"رِهاف البطنيجي" ترصد بصورها نبض الحياة في شوارع غزة

"مجلة جنى" من بين دويّ أصوات القنابل الصوتية وروائح الغاز، ومن بين بساطة الحياة وصعوبتها، والحصار المتفاقم، ومن بين الصمود والحلم المنشود وُلدت موهبة الشابة الفلسطينية رِهاف البطنيجي في التصوير.

تلك الكاميرا وعدستها عرّفت رِهاف على نفسها أكثر، ربطتها بالعالم من حولها، وجعلتها أقرب للناس. كان جُلُّ اهتمامها أن تُوثّق الشارع بكلّ ما يحمله من لحظاتٍ خفيّةٍ ومعلنة، لأنّ الشارعُ المرآة الوحيدة التي تعكس حياة الناس.

وفي ظلّ الظروف التي يعيشها القطاع، استطاعت العشرينية رِهاف أن تُثبت نفسها كمصورةٍ تُظهر رسالةً نبيلة، وتُطلق العنان لطاقة الحبّ والإرادة، وزرع بذور الأمل في كلّ زاوية.

تقول رِهاف التي درست اللغة العربية والإعلام في جامعة الأزهر بغزة، لشبكة العودة الإخبارية «بدايتي في التصوير كانت في التليفون، وبعدها بدأتُ أصوّر كافة الأشياء التي أشاهدها أمامي، لتكون الصورة قصّةً أرويها للناظرين.. فدائماً أشعر أنّ المصوّر أقرب الى الناس من غيره، فالمصوّر يعكس ما يراه بأسلوبه الخاص سواء بطريقةٍ تعبّر عن الحزن أو الفرح، أو بطريقةٍ ساخرة..».

الحياة اليومية، الأطفال، البحر، الشاطئ، الأسواق.. مشاهدٌ كثيرةٌ احتوتها صور رِهاف، لتعكس الحالة بكلّ تفاصيلها في ذلك القطاع المحاصر. أما عن أجمل ما حدث مع رِهاف مؤخراً، فتضيف قائلةً «كنتُ أزدادُ فخرًا حين أتصفّح تطبيق إنستغرام، لتقفز في وجهي صورٌ جميلةٌ التقطها أطفالٌ من شوارع غزة، هؤلاء الأطفال الذين كنتُ أدرّبهم على أساسيات التصوير قبل مدّة في مدينتي غزة».

فغزة تلك المدينة التي ظُلمت كثيراً لم تهتمّ لمحاولات إسكاتها وقتلها بكافة السبل، بل أعلنت إصرارها على التمسّك بالحياة، وكذلك فعل أبناؤها.