الأماكن العامة وعلى البحر.

وتلفت "شيماء" إلى أنها تنجح في بعض المرات، في الحصول على مقابل مادي نظير لوحاتها، حيث تبيع بعض الرسومات لزبائن من داخل غزة وخارجها.

وتقول حول ذلك: "أسعى لتكون أعمالي مميزة في الساحة الفنية، كذلك أطمح لافتتاح أول معرض شخصي لي، يضم مختلف أعمالي ولوحاتي".

ويسعى الشباب الفلسطينيون لإيجاد فرص عمل لهم في ظل البطالة المتفشية في قطاع غزة، وبعضهم قد يجد من احترافه لأعمال فنية أو إنشاء مشاريع خاصة، ملاذا للحصول على عائد مادي، يساعدهم ولو بشكل بسيط على تحمل صعوبات الحياة.

وذكر الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني، أن نسبة البطالة في غزة قد ارتفعت من 39.8% إلى 61.2%، خلال الفترة ما بين عامي 2007 و2017، في ظل الحصار الإسرائيلي المشدد.

وأظهرت إحصائية حديثة من الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني، أن أكثر من ثلث الشباب في غزة يرغبون في الهجرة إلى الخارج، حيث تدفع الأوضاع السائدة في القطاع الشبابَ، لزيادة نسبة الرغبة لديهم في الهجرة، حيث بلغت 37% في غزة مقارنة بـ15% في الضفة.

ويعيش قطاع غزة، أوضاعا صعبة على كل المستويات، وقد اشتدت مع العام الجاري من خلال تشديد الاحتلال حصاره، وتضرر كل مناحي الحياة.

بينما يحاول الفلسطينيون إنهاء هذا الحصار بفعاليات سلمية تشهدها حدود غزة منذ الثلاثين من مارس/آذار الماضي، ويطالبون خلالها بفك الحصار ومنحهم حقوقهم بما فيها العودة لأراضيهم المحتلة.

المصدر: العربي الجديد