الأديبة والكاتبة الأردنية عنان المحروس : مجرة في فضاء الادب العربي

مجلة جنى عمان نضال العضايلة - لا أدري من أين أتت فهي موغلة في مجرة قريبة، اديبة متمردة ، جامحة في افكارها ، تبتعد عن الرتابة والتقليد وتسعى دائماً الى التجديد،  تحب الحياة والحرية، تعشق الطبيعة، وتحب البساطة وتبتعد عن التكلف.

عنان المحروس امرأة حالمة ، وتعيش في غربة دائمة هي غربة الكاتب وقلقه، تعشق الليل بهدوئه المجنون، فهي تعتبر الليل أجمل وقت للتأمل والتفكير والكتابة ، حيث يخيم الهدوء وتداعب فراشات الخيال الفكر فتولد اغدا القاك او اي عمل ابداعي آخر.

حين تكتب الاديبة المبدعة عنان المحروس نصا ادبيا، لابد ان نجد فيه صور المجتمع والثقافة والتاريخ والانتماء، بعيدا عن ذاتيتها بمفهومها العتيق، كحلقة مغلقة لا ينجح النص في تجاوزها.

الابداع الادبي الحقيقي في دائرة عنان لابد ان يضع الانسان في قمة اهتمامها، فهي اولا واخيرا لا تكتب الى مجهول، ولا تخاطب ذاته النرجسية، وبالتالي تعطي القارئ حقه في الإعتماد على فهمه الحقيقي، عنان تضيف الكثير من جماليات الأدب المعاصر، ولهذا تجد الشروط الجمالية في النص متوفرة فيما تكتب.

الأدب العربي في دائرة عنان وصل الى مصاف أرقي الآداب، ليس فقط بارتباطه بقضايا الناس، انما، وهذا اساسي جدا، بجماليته ايضا وبقدراته التعبيرية الفنية، وساهم في رفع شأن الثقافة العربية، وليس بالصدفة ان تتحول هذه الأديبة لتجد نفسها على الخارطة الثقافية العربية، بقدر واقتدار.

كان تطور الادب في حياة عنان المحروس، كشكل من اشكال الوعي الاجتماعي والوطني وكأداة تعبير عن مكونات الانسان واحلامه، ونرى على سبيل المثال في مجموعتها القصصية  أعدت القاك ان الادب ومشتقاته لعب دورا مركزيا في تاريخ المجتمعات البشرية وفي احداث الانعطافات الحاسمة في صيرورتها.

عنان رضا المحروس، حاصلة على درجة البكالوريوس في القانون من جامعة بيروت العربية، كتبت مسرحية توعوية ( قصة وسيناريو وحوار ) باسم الجوكر عرضت على مسرح عمون، عالجت مضار المخدرات، وانتشارها بين الشباب ولها مجموعة قصصية بعنوان  أغدا ألقاك.

أدارت عنان العديد من الأمسيات والمهرجانات الأدبية والثقافية في عمان وخارجها، ولها في الطريق  رواية قيد الطباعة تعالج  الفقر والمشاكل النفسية لتشرد الأطفال.

كثيرة هي الأشياء التي تدفع عنان للكتابة وأحيانا لكثرتها وبديهيتها تكاد لا تراها،  أهمها هي الرغبة في التعبير عن الذات وهي رغبة وحاجة كحاجتنا للتنفس العميق تكبر معها وتتضخم حتى تتفجر حين تتهيأ لها الظروف والأدوات الفكرية واللغوية، هي رغبة تتجاوز أحيانا تخطيطها لتختار الشكل واللغة والنوع الذي ستظهر به سواء شعرا أو سردا.